إنشاء قيادة عسكرية موحدة، ذلك هو القرار الأخطر الذى صدر عن قادة دول الخليج خلال اجتماعهم الأسبوع الماضى فى البحرين، والسبب فى ذلك يعود إلى ما يمكن أن تقوم به هذه القيادة فى مواجهة المخاطر التى تهدد أمن دول الخليج الست، سواء كانت مخاطر داخلية متعلقة بمطالب الإصلاح والتغيير التى بدأ صوتها يطفو على السطح فى دول مثل البحرين وقطر والسعودية، أو المخاطر الخارجية، التى تعد إيران على رأسها لكونها التحدى الرئيسى لدول المنطقة، فضلا عن خطر الإرهاب الذى تعتبره دول الخليج الخطر الأكبر الذى يواجهها، خاصة بعد الكشف الأسبوع الماضى عن خلية إرهابية كانت تتنقل بين ثلاث دول خليجية وكانت تخطط للقيام باعتداءات إرهابية فى السعودية والإمارات.
القيادة العسكرية الموحدة كما قال وزير الخارجية البحرينى، الشيخ خالد بن خليفة، لن تكون بديلا لقوات درع الجزيرة، إنما ستكون مظلة لتنسيق الجهود كاملة بين دول مجلس التعاون على أن تبقى درع الجزيرة درعا أساسيا فى مجلس الدفاع المشترك الذى سيقوم بالتنسيق والقيادة للجهود العسكرية الخليجية، وعلى عكس قوات درع الجزيرة التى لها وجود فعلى فى البحرين، وكذلك مكتب التنسيق البحرى الموجود أيضا فى البحرين، لن يكون لمجلس الدفاع المشترك مقر.
اتجاه دول الخليج لإنشاء هذه القيادة وسط الأزمات الاقتصادية العالمية فضلا عن تطلعات الشعوب الخليجية للحرية والديمقراطية، يؤكد أن القادة الخليجين بدأوا فى إعداد العدة لمواجهة أى محاولة للتأثير على أنظمة الحكم الخليجية، خاصة أن بعضا من هذه الأنظمة أصبحت، وفقا لما صدر عن مسؤولين بها، مهددة بمخاطر «تبعات الربيع العربى»، الذى أتى بالإخوان المسلمين إلى الحكم فى مصر وتونس، والحكومة فى المغرب، وهو ما يظهر من التصريحات المتتالية لقائد شرطة دبى ضاحى خلفان، الذى دائما ما يحذر من خطورة جماعة الإخوان المسلمين على أمن الخليج.
لذلك فإن دول الخليج ستقف جاهدة أمام أى محاولة لزعزعة استقرار أى دولة منهم، خاصة أن أنظمة الحكم فى الدول الست تتشابه، كونها تعتمد على أسر حاكمة، فأى أسرة من هذه الأسر لن تسمح بسقوط نظيرتها فى أى من الدول الست، حتى لا ينفرط العقد الخليجى، والدليل على ذلك أنه بمجرد أن هذه الدول استشعرت أن الخطر يقترب من نظام الحكم فى البحرين، أرسلت قوات درع الجزيرة إلى المملكة لحماية الحكومة والملك من المتظاهرين «الشيعة» ممن خرجوا لشوارع المنامة مطالبين بالإصلاح وإسقاط الحكومة والملك معا، ورغم أن درع الجزيرة لم تتدخل بشكل مباشر فى المواجهات بين المتظاهرين والشرطة، إلا أن وجودها مثل عامل ضغط وتأثير على المتظاهرين.
إن اتفاق قادة الخليج على إنشاء القيادة العسكرية الموحدة له مؤشر وحيد وهو أن هذه الدول استشعرت بقوة المخاطر التى تهددها، لذلك فإن كل تركيزها خلال الفترة المقبلة سيكون منصبا على الجانب الأمنى، وهو ما يتضح من صفقات الأسلحة التى أبرمتها مؤخرا هذه الدول مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا لتطوير أنظمتها الدفاعية.
عدد الردود 0
بواسطة:
أم الامراء
يااهل الشتاء العربي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري عامل نفسه مش فاهم
امراء الخليج خايفين من وصول الثورات اليهم ومخوفين شعوبهم بفزاعة ايران