مدرسة "قابيل وهابيل" لتعليم النبوة فى إسرائيل.. مؤسسها أحد أتباع حركة تشاباد اليهودية المتشددة.. كل دارس يدفع 53 دولارًا ليتلقى 40 حصة.. أحد الدارسين: "لن أصبح نبيا لا أعتقد أن لهذا راتبا جيدا"

الأحد، 30 ديسمبر 2012 11:56 ص
 مدرسة "قابيل وهابيل" لتعليم النبوة فى إسرائيل.. مؤسسها أحد أتباع حركة تشاباد اليهودية المتشددة.. كل دارس يدفع 53 دولارًا ليتلقى 40 حصة.. أحد الدارسين: "لن أصبح نبيا لا أعتقد أن لهذا راتبا جيدا" صورة أرشيفية
تل أبيب(أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يراهم لا يخطر بباله أبدا أنهم أنبياء، أو سيكونون أنبياء كما وعدهم معلم روحى إسرائيلى جديد. فبدلا من السترات المسدلة واللحى الطويلة يرتدون سترات رياضية حديثة وقمصانا ووجوههم حليقة. وأجهزة الكمبيوتر اللوحية بين أيديهم إلكترونية وليست منحوتة من الصخر ويمسكون بهواتف ذكية وليس عصيا.

فمقابل 200 شيكل أى نحو 53 دولارا أمريكيا ومن خلال 40 حصة مدرسية قصيرة فحسب تقول "مدرسة قابيل وهابيل للأنبياء" إنها سوف تجعل من كل واحد منهم متنبئا يهوديا عصريا.

وأربكت المدرسة التى بدأت فصولها هذا الشهر المنتقدين الذين استنكروا المدرسة ووصفوها بأنها تجديف واحتيال.

وعلى المستوى الدينى تقر تعاليم اليهودية بعدد كبير من الأنبياء فى العهد القديم مثل إبراهيم وموسى وإلياس ومتنبين أقل شهرة ممن جاءوا بروايات عن يوم القيامة والحساب مثل ميخا وحبقوق. وتنص تعاليم اليهودية على ألا نبى بعد أن حطم الرومان الهيكل الثانى فى القدس وحقبة النبوة لن تتجدد إلا مع وصول المسيح وإعادة بناء الهيكل، وتشير عبارة فى التلمود إلى ألا أنبياء فى الوقت الحالى إلا الأطفال والمعتوهين.

لكن على المستوى الفلسفى أيضا: كيف يكتسب المرء الإلهام الإلهى فى مدرسة؟ وهل بوسع أى شخص أن يتعلم؟

وقالت ريتشل إيليور أستاذة الفكر اليهودى فى الجامعة العبرية فى القدس "لا سبيل لتعليم النبوة... إنه مثل فتح مدرسة لتخريج أينشتاين أو موتسارت".

لكن هذا لم يعرقل مؤسس المدرسة ومعلمها الوحيد شمول هابارتزى أحد أتباع حركة تشاباد اليهودية المتشددة التى تعرضت لانتقادات شديدة ويرجع هذا فى جانب منه إلى أن أعضاءها توجوا زعيمهم السابق مهديا منتظرا. ونأت الحركة فى إسرائيل بنفسها عن المدرسة.

وأى أحد ينظر فى المقررات دراسية مثل "شق البحر 101" أو "كيف تتنبأ بالمستقبل" أو حتى "مبادئ إعلان النواح" سيشعر بخيبة أمل، والطلاب يتعلمون تفسير الأحلام وتصنيف الملائكة وأسرار الروح القدس، ويتعلمون كيف يميزون المشاعر الداخلية للأفراد عن سلوكهم الخارجى ومظهرهم.

ولا يضمن هابارتزى أن ترسم الدورة الدراسية دربا مباشرا أمام التلاميذ إلى الرب، لكنه قال إن المقرر الدراسى يوفر الأدوات الرئيسية لإخراج النبى فى أى شخص.

وقال هابارتزى فى مقدمته للدورة الدراسية التى تقام فى مركز دينى فى جنوب تل أبيب المشهور بحفلاته الماجنة فى الشوارع وليس بالتقوى "فى الماضى كان هناك أنبياء لكن حتى الآن فى زمننا هذا فالإلوهية تتجلى لكل واحد. نحتاج أن نفتح أعيننا فحسب".

