حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من تعويل بعض المحللين والمتخصصين على أحداث الماضى والمفارقات التاريخية للتنبؤ بمستقبل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وثورات الربيع العربى فى مقدمتها ثورة الشعب السورى.
وأوضحت الصحيفة -فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الأحد-أن الأدوات والسبل المعتادة من قبل البعض لتفسير الأوضاع المعقدة والصراعات تتضمن الميل إلى عقد مقارنات ومفارقات تاريخية هى فى الأغلب أدوات "مضللة".. مضيفة: فى الحقيقة أوضاع دول الشرق الأوسط الراهنة لا تشبه أوضاع دول البلقان إبان تسعينيات القرن الماضى،كما أن الثورة فى مصر لا تشبه الثورة الإسلامية فى إيران.
وأردفت الصحيفة تقول: "إن مجموعة الدراسات التى أعدها متخصصون سوفيتيون فى الماضى أخفقت فى التنبؤ بانهيار الاتحاد السوفيتى وكذلك هو الحال بالنسبة للدراسات المتخصصة عن الشرق الأوسط التى لم تفشل فى التنبؤ بأحداث الربيع العربى فحسب بل وكانت سببا فى تضليل البعض بتعزيزها آمالهم بأن استخدام النموذجين المصرى والتونسى سيمكنهم من التوقع بما ستؤول إليه الثورات العربية الأخرى.
وأضافت: فلا يمكننا الجزم بإذا ما كانت سوريا بعد رئيسها الحالى بشار الأسد ستماثل لبيبا ما بعد القذافى أو العراق ما بعد صدام حسين فى ظل تركيبتها المعقدة والخاصة من التوترات الاجتماعية والطائفية، مشيرة إلى أن الأوضاع فى كافة دول ما بعد الثورات والنزاعات آلت لنهايات إما غير سعيدة أو غير مستقرة،كل على طريقته الخاصة.
واستطردت الصحيفة تقول: "إنه برغم أن السمة المهيمنة على أحداث المنطقة حتى الآن تتمثل فى صعود نجم نوع مختلف من تيار الإسلام السياسى ساهمت فى بلورته إلى حد كبير جماعة الإخوان المسلمين بوصفها ظاهرة عالمية، إلا أنه لا يزال من الصعب تعميم المسارات المختلفة التى اتخذتها أفرع الجماعة فى أنحاء المنطقة".
ولفتت إلى أن حركة حماس، على سبيل المثال، شكلت خبراتها من خلال صراعها المسلح ضد إسرائيل فيما شكلت جماعة الإخوان المسلمون فى مصر تاريخها على طريقتها الخاصة.
وأما عن السمة الثانية-من وجهة نظر الصحيفة البريطانية-فتتمثل فى الفعالية والنشاط المتزايد لدول الخليج على رأسها دولة قطر والمملكة العربية السعودية، معتبرة أن المحاور المتعددة للنفوذ القطرى سواء بالمال أو الدعم الرسمى وغير الرسمى باتت سمة رئيسية لأحداث الربيع العربى لاسيما فى كل من ليبيا وسوريا".
واعتبرت الصحيفة أن السمة الثالثة تتداخل إلى حد كبير مع السمة الثانية وربما تكون السمة الأكثر خطورة وتتمثل فى التنامى المتواصل للتوترات الطائفية بين المذهب السنى والشيعى فى المنطقة.
الجارديان تحذر من التعويل على الماضى للتنبؤ بمستقبل الشرق الأوسط
الأحد، 30 ديسمبر 2012 01:35 م