عبر الحزب الاشتراكى المصرى عن رفضه الكامل لخطاب الثورة المضادة المفضوح، الذى ألقاه الرئيس محمد مرسى، أمس، أمام مجلس فاقد الشرعية، بعد استفتاء مزور على دستور أنتجته جمعية غير شرعية أصلاً، ولم تمثل إلا المتاجرين بالدين والمتواطئين معهم.
وأكد الحزب، فى بيان له، أن خطاب "مرسى" جاء مستهترًا بالعقول السوية، وفى تكرار فاشل لخطابات المخلوع "مبارك"، برغم ترصيع الخطاب بآيات الذكر الحكيم، إضافة إلى امتلائه بأرقام مفبركة ووعود كاذبة وتطمينات لا أساس لها من الصحة.
وأشار البيان إلى أن الشعب المصرى يعرف حقيقة أوضاعه المرة، ولا ينخدع بعبارات منمقة، وحماس أجوف مصطنع، فى خطاب يفترض فيه التحلى بالمسئولية والموضوعية، لكنه جاء حافلاً بالوعظ والعبارات الإنشائية الفارغة، ولن يقتنع الشعب بأية محاولات بائسة، أو أكذوبة للتغطية على ما يعانيه فى الأسواق، من تدهور قيمة الجنيه، وتفشى البطالة، وإغلاق المصانع، وانهيار السياحة، واتساع رقعة الفقر فى الريف والمدن على السواء، ووسط الطبقات العاملة والمتوسطة معًا.
وقال البيان إنه لم يعد مجديًا الكذب بشأن الاحتياطيات النقدية، خاصة مع التهافت على الاستدانة، وهجمة أثرياء العرب، وغيرهم، للاستيلاء على الأصول المادية للاقتصاد المصرى من مصانع وأراضٍ وفنادق وبنوك وخدمات، بل إن لعاب المستثمرين يسيل بقوة الآن للاستيلاء على مقومات وقلاع استراتيجية مثل قناة السويس وأرض سيناء.
وأضاف البيان "لقد أثبت مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بما لا يدع مجالاً لأى شك أنهم يخربون مصر عن عمد أو جهل، لا فرق، فنحن أمام محاولة مسعورة لتجريف مصر من ثرواتها وطاقاتها وأمنها ومكانتها الاستراتيجية، ناهيك عن تجويع وإفقار مواطنيها الشرفاء".
أتى الخطاب الممجوج وسط موجة فاشية زاعقة وتلويح متعمد بالقمع والسلاح وحتى الحرب الأهلية، مع استخدام خطير لمنابر المساجد والجماعات الوهابية المتخلفة لترويع الثوار والمواطنين.. وفى ظل تسابق مخزٍ من قيادات الإخوان على التبرع بتقديم فروض الولاء للأمريكان والصهاينة والأتراك وأقزام الخليج.
وأشار البيان إلى أن الأمور وصلت إلى حد الأزمة المستفحلة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا، ومن المستحيل إيجاد حل لها من خلال حوار أو المشاركة فى الجرائم الكاملة فى كل المجالات التى ترتكبها جماعة الإخوان فى حق الوطن ومستقبله، وقال لا بديل سوى تعميق الثورة، وتوحيد الصفوف فى مواجهة الثورة المضادة الفاشية، مطالبًا جبهة الإنقاذ الوطنى بأن تكون على مستوى المسئولية فى هذه اللحظات الحاسمة، وأن تتخذ جانب المقاومة الجذرية والشعبية أمام نظام يحاول كسب الوقت حتى يكتمل مخططه فى التمكين والاستيلاء على كل الدولة، والهيمنة الاستبدادية على المجتمع بكل طبقاته وطوائفه وجماعاته وأحزابه.
"الاشتراكى": خطاب الرئيس مضاد للثورة ويستهتر بالعقول السوية
الأحد، 30 ديسمبر 2012 10:59 ص