الفرعون لا يُخلق.. بل يُصنع.. وكل الطغاة الذين مروا علينا صناعة محلية وليسوا أقدارا سماوية.. وأشهر طغاة العالم كانوا (غلابة) فى بداياتهم تشفق على طفولتهم البائسة وتبكى على شبابهم الضائع.. كان معظمهم فقراء أو مساكين أو مساجين.. فالذى يقرأ بدايات هتلر أو موسولينى أو عيدى أمين لا يمكنه أن يصدق النهايات.. كانوا نماذج بشرية بسيطة وطبيعية تحولوا فجأة إلى سفاحين ومصاصى دماء.. فهل لبسهم عفريت أم لدغهم عقرب أم أن أعوانهم صنعوا منهم وحوشا مخيفة؟.. ووراء كل ديكتاتور ظالم جماعة أظلم منه.. هم يصنعونه ليأكلوا من ورائه.. ينفخوا فيه كالمنطاد ليرتفع بهم فى عباب السماء ولا يفيق الجميع إلا بالارتطام على بلاط اللومان كما سقط مبارك وحزبه الواطى، وخطيئة أى حاكم أن ينظر إلى شعبه من خلال جماعته ورجاله، وأن يصدق نفاقهم ويكذب نقد الآخرين.. أو أن تطغى أصوات مديحهم الزائف ومظاهراتهم المدفوعة على أصوات المعترضين وأنين المظلومين، هنا يتحول إلى شيطان حتى لو كان ملاكا، فالديكتاتور يصنعه من حوله ليختفوا خلفه. فيحصلوا على المناصب والمرتبات والظهور على الفضائيات، وهو يشعر من خلالهم بالرضا عن الذات، فبين الديكتاتور وجماعته علاقة خاصة جدا أشبه بالبلطجى وزوجته (الدلوعة). هى تمنحه الإحساس بالتميز والنجاح الدائم وهو يمنحها المال والمكانة واللقمة الزيادة، لذلك دائما ما يبتدع للديكتاتور اسم دلع مثل، الحاكم بأمر الله أو زعيم الحرب والسلام أو سيد المعلمين يا حبيبى أنت، وكلما فشل أعوان الرئيس وجماعته فى إرضاء الشعب وتوفير احتياجاته كلما جنحوا إلى تحويله إلى ديكتاتور سياسى حتى يغطى على غبائهم وفسادهم فى إدارة البلاد، حدث هذا مع مبارك وزين العابدين وكل الطغاة السابقين واللاحقين.. يشغلون الناس عن الغلاء وسوء الخدمات وكوارث الطرقات والقطارات وانتشار المرض والجهل والبطالة بسطوة الحاكم السياسية وقوته الفرعونية أو الدينية، ويحشدون الفقراء والمساكين بملاليم ليهللوا ويؤيدوا قرارات المعظم على بياض، ويرفعونه على قوانين البشر مهما فعل ومهما أمر، فيخرج لهم العظيم ليخطب فيهم وحدهم، فهم شعبه وصفوته، البسطاء العاشقون لحكمته، يريح ضميره بهم ويتكسبون هم من طلته، ووسط هذا الحب العارم وقصائد العشق الممنوع، يتحول كل المعارضين أو المنتقدين أو الرافضين إلى ملحدين متآمرين مرتزقة.. فيجوز فيهم القتل ويطبق عليهم الحد فيموت منا من يموت ويصاب منا من يصاب ويتحول الرجل الطيب إلى ديكتاتور ظالم ويتحول الشعب المتحاب إلى مليشيات وأعداء ويتحول الحلم الجميل إلى كابوس دموى مفزع، و(توتا توتا ليه بنعيد الحدوتة).
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
ولولا رهطك لرجمناك
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحق
هذا الدستور يعيد تصنيف ثورتنا الى انتفاضة شعبية!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
الديكتاتور لا يعيد مجلس الشعب الذي حلته اللادسنوريه ولا يطلب من الشعب الأستفتاء علي الدستو
عدد الردود 0
بواسطة:
د.حسام
الرئيس مرسى نفسه احد اركان النظام القديم
عدد الردود 0
بواسطة:
الكمالي
بلا نرفزة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة
دستور فاقد للشرعية ورئيس سيفقد شرعيته قريبا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
هكذا تتكلم المصالح