أكد الإعلامى عادل حمودة، أن صياغات مواد عديدة من الدستور الجديد ركيكة، وتحتاج إلى مراجعة، وهناك فروق فى الصياغة مليئة بالشر، متسائلا "ما هى القدرات الذهنية والعقلية الهائلة التى تمكن أعضاء الجمعية التأسيسية من إقرار دستور بالكامل فى مدة 48 ساعة؟".
وأضاف حمودة، خلال لقائه فى برنامج "آخر النهار" أن الدستور الجديد ملئ بالعيوب، مشيرا إلى أن الصياغة العربية ضرورية، ولكن القانونية أهم، لضمان عدم وجود لبس فى الألفاظ، مضيفا أن الدستور أباح تكوين الأحزاب الدينية، منتقدا المادة التى تنص على تعريب المناهج، لأن هناك موادا بعضها قائم على اللغة الأجنبية ومليئة بالمصطلحات التى لا يمكن تعريبها كمادة الكمبيوتر.
وانتقد حمودة فتح الدستور الجديد للحد الأقصى للأجور مرة أخرى والسماح بخلق امتيازات لاستغلال الثورة وإتاحة فرض الحراسة على الملكيات الخاصة، مشيرا إلى أن المادة 29 تعيدنا مرة أخرى للتأميم، قائلا: "لماذا تصادر الصحف إذا أخطأ صحفى، وطبقا للدستور ممكن نعمل جرنال بالإخطار فقط، أما التظاهرات والاجتماعات العامة لابد أن ينظمها القانون، وليست بالإخطار فقط، وأن الدستور أيضا لم يقرر بوضوح اختصاصات الحكومة وقلص صلاحياتها".
وأكد حمودة أن ما يحدث عند المحكمة الدستورية هو يوم أسود فى تاريخ مصر عندما نجد القضاة خائفين ولا أحد يريد حمايتهم، مضيفا أن رئيس المحكمة الدستورية اتصل أمس بوزير الداخلية وتعهد الأخير بتأمين المكان إلا أن قوات الأمن المركزى انسحبت فجر اليوم.
وأضاف حمودة أن أمن المحكمة اتصل بالمستشارين يحذرهم من وجود خطر على حياتهم إذا ما تواجدوا فى المكان، مما دفعهم لتعليق أعمالهم وتأجيل الأحكام، قائلا: "بعض الناس قالت إن القضاة عرض عليهم الحضور إلى المحكمة بالمدرعات، وهذا غير صحيح، ولو كان عرض عليهم لرفضوا لأن هذه إهانة وتعنى أن العدل فى حالة خوف شديد".
ويرى حمودة، أن هناك حالة حشد مكثفة من الإخوان وشركائهم فى المسيرة نحو السيطرة على مصر، قائلا: "جرى الانتقام من المحكمة الدستورية فى الدستور الجديد عن قصد وعمد، وأتعجب لماذا لم يخرج علينا الرئيس معلقا على ما فعله الإخوان أمام المحكمة الدستورية؟، ولماذا لم نسمع صوته وأرى أن مرسى لم يقل شيئا منذ إن كان رئيسا للحرية والعدالة، ثم رئيسا للجمهورية، ونفذه، وأتمنى أن يقول شيئا واحدا وينفذه".
وأكد حمودة أنه لا يمكننا الوصول إلى صناديق الانتخاب دون وجود بنية تحتية للديمقراطية، مشيرا إلى أن نظرية المؤامرة ليست أمر غريب، ولكنها أحيانا تكون أحد وسائل الحكم فى اتخاذها ذريعة للتخلص من معارضيه وتشويه صورتهم، ويرى حمودة أن الرئيس مرسى على حد قوله نجح فى الوساطة بين فلسطين وإسرائيل ولكنه فشل فى الوساطة بين المصريين والمصريين.
وأضاف حمودة أن احتجاب بعض الصحف الثلاثاء لا يعد المرة الأولى فقد تكرر أيام مبارك عند تعديل أحكام الصحافة ومحاولة اضافة مواد تجيز الحبس وجرت السخرية حينها من هذا الإجراء، ولكنه تسبب فى انهيار مستوى توزيع الصحف القومية حينها، مما دفع صفوت الشريف للتدخل محاولا حل الأزمة، مشددا على أن تسويد شاشات بعض الفضائيات، إضافة جيدة ومحترمة لاحتجاب الصحف هذه المرة.
وانتقد حمودة قيام التيارات الإسلامية فى مليونيتها أمس بإهانة الإعلام ورموزه، قائلا: "إذا كان الإخوان يتمتعون بالطهارة ورأيهم أن الإعلام بيوت دعارة، فلماذا يدخلون القنوات ويظهرون فى البرامج وإذا كان الإعلام نوع من العهر فى وجهة نظرهم، لماذا يصرون على التعامل معه ولا يذهبوا لقنواتهم؟".
وأضاف حمودة أن التطهير الحقيقى يجب أن يتم فى التليفزيون المصرى الذى يقوده شخص فى وجهة نظره لم يكتب إلا القليل من الجمل، ولم يقدم شئ يستحق عليه منصب وزير الإعلام، مؤكدا أن كثيرا ممن وقفوا ضد الحريات الآن سيدفعون الثمن ويدخلون المعتقلات، مطالبا بعدم التفريط فى استقلال القضاء أو حرية الإعلام.
وأكد حمودة أن الرئيس محمد مرسى جمد السلطة القضائية فى مكانها بقراراته الأخيرة وجعل الصحفيين يشعرون بالقلق، مؤكدا أنه لا أحد ضد التطهير طالما هنالك فساد ولكن ما يحدث ليس تطهير للمؤسسات وإنما ارتباك وتجميد ليس إلا.
وأضاف حمودة الشرعية كانت فى يد الحاكم وما انتقص منها هو قراراته الأخيرة، قائلا: "من خرج يطالب بتطبيق الشريعة بيطالبوا مين التحرير ولا قصر الاتحادية، وأرى إننا أمام ثورة ملفات وليس ثورة طبقات وعلى المعارضة والحكم أن يضعوا أمامهم جيل الثورة وينفذوا هذه الملفات".
عادل حمودة لـ"آخر النهار": الدستور الجديد أباح إنشاء أحزاب دينية ويعيدنا للتأميم وصياغاته ركيكة.. والقضاة خائفون ولا أحد يريد حمايتهم.. لو أن الإخوان يرون الإعلام "بيوت دعارة" لماذا يصرون على دخولها؟
الإثنين، 03 ديسمبر 2012 07:17 ص