تصاعدت أزمة نقص الوقود فى عدد من المحافظات، حيث شهدت محطات الوقود بمدن ومراكز محافظة سوهاج نقصًا حادًا فى الوقود، وتجاوزت طوابير السيارات مئات الأمتار، ولساعات طويلة، أمام المحطات فى انتظار الحصول على السولار، مما تسبب فى ارتباك مرورى، وحدوث مشادات بين السائقين على أسبقية التموين، وأدت الأزمة إلى توقف العديد من خطوط المواصلات الداخلية، كما يعانى المزارعون من نقص السولار.
وتساءل أصحاب السيارات والسائقون: ما الذى استجد بعد إقرار الدستور، مشيرين إلى وجود أيادٍ خفية تعبث فى محطات الوقود، وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة التموينية والأمنية لمنع استغلال تجار السوق السوداء للأزمة، فيما برر المسئولون، وأصحاب محطات الوقود، الأزمة بسبب النقص الشديد فى الوارد من حصة المحافظة من المواد البترولية.
وفى القليوبية، تمكنت أجهزة الرقابة التموينية، بالاشتراك مع مباحث التموين، من ضبط 25 ألف لتر سولار داخل سيارة فنطاس، أثناء سيرها بالقرب من كمين كفر شكر فى طريقها لبيع الحمولة فى السوق السوداء بمحافظة الفيوم، وألقى القبض على سائقها، وأخطرت النيابة فتولت التحقيق.
تلقى اللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية، من العقيد وائل نبيل مفتش مباحث بنها، معلومات بإتجار صاحب محطة وقود فى المواد البترولية بالسوق السوداء، وتم عمل عدة أكمنة ثابتة ومتحركة بمداخل مدينة كفر شكر، وأثناء قدوم السيارة رقم 372 ع م ط "فنطاس"، قيادة المدعو شعبان أحمد إبراهيم أمام كمين كفر شكر ألقى القبض عليه، والتحفظ على السيارة، وتبين أنها محملة بـ 25 ألف لتر سولار كانت فى طريقها لبيع الحمولة بمحافظة الفيوم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 10609 جنح مركز كفر شكر لسنة 2012.
وفى أسوان، شهدت محطات تعبئة الوقود، بمراكز كوم أمبو ودراو وإدفو ونصر النوبة، ظهور طوابير للسيارات بسبب إصرار سائقى الجرارات الزراعية على تجميع أكبر قدر من السولار استعدادًا لموسم العصير، لكى يتمكنوا من نقل محصول القصب لمصانع السكر بكوم إمبو وإدفو، وخاصة من المناطق البعيدة والأودية الزراعية الجبلية النائية، مثل وادى النقرة ووادى خريت بنصر النوبة ووادى عبادى ووادى الصعايدة ووادى الرديسية بإدفو.
كما ساعد فى تفاقم الأزمة، حسب ما رواه عدد من قائدى المركبات المنتظرين فى طوابير الوقود منذ الصباح الباكر، أن تجار السوق السوداء ومافيا الوقود يستأجرون صبية تحمل جراكن، وحجز الأماكن وسط السائقين، بحجة أن لديهم تكاتك أو ماكينات زراعية، أو أنهم يعملون تباعين، وهو غير صحيح، لافتين إلى أن هناك تجارًا يعملون فى أسواق عشوائية للوقود، وخاصة بوادى عبادى بإدفو، مطالبين مباحث التموين بالقضاء على بؤر السوق السوداء، وتطبيق القانون الجديد الذى أصدره رئيس الجمهورية بتغليظ العقوبة على المتاجرين بالمواد التموينية.
على الجانب الآخر عادت سيارات النقل الثقيل للوقوف أمام محطات التموين بمدينة أسوان، برغم قرار السكرتير العام للمحافظة بمنعها من التمويل داخل المدينة، وأخذ احتياجها من خارج المدينة، كما تشهد مدنية أسوان اختناقا فى محطات الوقود، بسبب الاستهلاك الواضح من قبل الأتوبيسات السياحية والفنادق العائمة، والتى تعيش تلك الأيام فترة انتعاشة محدودة بسبب احتفالات الكريسماس.
أما فى المنيا، فقد عادت من جديد ظاهرة تكدس السيارات داخل محطات الوقود بحثا عن السولار الذى يمثل الأزمة الحقيقية فى المحافظة، بعد أن نجح المسئولون بالمنيا فى السيطرة على أزمة البنزين وإحداث انفراجة به، غير أن أصحاب السيارات يؤكدون أن الأزمة اليوم فى السولار تستمر لفترة ثم تظهر أزمة البنزين، وتنفرج أزمة السولار، مؤكدين أن هذا ما اعتادت عليه المحافظة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وأضاف أصحاب السيارات أن محطات الوقود تشهد هذه الأيام انفراجة كبيرة فى أزمة البنزين، خاصة بنزين 80 الذى ظل مختفيا لشهور طويلة، وأكدوا أن كمية السولار التى يتم ضبطها يوميا دليل على غياب الرقابة وتواطؤ البعض مع تجار السوق السوداء.
وكانت الأجهزة الأمنية بالمنيا نجحت، مساء أمس، فى ضبط 6 أطنان من السولار قبل بيعها بالسوق السوداء، حيث تم ضبط "ا م"، 42 سنة، عاطل، و"ع س، 29 سنة، عاطل، وبحوزتهما 6 أطنان سولار مدعمة، ومعبأة بجراكن وبراميل، تمهيدا لبيعها بالسوق السوداء، وتحرر عن الواقعتين المحضرين 21765 و21766 لسنة 2012 جنح مركز أبو قرقاص، والتحفظ على المضبوطات، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، وطالب السائقون وأصحاب السيارات المحافظ بالنزول إلى المحطات وتفعيل القرارات الخاصة بتأمينها، وضخ كميات إضافية لها، لأن تلك الأزمة تؤثر بشكل مباشر على المواطن البسيط، خاصة فى نقل السلع ومواد البناء أو عمليات الرى.
وفى محافظة الفيوم اختلف الوضع، إذ شهدت المحافظة انفراجة فى أزمة نقص البنزين، وخاصة بنزين 80، والسولار، بمحطات التمويل، وشهدت جميع المحطات على مستوى مدن ومراكز المحافظة، والمحطات التى تنتشر على الطرق السريعة بالمحافظة، توافر بنزين 80 والسولار بكميات كبيرة، واختفاء ظاهرة الطوابير والجراكن أمام محطات الوقود، فيما يشكو بعض السائقين من بيع بنزين 80 بسعر 100 قرش للتر، بدلا من 90 قرشًا وهو السعر الرسمى للتر.
أما عن أصحاب محطات الوقود، فقد أكد عدد كبير منهم أن الكميات المقررة لهم من المواد البترولية تصل كاملة، عكس فترات سابقة كانت تصل ناقصة، وهو ما كان يتسبب فى أزمة نقص الوقود والمواد البترولية، وينتج عنه ظاهرة التزاحم والطوابير أمام المحطات، وانتشار تجار السوق السوداء.
تصاعد أزمة نقص الوقود فى سوهاج والمنيا وأسوان وانفراجة مؤقتة بالفيوم.. ارتباك مرورى بالمحافظات ومشادات بين السائقين وتوقف العديد من خطوط المواصلات الداخلية.. وتساؤلات عما استجد بعد إقرار الدستور
الإثنين، 31 ديسمبر 2012 02:27 م
زحام أما محطات الوقود بالمحافظات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة