يودع المصريون والعالم منتصف الليلة عام 2012.. ويستقبلون عاما جديدا يحدوهم الأمل فى أن يكون عاما للاستقرار، وأن يكون نجمه الساطع انحيازه لإرادة الشعب، فعلى الرغم من أنه يبدأ برقم 13، إلا أنه يحمل الكثير من الأمنيات والتمنيات.
لحظة العبور من عام مضى إلى عام جديد يستقبلها المصريون بأمل يضىء الطريق للعام القادم ورسالة حب وسلام بأن يحمل القادم الجديد دعوة للعالم بأن يتحمل مواطنو العولمة المسئولية فى خلق مناخ ملائم لبناء علاقات تكاملية بين البشر، تتيح الفرصة للجميع لمواجهة التحديات وتخطو بهم لآفاق جديدة نحو مستقبل أفضل ولغة مشتركة تتصدى لجميع المشكلات.
ويأمل المصريون فى فتح صفحة جديدة للاستقرار والرخاء الاقتصادى، وانتهاء الفوضى السياسية، ونبذ الصراع الذى وصل لحد التخوين، واستعادة الأمل فى قدرة مصر على العبور من تلك الأزمة، وأن تكتمل دعائم بناء الدولة المصرية الجديدة القائمة على العدل الاجتماعى، وإنقاذ ملايين المصريين من الفقر والبطالة، والاقتصاص لشهداء الثورة، وتطهير البلاد من الفساد، وصون الوحدة الوطنية، والمحافظة على السيادة من خلال مشروع وطنى متكامل، وتكاتف أبناء الوطن للعبور بالبلاد واستكمال المرحلة الانتقالية.
التاريخ يعلمنا أن حب الوطن هو مفتاح تقدمه، وأن الاجتماع عليه والتفانى فى إعلاء شأنه يساعد على تحقيق هذا الهدف، كما يعلمنا التاريخ أن علينا الحفاظ عليه والتبارى والتنافس مع أنفسنا والناجحين الذين صنعوا التاريخ من قبلنا.
من جانبه، أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة استشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن حب الوطن له فوائد صحية، فهو يكسب الشعور بالعزة الوطنية التى تجلب السعادة والشعور بالفخر والثقة بالنفس وعلو تقدير الذات وتبعث الهمم نحو التفانى فى القيام بالواجب والتفوق.
وقال الدكتور بدران- فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة العام الميلادى الجديد- "إن الذين يعرفون معنى السعادة تقل أمراضهم وتزداد مناعتهم لأنهم ينأون بأنفسهم عن التوتر الذى يسبب 40 مرضا نتيجة كيمياء الغضب فيرتفع ضغط الدم وتزداد معدلات القرحة المعدية والحساسيات والسرطانات".
وأضاف "أن الأبحاث الحديثة أوضحت أن السعادة ترتبط بطول العمر وأن معدلات الوفاة تقل بين السعداء وتزداد بين التعساء"، منوها إلى أن حب الوطن يعنى حب موارده والحفاظ عليها وتنميتها والحفاظ على كل قطرة مياه ونسائم هوائية من التلوث، وتابع "أننا جميعا فى مصر نحتاج فى هذه المرحلة إلى تحرير العقول من الخوف وغرس حب الوطن فى النفوس وتطعيم الجماهير ضد الشائعات وتوحيد الأهداف لجعلها أهدافا مشتركة للجميع ترتفع فوق الأهداف الفردية والمطالب الفئوية وغرس الثقة فى النفوس".
وأوضح أننا بحاجة دائمة إلى تدعيم السلوكيات الإيجابية وتنمية الرغبة فى بذل مستوى أعلى من الجهد لتحقيق الأهداف التى تشبع الاحتياجات على المستويين الشخصى والقومى، والاقتناع بأن النجاح وليد الجد والاجتهاد والفشل محصلة الكسل والإهمال.
