تستعد مرسيليا، ثانى أكبر المدن الفرنسية بعد العاصمة باريس، والواقعة فى جنوب فرنسا على شاطئ المتوسط، لتكون اعتبارا من بعد غد الثلاثاء "العاصمة الأوروبية للثقافة فى 2013".
وتعرض مرسيليا على مدار العام ووفق ثلاث مراحل أساسية، برنامجا للأحداث الثقافية يتضمن معارض وحفلات ومهرجانات ثقافية تبرز جمال المدينة الفرنسية القديمة.
ومن المنتظر أن تجذب المدينة أكثر من 12 مليون سائح من شتى أنحاء العالم، حيث سيكون هذا الحدث الثقافى الهائل المنظم تحت شعار المبتكر والمستحدث والمفاجئ مثابة قوة دفع قوية للتنمية الاقتصادية والثقافية للمدينة، ومركز إشعاع وجاذبية لها على الصعيد الدولى.. ومن المقرر أن يقام نحو 500 حدث ثقافى فى المدينة الساحلية المتوسطية فى الفترة ما بين 12 يناير المقبل وحتى نهاية ديسمبر 2013.
واعتبر رئيس منطقة مرسيليا ـ بروفانس لعام 2013 السيد جاك بسيتر، وهى الهيئة المكلفة بتنظيم الحدث، أن الحدث يشكل فرصة استثنائية للمدينة التى تنظمه، وتعيد إطلاق عجلة حياتها الثقافية.
ووفقا لوزارة الخارجية والشئون الأوروبية الفرنسية فإن برنامج الحدث فى مرسيليا ـ بروفانس الذى تشارك فيها نحو 100 بلدية من بينها إكس أون بروفانس، وآرل، ومعرض بروفانس، ولاسيوتا - سيجرى على شكل قصة من ثلاثة فصول"العالم فى ضيافة مرسيليا ـ بروفانس"، و"السماء المفتوحة لمرسيليا ـ بروفانس" وألف وجه لمرسيليا ـ بروفانس".
ويتوقع منظمو الحدث أن احتمالات النجاح واسعة النطاق بفضل الموقع الجغرافى الفريد من نوعه لمرسيليا التى تقع على مفترق الطرق بين أوروبا الشمالية والجنوبية وتتمتع بمكانة مميزة على ضفة البحر المتوسط.
وقال جاك بسيتر، إن الموقع الأورومتوسطى الجغرافى لمرسيليا، المفتوح على أوروبا كما على المتوسط وبالتالى على العالم ـ هو فى صلب مشروعنا، وأن أحد أهم الموضوعات المدرجة فى برنامجنا هو "العالم فى ضيافة مارسيليا ـ بروفانس".
وأوضح رئيس مرسيليا بروفانس، السيد جاك بسيتر، أن التقديرات تشير إلى أن العدد الإضافى للسياح الذين سيفدون إلى منطقتنا فى عام "العاصمة الأوروبية للثقافة" سيبلغ مليونا ونصف المليون، بالإضافة إلى 10 ملايين يزورون المدينة كل عام".
وأشار إلى أن العائدات والفوائد الاقتصادية سوف تكون ضخمة، وأول المستفيدين ستكون قطاعات الفندقية والمطاعم والنقل، وكذلك سيكون هذا العام محركا هائلا لتنمية النشاط والتوظيف بالنسبة لشركات قطاع البناء.
ومن جانبه.. قال رئيس بلدية مرسيليا جان ـ كلود جودان "إن مرسيليا سوف تكون فى 2013 تحت دائرة الضوء ومسرحا لكل ألوان الثقافات، وسوف نظهر على المستوى الأوروبى ما استنتجناه فى مدينتنا منذ 10 سنوات، ألا وهو أن الثقافة فى حد ذاتها قوة تنمية وقطاع اقتصادى بامتياز".
وبحسب المنظمين فإن أكثر من 600 مليون يورو متوقعة حتى الآن لإعادة التأهيل أو بناء المرافق الثقافية الكبرى كمتحف حضارات أوروبا والمتوسط فى مرسيليا، وتوسيع متحف جرانيت فى إكس أون بروفتنس أو مشروع مجمع محترفات فرانك جيهرى فى آرل.
وأسهم شعار (العاصمة الأوروبية للثقافة) منذ إطلاقه فى عام 1985 بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، فى التقارب بين الشعوب الأوروبية، من خلال تأمين عائدات وفوائد اقتصادية وتحسين البنى التحتية.
وتعد مرسيليا ثانى أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة باريس، وثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد مدينتى باريس وليون، تقع فى جنوب فرنسا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهى أهم ميناء بحرى فى فرنسا.
وتأسست مرسيليا حوالى عام 600 قبل الميلاد على يد بحارة يونانيين من فوسيا، فى آسيا الصغرى، المعروفة باسم ماساليا، واكتسبت مكانتها فى تاريخ التبادل والإتجار فى المتوسط، ومن هنا أضحت المدينة رمزا للإرادة السياسية المشتركة للبلدان الأعضاء فى الاتحاد من أجل المتوسط لإعادة إطلاق الجهود بغية تحويل هذا الفضاء إلى منطقة سلام وديمقراطية وتعاون وازدهار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة