د. أحمد زكريا يكتب: يا مرسى انصر مصر بقوة

الأحد، 30 ديسمبر 2012 07:39 ص
د. أحمد زكريا يكتب: يا مرسى انصر مصر بقوة الرئيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفند الزمانى شاعر عذب الأسلوب سهل العبارة، مقل فى شعره، توفى 92 قبل الهجرة، قال هذه الأبيات حين اضطر إلى الاشتراك فى حرب البسوس:
صَفَحْنَا عن بنى ذُهْلِ وَقُلْنَا القَوْمُ إِخْوَانُ
عَسَى الأَيَّامُ أَنْ تُرْجِـعَ قَومًا كالذى كانُوا
فَلَمَّا صَرَّحَ الشَّرُّ وأَمْسَى وهو عُرْيَانُ
ولم يَبْقَ سِوى العُدْوانِ دِنَّاهمْ كما دَانُوا
شددنا شدة اللَّيْثِ غَدَا واللَّيثُ غَضْبَانُ
بِضَرْبٍ فيه تَوْهينٌ وَتَخْضِيعٍ وَإِقْرَانُ
وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ غَذَا والزِّقُّ مَلآنُ
وفى الشَرِّ نَجَاةٌ حينَ لا يُنْجِيكَ إِحْسَانُ
وبَعْضُ الحِلْمِ عندَ الجَهْلِ لِلذَّلَّةِ إِذْعَانُ
عصفت هذه الأبيات بذهنى، وأنا أرى الحالة المتردية للعابثين بأمن مصر واستقرارها، فأردت أن أوجه رسالة متواضعة من مواطن مصرى بسيط إلى رئيس مصر المنتخب.
فحقيقة الأمر فى مصر الآن تدعو إلى الحذر الشديد، ولابد من وثبة عمرية يقوم بها الدكتور مرسى لتصحيح مسار مصر سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وإعلاميا، وإلا فسيتسع الخرق على الراقع.

تذكر سيدى الرئيس أن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، وأن مصر تحتاج إلى قوة فى لين، ورفق من غير ضعف، وللأسف الشديد أن الكثيرين من المستهترين بمصالح الوطن يظنون الحلم ضعفا، والرفق عجزا.

فأدرك مصر قبل أن تغرق ونغرق معها جميعا، واعلم سيدى الرئيس أن التاريخ لن يسامحنا جميعا، فقد كان الأمر بيديك وأنت المسئول عن هذه البلاد أمام الله ثم التاريخ، ولن يذكر التاريخ صنيع جبهة الإنقاذ، أو بعض من يحاولون هدم مصر، إنما سيذكرك أنت، لأن الله ملكك، وأعطاك القوة لإقامة العدل، وإشاعة الأمن.
فما عذرك فى سوء اختيار المعاونين والوزراء، هل عقمت مصر عن ولادة الفرسان.
ما الذى يكبل يديك عن الأخذ بقوة، وإمضاء الحق، وردع الظلم والباطل.
نعلم تما أنك تمتلك القوة والشجاعة والحكمة، فلماذا تتأخر فى وقت لا يتحمل التأخير.
أنت رئيس كل المصريين فقم بواجبك، وانهض بهموم شعبك، فشعبك ينتظر منك الكثير، ويعول عليكم – برغم حملات التشويش والتضليل – والتى أنتم سبب فيها، لأنكم فرطتم فى حقوقكم كرئيس لمصر فتجرأ السفهاء على رئيس مصر، وإن كان من حقك أن تتنازل عن حقوقك الشخصية فليس من حقك أن تتنازل عن هيبة مصر ورئيسها.

عذرا سيدى: أراكم وضعتم اللين فى غير موضعه، واستخدمتم الحلم مع من لا يستحق، فأصبح الأمر على المحك، ولابد من قول فصل تحمى به مصر وأمنها، فهم لا يتوقفون عن المكر والتدبير، وكل ذلك فى رقبتك سيدى الرئيس.

وأذكرك بقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال: – "اللهم إنى أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة".

فهيا سيدى أعمل القانون بحزم وبحسم وبعدل، لكن الشعب يئن سيدى الرئيس، لا يأمن على عرضه وماله ونفسه.
دع عنك هم النخبة، وانشغل بمن أعطوك ثقتهم، وينتظرون منك الحياة الهادئة الآمنة البسيطة، فآمالهم ليس كآمال النخبة، لا يفكرون فى الحكم والكراسى، يحلمون بلقمة عيش طيبة تسد جوعتهم، وكوب ماء نظيف لا يتسبب لهم فى كبد ولا سرطان، وأمن يجعلهم يطمئنون على أعراضهم وأنفسهم وأموالهم، وهذا حقهم عليك، وليس هذا بكثير عليهم، فهم شعب مصر الطيب المبارك الذى يستحق كل جهد لإسعاده.

سيدى الرئيس هذه زفرات قلب مهموم من هذا البلد، عساك تسمعها، وتنتبه لها قبل فوات الأوان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة