عاهل الأردن يدعو مواطنى بلاده إلى الحوار والمشاركة فى صناعة المستقبل

الأحد، 30 ديسمبر 2012 10:30 ص
عاهل الأردن يدعو مواطنى بلاده إلى الحوار والمشاركة فى صناعة المستقبل الملك عبدالله
عمان (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى مواطنى بلاده إلى المشاركة بقوة فى صناعة مستقبل الأردن، من خلال التصويت فى الانتخابات النيابية المقبلة المقررة فى الثالث والعشرين من الشهر المقبل، والالتزام بالديمقراطية كنهج حياة.

وقال الملك عبد الله الثانى اليوم الأحد، فى الورقة النقاشية الأولى له ضمن سلسلة أوراق ينشرها لعرض رؤيته لمسيرة الإصلاح الشامل فى الأردن فى مختلف المجالات، "لقد آن الأوان للتحرك بجدية نحو محطات رئيسية على طريق إنجاز الديمقراطية"، مشيرا إلى أن الانتخابات النيابية القادمة ستمثل إحدى المحطات الأساسية على خارطة طريق الإصلاح السياسى فى الأردن.

وأضاف، "إننى أؤمن بأن رؤية المواطنين للعملية السياسية، سواء أكانوا يمثلون حزبا سياسيا أو فئة اجتماعية محددة، تقوم على اعتبارها فرصة للتنافس العادل والشريف من أجل الوصول إلى أفضل الأفكار والحلول".

ولفت إلى أنه لا يمكن لفئة بمفردها تحقيق جميع الأهداف التى تسعى إليها، بل يجب التوصل إلى تفاهمات تتبنى حلولا وسطا وتحقق مصالح الأردنيين جميعا، وقال، "إن الامتحان الحقيقى والحاسم لمساعينا الديمقراطية يكمن فى قدرتنا على النجاح كأسرة واحدة فى مواجهة التحديات".

وقال، "تبرز فى الكثير من الأحيان فى الأردن، كما فى باقى دول العالم، اختلافات فى الرأى، لأسباب شخصية أو سياسية، تعبر عن نفسها بمظاهر تأخذ أحيانا أشكالا غير بناءة كالتصلب فى المواقف والعنف والمقاطعة التى لا تقود بالضرورة إلى النتائج المرجوة"، منبها إلى أن هذه المظاهر تؤدى إلى توقف آنى للممارسة الديمقراطية، وتحول دون الوصول إلى التوافق المنشود.

وقال الملك عبد الله الثانى، "علينا جميعا أن نعمل من أجل تجاوزها وإعادة عربة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح، فالديمقراطية لا تكتمل إلا بالمبادرة البناءة وقبول التنوع والاختلاف فى الرأى، كما أن الوصول إلى مقاربة متوازنة تجمع بين الحوار المنفتح، والمنافسة الشريفة، واتخاذ القرار عن وعى ودراية، هى لبنة أساسية فى بناء النظام الديمقراطى الذى نريده نهجا يقودنا إلى المستقبل المشرق الذى يستحقه جميع الأردنيين".

وقال العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، "إن رؤيتنا لطبيعة النظام الديمقراطى الذى نعمل على بنائه واضحة، كما أن طريق الوصول إليه واضح، لكنه ليس بالطريق السهل، ولا يوجد طريق مختصر، إنه طريق يُبنى بالتراكم، ويحتاج بشكل أساسى إلى مراجعة أهم ممارساتنا الديمقراطية، وفى مقدمتها كيف نختلف ضمن نقاشاتنا العامة، وكيف نتخذ القرار".

وأضاف، "أن ما نحتاجه بالتزامن مع انطلاق الحملات الانتخابية، هو تطوير ممارسات ترتبط بمفهوم المواطنة الصالحة، التى تشكل الأساس لديمقراطية نابضة بالحياة".

واعتبر أن الانتخابات النيابية القادمة فرصة حقيقية لتعزيز هذه المبادىء والممارسات، والتى من المهم ألا تتوقف بانتهاء العملية الانتخابية، بل أن تستمر حتى تترسخ قناعات ثابتة فى حياتنا اليومية خلال السنوات القادمة.

ودعا الملك عبد الله الثانى إلى احترام الرأى الآخر كأساس للشراكة بين الجميع "وتوسيع دائرة الاحترام والثقة المتبادلة بيننا وأن نبنى عروة وثقى تجمع الأردنيين على أساس احترام الإنسان وكرامته".

