واشنطن بوست: 2012 يشهد توجه سوريا لنهاية دموية لاحتجاجات بدأت سلمية

الأحد، 30 ديسمبر 2012 04:34 م
واشنطن بوست: 2012 يشهد توجه سوريا لنهاية دموية لاحتجاجات بدأت سلمية صورة أرشيفية
واشنطن لندن أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رصدت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأحد أهم الأحداث التى شهدتها سوريا فى العام الجارى ومدى تأثيرها على الدول المجاورة، حيث ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أنه مع اقتراب نهاية 2012 تتجه سوريا نحو نهاية دموية وفوضوية لاحتجاجات بدأت سلمية ضد نظام استبدادى.

ورأت الصحيفة - فى مقال لها أوردته على موقعها الإلكترونى - أن تداعيات الحرب الدائرة فى سوريا ربما تكون كارثية بحيث تهدد بزعزعة كثير من دول الشرق الأوسط وتقدم لتنظيم القاعدة قاعدة عمليات جديدة، وقد تؤدى إلى نقل أو حتى استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأوضحت أن الأزمة السورية نتجت - فى المقام الأول - عن وحشية وضراوة نظام الرئيس بشار الأسد ومستشاريه المقربين بجانب مؤيديهم فى إيران وروسيا، غير أنها تعكس أيضا فشلا واسع النطاق لقيادة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لهذه الأزمة والتى تعد الأسوأ منذ أزمة الإبادة الجماعية التى وقعت فى رواندا قبل عقدين مضيا.

وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن وقوف روسيا والصين فى مجلس الأمن الدولى عائقا أمام أغلب مشروعات القوانين الدولية التى تدين العنف فى سوريا من خلال استخدام حق النقض (الفيتو)، مما جعل الإدارة الأمريكية تفشل فى اتخاذ خطوات لتغيير الوضع فى سوريا.

وتابعت أنه بدلا من ذلك وقفت الدول الحليفة للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا تشاهد باستياء بالغ المأساة، بينما قام البيت الأبيض بخلق الأعذار تلو الأعذار لتبرير سلبيته الدائمة والتى كانت آخرها زعم أن إمداد الثوار أو حتى المنظمات المدنية بمساعدات أمريكية مباشرة يعد أمرا غير قانونى.

ونوهت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما حرصت خلال العام الجارى على تبنى دبلوماسية عقيمة من خلال دعم مهمة المبعوث الأممى إلى سوريا كوفى عنان الذى قدم استقالته مؤخرا وتولى من بعده الأخضر الإبراهيمى، ومحاولة تحقيق احتمال بعيد المنال بدعم روسيا للتوصل إلى فترة انتقالية تفاوضية تزيح الأسد عن سدة الحكم وتشكيل حكومة ائتلافية.

ومع ذلك ..ذكرت (واشنطن بوست) أن موسكو قد تكون مستعدة أخيرا لدعم خطة انتقال سياسى نسبة احتمالات تمريرها تكاد تكون معدومة، نظرا لأن قوات المعارضة التى تتحرك ببطء لكنها تحافظ على انتصاراتها بما جعلها صاحبة اليد العليا فى المعارك مع النظام، أصبحت لا ترغب فى التفاوض مع نظام الأسد.

واختتمت الصحيفة مقالها بأن رجحت أن السيناريو المتوقع وقوعه هو أن قوات المعارضة سوف تنتصر فى معركتها فى غضون الأسابيع أو الأشهر القادمة أو على الأقل ستدفع الأسد إلى التراجع إلى معقله العرقى الأخير على ساحل البحر المتوسط، فإن كان العالم أكثر حظا فسيتحقق هذا السيناريو بسرعة نسبية وإن لم يكن كذلك فسيحدث انقلاب داخلى يطيح بالأسد.

ومن جانبها..ذكرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أن الانتقال من دمشق إلى بيروت يبدو وكأنه انتقال من كوكب لكوكب آخر، فما يعد واضحا أن ما يحدث فى سوريا الآن أصبح مثيرا للجدل فى لبنان.

وأوضحت الصحيفة - فى تقرير لها أوردته على موقعها الإلكترونى، أن وسائل الإعلام خارج سوريا أصبحة دائمة الحديث عن قرب انتصار الثوار وهزيمة قوات الأسد، فى تجاهل صريح لحقيقة أن نظام الأسد مازال الجهة التى تسيطر على معظم وأهم المدن فى سوريا حتى الآن.

واعتبرت أن ما يفسر اختلاف التصورات بداخل وخارج دمشق هو الطريقة التى تصف بها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية أوضاع الحرب فى سوريا، لاسيما فى ضوء قلة أعداد الصحفيين الأجانب فى سوريا، نظرا لصعوبة الحصول على تصريح للدخول.

وأشارت إلى أنه على الرغم من سماع دوى قصف المدفعيات فى أحياء دمشق إلا أن المدينة لا تعد محاصرة وهو ما يتجلى فى استمرار فتح الطرق الشمالية المؤدية إلى حمص والجنوبية المؤدية إلى درعا بجانب فتح الطريق الدولى المؤدى إلى بيروت، فعندما تنجح المعارضة فى الاستيلاء على أحد الأحياء تأتى القوات الحكومية لاستعادتها من خلال قتل البعض وإجبار البعض الأخر على الرحيل.

وتناولت الصحيفة مخاوف الذين يعيشون فى أحياء دمشق التى لم تتضرر حتى الآن، حيث تنتابهم مخاوف مما يحمله المستقبل القريب خاصة فى ضوء تفاقم المشاكل اليومية التى يعانون منها مثل انقطاع الكهرباء ونقص الغاز والمواد الغذائية.

وذكرت أنه فى الوقت الذى تعترف فيه الولايات المتحدة، وحلفاؤها فى الغرب بالائتلاف الوطنى المعارض الجهة الشرعية عن الشعب السورى، أدرجت الإدارة الأمريكية جماعة (جبهة النصرة) المعارضة فى قائمة الإرهابيين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة