وأضاف ريحان فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن دير سانت كاترين شهد قمة ازدهاره فى العصر الإسلامى، حيث أضاف المسلمون عناصر معمارية لحماية الدير وأثاث كنائسى، كما حافظ المسلمون على الأيقونات وهى صور دينية مسيحية وتحتفظ مكتبة دير سانت كاترين وحدها بأكثر من ألفى أيقونة من أندر وأجمل وأهم الأيقونات فى العالم حرصت دول عديدة على استضافتها فى معارض خارجية ولقد حميت هذه الأيقونات من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى العالم المسيحى فى الفترة من 726 إلى 843م وذلك لوجودها داخل العالم الإسلامى وزيادة على ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات من خارج مصر إلى دير سانت كاترين.
وأشار ريحان إلى أن عدد كبير من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادى جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامى وتحوى مكتبة دير سانت كاترين 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عموماً وتحوى مكتبة الدير مخطوطات مسيحية باللغة العربية يتضح بها التأثيرات الإسلامية، حيث تستهل بالبسملة وتختتم بالحمد لله وتؤرخ بالتقويم الهجرى، وتبدأ أسفار الكتاب المقدس عند المسيحيين فى كثير من المخطوطات كالآتى (بسم الله الرحمن الرحيم نبتدئ بعون الله ونكتب أول سفر ) كما إزدانت كثير من تلك المخطوطات وأغلفتها بنقوش ورسوم وزخارف على هيئة طيور وأزهار وتوريقات نباتية وإطارات على النسق العربى.
وحظى الرهبان بحقوق السفر لأى مكان خارج مصر مع إعفاء بضائع الدير من الرسوم الجمركية وعدم التدخل فى أى ممتلكات أو مواريث خاصة بهم وحق الامتلاك بطريق الوقف فى أديرتهم وكنائسهم ومزارعهم وبيوتهم وحقولهم وبساتينهم وسائر ممتلكاتهم داخل وخارج مصر.
ويوضح ريحان أن الإضافات المعمارية بالدير فى العصر الإسلامى شملت إعادة بناء وتجديد كنيسة العليقة الملتهبة التى بنيت فى القرن الرابع الميلادى وتغطيتها بالكامل ببلاطات القاشانى التركى فى القرن 17م وفتح البوابة الحالية للدير بالجدار الشمالى الغربى فى نهاية القرن 19م.
كما أنشئت بوابة المصعد فى القرن 16م وإعادة بنائها 1860م وترميمها بعد احتراقها عام 1971م وأنشئت قلايا الرهبان خلف الجدار الجنوبى الشرقى فى القرن 16م وتجديدها عام 1870م وأضاف المسلمون باب خشبى لسقيفة المدخل المستعرضة لكنيسة التجلى من العصر الفاطمى القرن 11م وتم تغطية السقف الجمالونى لكنيسة التجلى من الداخل بسقف مسطح من القرن 18م وتغطية أرضية كنيسة لتجلى بالرخام من القرن 18م يشبه الموجود بمساجد القاهرة كما أنشأ المسلمون مبنى الاستراحة خارج سور الدير عام 1863م فى عصر الخديوى إسماعيل وكل هذا لإبراز الدور الحضارى للدير وعلاقاته داخلياً وخارجياً وازدهاره واتساع أملاكه فى العصر الإسلامى وما يزال الدير يمارس دوره الحضارى حتى الآن بعد تسجيله ضمن الآثار المسيحية بمصر وتسجيله تراث عالمى واستمرار الدارسات الأثرية للدير ومقتنياته من أيقونات وتحف فنية ومكتبة نادرة تعد الثالثة على مستوى العالم.