وقال، "إن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة"، داعيا فى هذا الخصوص المواطنين الأردنيين إلى الانخراط فى بحث القضايا والقرارات المهمة ذات الأولوية فى المجتمع وسبل إيجاد حلول لها وأن تبدأ هذه الممارسة فى الحملات الانتخابية ومن خلال التصويت يوم الاقتراع.

وأضاف " قد نختلف لكننا لا نفترق، فالحوار والتوافق واجب وطنى مستمر"، مشيرا إلى أن التواصل والتعبير عن الآراء فى المجتمع الديمقراطى يرتبط بالتزام مبدأ الاحترام مع حق الاختلاف فى الرأى فى ظل السعى للوصول إلى حلول توافقية".
وقال الملك عبد الله الثانى، "إن تنوع الآراء والمعتقدات والثقافات فى مجتمعنا كان على الدوام عنصر قوة، ولم يكن عامل ضعف أبدا"، ودعا العاهل الأردنى إلى الالتزام بالحوار والنقاش سبيلا لحل الاختلاف فى الرأى قبل الانسحاب من طاولة الحوار والنزول إلى الشارع.

وقال، إنه بالرغم من الإيمان والإجماع الراسخ بأن حق التظاهر مكفول بالدستور، فلابد أن نعى جميعا أن هذه أداة اضطرارية، لا يتم اللجوء إليها إلا كخيار أخير، ولا يصح المسارعة إلى تبنيها فيتعطل الحوار ويغلق باب التواصل".

وأكد العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، أن الإيمان بالديمقراطية يستوجب الرفض الكامل للعنف وللتهديد باستخدامه ونبذ تخريب الممتلكات العامة فهذه وسائل مرفوضة ولا يمكن قبولها تحت أى ذريعة.

وقال الملك عبد الله الثاني" إننا جميعنا شركاء فى التضحيات والمكاسب وعلينا أن نضع نصب أعيننا حقيقة أن الديمقراطية فى جوهرها لا تعنى أنه يوجد رابح أو خاسر".

وأضاف، "أن قوتنا تكمن فى قدرتنا على التعامل مع المتغيرات من حولنا"، مشيرا إلى أن الشعب الأردنى كان على امتداد تاريخه مثالاً فى إثبات القدرة على التعامل مع الظروف المستجدة من حوله".

ودعا العاهل الأردنى إلى الالتزام بالمبادئ الديمقراطية وتحسين ممارستها وصولاً إلى بلورة إحساس جمعى بالكرامة والاعتزاز بما ننجزه سويا كشعب واحد، وتنمية إحساس وطنى بالإنجاز مستمد من التغلب على التحديات والتسلح بروابطنا وتضحياتنا المشتركة، والإيمان بأن طريقنا نحو الازدهار والأمان ينطلق من ديمقراطيتنا التى تتعزز يوما بعد يوم.

وأكد ضرورة استمرار الحوار البناء والقائم على الاحترام بين المواطنين والتواصل عبر وسائل الإعلام بما فيها الاجتماعى والإلكترونى، وتجذير أسس التعامل الحضارى بين المواطنين وثقافة العمل التطوعى بما يقود إلى مستويات متقدمة من الثقة والعطاء فى المجتمع.

وأشار إلى أن الأردن شرع فى الدخول فى مرحلة جديدة حافلة بالعطاء على طريق التحديث والتنمية والبناء وبعبور مفصل تاريخى زاخر بالتحديات والفرص، مؤكدا ثقته فى قدرة الأردنيين على التغلب على الصعاب وتجاوز التحديات.

وحث الملك عبد الله الثانى جميع الأردنيين إلى استثمار هذه الفرصة التاريخية لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم، خصوصا فى ظل التعديلات الدستورية الأخيرة التى كرست مكانة الشعب شريكا حقيقيا فى صناعة القرار، وأن يتحملوا واجباتهم الوطنية بانتخاب مجلس نواب كفء قادر على خدمة الصالح العام وضمان مستقبل أفضل للأردن.

يشار إلى أن هذه الورقة النقاشية تأتى ضمن سلسلة أوراق العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى لعرض رؤيته لمسيرة الإصلاح الشامل فى الأردن فى مختلف المجالات، وذلك مع بدء الحملات الانتخابية لانتخابات مجلس النواب السابع عشر والتى ستجرى فى الثالث والعشرين من الشهر المقبل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة