لقد هزت ثورة 25 يناير أركان الوطن العزيز الذى أصابه الفساد وسوء الإدارة والقهر والاستبداد والدكتاتورية فى مقتل فأصبح مهترءاً كهلاً تماماً كجسد رئيسه المخلوع يُنفق على تزيين وجهه ليبدو عفياً والله وحده يعلم بما به من أمراض ووهن.
لقد كان الوطن مرتعاً وجسداً مستباحاً لكل الفاسدين واللصوص فنُهبت آثاره وأراضيه وأمواله وكافة مصادر ثرواته وهانت مصر على الجميع إلا القليل من أبنائها المحبين لترابها والصادقين فى عشقها عز عليهم هوانها فكانت الثورة الرائعة الفتية التى أطاحت بنظام كهل لكن الوطن أصبح فى مفترق الطرق بعد ما يقرب من عامين على الثورة التى ولابد أن نعترف أنها ضلت الطريق ربما لتفاؤلها غير الموضوعى وعدم تنظيمها الجيد بعد أن وحدهم هدف الإطاحة بالنظام السابق.
ولا بد من أن نعترف أنه منذ الثورة وحتى الآن لم يعرف الوطن طريقاً للنجاة حتى بعد وصول رئيس منتخب للسلطة ومصر العزيزة فى خطر محدق لابد وأن يعرف ذلك كل أبنائها. تقريباً لم يتحقق ولو هدفاً واحداً من أهداف الثوره فلا استرددنا أموالنا المنهوبة بالخارج ولا حتى بالداخل ولا تمكننا من معرفة قتلة شهدائنا ولا حاكمنا رموز الفساد. أن الاقتصاد المصرى فى أسوأ حالاته واجمع عليه كل فئات الوطن وتطالبه بحقوق لا يمكنه الوفاء بها وإن اعترف بمشروعيتها ويقينه بتقصيرهم فى القيام بمسئولياتهم، والديمقراطية المنشودة فى أقسى أختبار لها فالكل لا يعرف عنها سوى أسمها يلعنها أن خسر ويمتدحها أن فاز والجميع لا يريد إلا الفوز وهو أمر مستحيل يدفع الوطن ثمنه.
إن الفرص الضائعة أوشكت على النفاد ولم يعد أمامنا سوى أن ننجح من أجل وطن تاجر به الجميع، والنجاح يتطلب معرفتنا وتطبيقنا لبرنامج وطنى يدرك السبيل إلى التغيير ويطبق أساليبه العلمية (Managing the Change ) بمصارحة ومكاشفة تامة وليكن شعارنا رغم اختلاف توجهاتنا (افعلها أو مت) (Do it or die) وإلا ستكون الثورة كمن أنقذتنا من آتون رئيس مخلوع لتقذف بنا فى محيط بلا شطوط فنغرق وعندها ستكون النتيجة واحدة الموت حرقى أو غرقى ومصر لا يمكن أن تموت.
