بورصة "ساحات" الإسكندرية للفعاليات السياسية خلال عام 2012

الأحد، 30 ديسمبر 2012 03:22 م
بورصة "ساحات" الإسكندرية للفعاليات السياسية خلال عام 2012 صورة أرشيفية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انعكست مجريات الأحداث التى شهدتها البلاد على مدار العام الجارى على اهتمامات المواطنين وخاصة المواطن السكندرى، حيث أثرت فى تحديد مسار فعالياته الاحتجاجية واختيار ساحاته خلال العام 2012 قياسا بالعام الأول لثورة 25 يناير 2011.

ولاتزال الساحة المقابلة لمسجد القائد إبراهيم متصدرة المشهد بوصفها ميدان الثورة بالإسكندرية؛ لتتكالب عليها القوى السياسية لتنظيم فعاليتها لحد يصل إلى الاشتباك والخلاف على الساحة بسبب التباين والاختلاف فى الآراء السياسية بين قوى تيار الإسلام السياسى من جانب، والقوى المدنية والليبرالية على الجانب الآخر.

وتحفل أجندة عام 2012 بالأحداث التى انطلقت ووقعت بساحة مسجد القائد إبراهيم لأهميته الجغرافية بتوسط مركز مدينة الإسكندرية، وكانت أكثرها حدة وعنف خلال الربع الأخير من العام بسبب تصاعد الخلافات بين القوى السياسية، الساحة الممتدة والمتسعة لآلاف المتظاهرين، باتت ضيقة يتصارع عليها تيارات مختلفة لتقع اشتباكات على مدى الشهرين الأخيرين من العام بدءا باقتحام مقر الأمانة العامة لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين) والقريب من الساحة، وتستمر لما وصفته تيار الإسلام السياسى بمحاصرة المسجد اعتراضا على الخطاب التوجيهى للشيخ أحمد المحلاوى الإمام التاريخى للمسجد وأحد أقطاب الحركات الإسلامية.

وهذه الساحة هى التى انطلقت منها احتفالات ذكرى العام الأول لانطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير وسيطر على التنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وهى قبلة العديد من المرشحين الرئاسيين السابقين لجذب أكبر مساحة من التأييد، وهى نفس الساحة التى شهدت تكثيف التواجد الأمنى لمنع اشتباكات وقعت رغم كافة الإجراءات خلال الشهر الجارى.

وهناك ميادين هجرها المتظاهرون والمحتجون بسبب غياب رمزيتها بعد تطورات المرحلة الانتقالية وعلى رأسها الساحة المقابلة لقيادة المنطقة الشمالية العسكرية بشرق الإسكندرية؛ والتى بدأ التحول عنها خلال النصف الثانى من العام، فيما شهدت آخر التجمعات الحاشدة لها يوم إعلان نتائج انتخابات جولة الإعادة الرئاسية معلنة عن فوز الرئيس محمد مرسى.

فبعد أن أصبحت تلك الساحة قبلة لكافة المسيرات، التى تنطلق أسبوعيا لدوافع سياسية مختلفة من ساحة مسجد القائد إبراهيم أصبحت مجرد محطة لا يتم التوقف فيها بينما تستمر المسيرات إلى ساحات وأماكن أخرى.

وكانت آخر الفعاليات الحاشدة التى شهدتها الساحة المقابلة لقيادة المنطقة الشمالية العسكرية خلال مسيرة لجماعة الإخوان المسلمين تأييدا للإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية، والتأكيد على مفهوم الشريعة الإسلامية فى الدستور الذى لم يقر آن ذاك كمحطة اضطرارية للتوقف بسبب وصول مسيرات أخرى مناهضة للإعلان الدستورى واحتشادها بالساحة المقابلة لمحطة قطار سيدى جابر على مسافة عشرات الأمتار الفاصلة بين الحشدين.

وتوقفت المسيرات بشكل تام وعلى مدار العام من الاتجاه إلى قصر رأس التين غرب الإسكندرية، فيما تفيد آراء النشطاء ومنظمى الفعاليات الاحتجاجية إلى أن رمزية تلك الساحتين انخفضت بعد تسليم المجلس العسكرى السلطة إلى رئيس الجمهورية المنتخب وعودة القوات المسلحة إلى دورها وثكناتها.

ورغم ذلك لاتزال القوات المسلحة تتخذ تدابيرها الاحترازية لتأمين منشأتها التى تمر بها المسيرات والفعاليات السياسية عبر نشر قواتها بالإضافة إلى الأسلاك الشائكة والمتاريس والحواجز.

وتحول الامتداد الجغرافى فى المسيرات التى تنطلق بالإسكندرية إلى الساحة المقابلة لمحطة قطار سيدى جابر؛ فقربها الجغرافى من قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وتوسطها شرق الإسكندرية كان دافعا لمنظمى الفعاليات الاحتجاجية لاختيار هذا المكان ، فضلا عن رمزيته فى ثورة الإسكندرية بسبب تنظيم أحد الاعتصامات خلال فترة الثمانية عشر يوما به.

وبدأت قوات مديرية أمن الإسكندرية منع أية احتكاكات بين المشاركين فى الفعاليات الاحتجاجية والمواطنين، من خلال تحويل كافة المسرات المرورية المؤدية إلى الساحة إلى أخرى بما يعطل خلال تلك الفترة أحد أهم الشوارع الرئيسية بالمحافظة شارع أبى قير.

وهى نفس الساحة التى شهدت واقعة الاعتداء على القيادى الإخوانى صبحى صالح، فى أحداث العنف المتبادل التى استهدفت شخصيات بارزة من طرفى اللعبة السياسية (التيارين الإسلامى والمدنى)، ونالت من المرشح الرئاسى السابق من قبل أبو العز الحريرى.

وعلى الجانب الآخر.. بدأت ساحات أخرى تجذب اهتمام المواطن السكندرى؛ ارتبطت بعمليات التحول الديمقراطى، ومنها انتخابات الرئاسة بجولتيها (الأولى، والإعادة) بالإضافة إلى الاستفتاء على الدستور لتجمع تلك الساحات اهتمام قرابة الثلاثة ملايين وستمائة ألف ممن يحق لهم المشاركة فى ذلك العام تحديدا.

وهناك ساحات أخرى غير سياسية بدأت فى الانتشار والترسخ فى أذهان السكندريين بمواسم سنوية؛ تتمثل فى ساحات صلاة عيدى الفطر والأضحى، ومحاولة بعض التيارات السيطرة على تلك الساحات ومنها (محطة مصر، إستاد الجامعة، أرض المعسل، الترعة المردومة) وغيرها لتعبر عن احتشاد الآلاف مع اختلاف الدعوات على مر العام.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة