تنوعت ردود أفعال عدد من الشخصيات السياسية والحزبية، على زيارة السفيرة الأمريكية آن باترسون، للمستشار سمير أبو المعاطى رئيس محكمة استئناف القاهرة، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، داخل مكتبه بمبنى دار القضاء العالى، فى زيارة مفاجئة، لمناقشة الأزمة الأخيرة بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، نتيجة الإعلان الدستورى الصادر فى 22 نوفمبر الماضى، ما بين رافضة لأى نوع من أنواع التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية للبلاد، وأخرى ترحب بالزيارة فى حال أنها تعلى كلمة الحق وتدين الانتهاكات والتجاوزات التى تشهدها اللجان الانتخابية.
من جانبه، أدان جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والقيادى بالتيار الشعبى والجمعية الوطنية للتغيير بشدة التدخل فى الشئون السياسية المصرية من قبل السفيرة الأمريكية آن باترسون عقب زياراتها اليوم للمستشار سمير أبو المعاطى رئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، وأن هذا لا يجوز تماماً حدوثه.
وانتقد زهران هذا التصرف الأمريكى من قبل آن باترسون، لأن مهامها كسفيرة لبلادها لا يتضمنه التدخل فى شئون القضاء والأخذ بأرائها فى الأزمات السياسية بين السلطة القضائية والتنفيذية، مُعرباً عن رفضه الشديد للصمت الرئاسى تجاه هذا التصرف الأمريكى.
وأكدت مارجريت عازر الأمين العام المساعد للمجلس القومى للمرأة والقيادية بحزب الوفد أن هذا تجاوزا مرفوضا وليس من شئون بلادها الخارجية، لاسيما وأن مسئولى بلادها لن يسمحوا بالتدخل فى شئونهم السياسية كما حدث مع المستشار سمير أبو المعاطى رئيس محكمة استئناف القاهرة.
وشددت عازر، على أن استقلال بلادها وسيادتها يجعلها ترفض الولاية أو الوصاية من جانب الإدارة الأمريكية مهما كان الاختلاف بين القوى السياسية المدنية والإسلامية حول أى من الأمور، وذلك لسبب واحد وهو أن مصر لا تقل اهتماماً ومكانة عن الولايات المتحدة الأمريكية.
وطالبت الأمين العام المساعد للمجلس القومى للمرأة مؤسسة الرئاسة والخارجية المصرية بالتدخل الفورى وتقديم إنذار شديد اللهجة وإعطاء جرس إنذار لهذا التدخل الصارخ فى الأمور السياسية لبلدنا مصر.
وعلق السلمى، على الزيارة، قائلاً: "إن السفيرة الأمريكية باعتبارها سفيرة أجنبية ليس لها حق التدخل فى شئوننا الداخلية، مؤكداً على رفضه التدخل الغير مبرر، كما شدد على ضرورة عدم خضوع مؤسسات الدولة للتدخلات الأجنبية".
وأكد الدكتور وحيد عبد المجيد، عضو المكتب السياسى لجبهة الإنقاذ الوطنى، على رفضه لزيارة السفيرة الأمريكية، مضيفاً أن تلك الزيارة ما هى إلا محاولة أمريكية لفهم الأحداث التى تدور على الساحة السياسية المصرية، والاستعدادات للانتخابات التشريعية.
وأضاف عبد المجيد، أن الأمريكيين رغم محاولاتهم العديدة لفهم ما يدور بالشئون الداخلية لمصر، إلا أنهم لم يستطيعوا فهم ما حدث، ولن يستطيعوا أن يفهموا ما يحدث الآن، أو ما سيحدث خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الأمريكان كلما حاولوا فهم الشأن المصرى، أساءوا الفهم، ويسيئوا التصرف.
ومن جانبه، رحب مايكل منير رئيس حزب الحياة، بزيارة آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة، للمستشار سمير أبو المعاطى رئيس محكمة استئناف القاهرة، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، قائلاً: إننا لا نستطيع أن نرفض الزيارة طالما وافقت عليها الدولة رسمياً ولم ترفضها، على أن تتضمن تلك الزيارات الرسمية سفراء دول أخرى، وألا تقتصر الزيارات على دولة بعينها.
وأضاف منير، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن زيارة السفيرة الأمريكية، إذا جاءت من أجل الإشراف وتوجيه النقد لاستعدادات الانتخابات التشريعية المقبلة، فعليها أن تنتقد أولاً التزوير الذى حدث فى الاستفتاء على مشروع الدستور، مشدداً أن تلك الزيارات الرسمية لرؤساء مؤسسات الدولة، إن لم تأتى للتقويم وإعلاء كلمة الحق وانتقاد أى حالة تزوير فى الاستفتاءات والانتخابات المختلفة، فإنها لن تكون ذات أهمية.
وأكد مايكل، أن زيارات سفراء الدولة الأجنبية، التى تخرج دون توجيه الانتقاد للتجاوزات، فإنها تفقد الزيارة مصداقيتها، وستعتبر تقنين للتزوير، وتصب فى مصلحة جماعة الإخوان المسلمين، على حساب المصلحة العامة للوطن، كما أنها تعد تجميلاً لصورة الإخوان ليس من قبل أمريكا فقط، ولكن من قبل المجتمع الدولى بشكل عام.
وفى السياق ذاته، انتقد منير، عدم إصدار السفارة الأمريكية بالقاهرة، بيانا رسمياً تعبر فيه عن رفضها وانتقادها للانتهاكات والتجاوزات التى شهدتها مرحلتا الاستفتاء على مشروع الدستور المصرى، الذى تم إقراره بنسبة 63,8 % التصويت بـ "نعم".
تعليقاً على زيارة السفيرة الأمريكية لرئيس "العليا للانتخابات"..زهران: يدين تدخل واشنطن فى الشئون السياسية لمصر..ومارجريت:سيادتنا لا تخضع لوصاية "باترسون".. عبد المجيد: الأمريكان أساءوا الفهم والتصرف
الإثنين، 31 ديسمبر 2012 07:24 ص