والناجحون سوف يحصلون على درجة الدبلوم.

والأرباح لم تساهم إلا قليلا كدافع لتقديم هذه الدورة الدراسية. وقال هابارتزى إنه لا يتقاضى الرسوم إلا كدليل على إخلاص الطالب فى الدراسة ويتبرع بها إلى المركز الدينى الذى يستضيف المدرسة، وليس هناك عملية لقبول الطلبات فبوسع أى شخص يريد أن يصبح نبيا أن ينضم إلى المدرسة بمجرد حضور الحصص.

ورحبت المدرسة فى الحصة الافتتاحية بمزيج متباين مؤلف من 12 طالبا تراوحت أعمارهم بين 18 و50 عاما. وبينهم رجل غير حليق يرتدى سترة رياضية سوداء. أحدهم يمشى معلقا جيتارا على ظهره، وآخرون يعبثون بهواتفهم المحمولة وآخرون يخرجون من الغرفة ليدخنوا. اثنان منهما بلحى طويلة ويعتمران الطاقية اليهودية.

وجاءت داريا بوبدينيتز من القدس لتلتحق بالدورة الدراسة وكانت ترتدى قبعة قرنفلية تتدلى منها ألوان من الزينة. قالت إن معرفتها بأنبياء التوراة محدودة لكن لديها حب استطلاع تجاه الدورة الدراسية.

وقال هابارتزى "إنه مزيج متباين بالفعل من الناس".

والغرفة الدراسية نفسها تضم جماعة دارسين متواضعة. ففى غرفة صغيرة جلس الرجال فى حلقة حول هابارتزى وبينما جلست النساء فى ركن فى اتباع للمبدأ اليهودى المتشدد للفصل بين الجنسين، ويلقى هابارتزى محاضرات ويوزع مواد دراسية وهى عبارة عن صورة منسوخة لمقتطفات من الكتب المقدسة- ثم يخصص وقتا للأسئلة، والواجب الدراسى للطلبة هو أن يقوموا بصالح الأعمال ويؤدوا الصلوات.

ويتمتع هابارتزى البالغ من العمر 34 عاما بثقافة متنوعة فهو مهندس برمجة كمبيوتر ومهاجر روسى له لحية طويلة ويرتدى الملابس السوداء لليهود المتشددين وقال إنه كان ملحدا من قبل، وانغمس فى "العلوم والتصوف والفلسفة الصينية والتنجيم والسحر الأسود والشعائر المسيحية"، حتى اعتنق اليهودية.

وألف المواد الدراسية من الكتابات التى يقول إنه يمكن العثور عليها فى أى مكتبة دينية - منها كتب الأنبياء. ولأنه لا يوجد نظام تقليدى للدورة الدراسية كى يصبح المرء نبيا فقد اعتمد هابارتزى على تقديره الشخصى فى وضع المنهج.

ويعتقد هابارتزى مثل آخرين فى حركة تشاباد أن المسيح جاء بالفعل وأن عصر الخلاص من الخطايا قريب ولذا فمن الممكن أن يظهر أنبياء جدد. وأدى زعم البعض أن الزعيم الراحل الحاخام مناحم شينيرسون كان مهديا منتظرا إلى انقسام فى حركة تشاباد وجلب على الحركة انتقادات شديدة من اليهود الآخرين.

وقال هابارتزى إن مدرسته تهدف إلى إعداد الجميع لفترة خلاص جديدة، ويقول هابارتزى إن اسم المدرسة الذى يتضمن اسم ولدى آدم، قابيل الذى قتل أخاه هابيل يشير إلى القضية الروحية فى الشخص وهو ما تستهدف المدرسة تحقيق التناغم بينها.

وأثارت الرغبة فى فتح باب النبوة للجميع الغضب فى بعض الدوائر.

وقال مناحم برود المتحدث باسم تشاباد "هذا محض جنون" واتهم أشخاص على فيسبوك المدرسة "بالدجل والتجديف".

وأعرب روى جرينفالد البالغ من العمر 27 عاما ومعلم كرة التنس الذى يحضر الدورة الدراسية عن بعض الشكوك، فهو يبدى اهتماما بالتطور الروحى الذى تقدمه الدراسة لكن بعض التفاصيل الحاسمة تعترض رقيه الدينى.

وقال "لن أصبح نبيا... لا أعتقد أن لهذا راتبا جيدا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة