ألم نستوعب من قصة يوسف الصديق، حينما أتى به من البادية، وبعد ما غدر به أخوته وأسكنه الله القصور ولكنة أبى أن يعصى الله، فقال ربى السجن أحب إلى مما يدعوننى فدخل السجن، ثم خرج منه إلى قصر فرعون، وأصبح عزيز مصر ومالك خزائنها ولم تستهويه شياطين القصر، ولم ينتقم ولم يحاكم خصومة الذين سجنوه، وإنما أبى، ولكنة بنى جسور الحب والتسامح ورفع اسم الله فى الأرض، فعلى شأنه والتف شعب مصر حوله، وخرج بمصر من السنوات العجاف ألم نتعلم من هذا، سيدى الرئيس إنى أنبهك من شياطين القصر، وما يزينوه للمقيمين فيه فقد زين لك شيطان القصر حب الملك، وحب التملك والامتلاك فى فترة قصيرة جدا، حتى وصل بك الأمر إلى إقصاء كل من حولك وكل من يخالفك الرأى، لتبقى أنت وعشيرتك وأهلك، سيدى إن قصور مصر وما بها من فخامة وعظمة وخزائن مصر وكنوزها، وما بها من بريق تبهر أى إنسان إلا من رحمه ربه، فأنى أدعو الله أن تكون ممن رحمهم الله، وترجع عما اختلف عليه الذى فرق الأمة وجعل منها اثنين من الأخويين مختلفون حتى وصل بهم الأمر إلى القتال، لسنا هابيل وقابيل، إن السلطة هى ضمن مثلث الشيطان "السلطة والمال والنساء" إنى مازلت أقدرك رئيسا منتخبا حيث جئت بصندوق الانتخابات والديمقراطية، فلا تنقلب عليها فتنقلب عليك وتكون العواقب جسيمة، فإنى أناشد فيك المسلم الحافظ لكتاب الله، وأناشد فيك الأب رب الأسرة وأناشد فيك علمك ومكانتك العلمية، أن تتغلب عليك قدرة الله لكى تنتصر على شياطين القصور والملك الذين يزينون الحياة لصاحبها، وإذا لم تتذكر ذلك فتذكر قدرة الله عليك، فهو ملاذنا وهو نصيرنا عليك، أحقن دماء المصريين واخمد الفتنة واتركها فإنها نتنة كما قال رسول الله، وإياك وبطانة السوء فإنهم هامان وجنوده الذين يحولون الحق باطلا، وما يتحمل الإثم غير صاحبة، لن يكون معك فى قبرك إلا عملك.
صورة أرشيفية