تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أنه يمثل محور قلق الليبراليين المصريين تجاه النظام الحاكم.
وأشارت أنه خلال الاحتجاجات العارمة التى اندلعت فى أنحاء البلاد اعتراضا على مشروع الدستور الذى ألح الرئيس محمد مرسى على فرضه، كانت الهتافات الأكثر غضبا واشتعالا تتجه صوب ذلك الطبيب البيطرى الذى يبلغ 69 عاما، إذ أن الكثيرين على قناعة أنه هو من يحكم مصر سرا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية التى أطاحت بمبارك، فإن المصريين يحتشدون ضد ما يرونه تهديدات لثورتهم، لكن مع وصول الإخوان المسلمين للسلطة بانتخاب رئيس من الجماعة وتمرير دستور يفتح الباب لدولة دينية، قد يكون بديع هو أكثر وأحدث رمزا للدولة المستقطبة التى أصبحت مصر عليها.
وبالنسبة للإخوان المسلمين فإن المرشد يمثل الزعيم الروحى الورع الذى لا يتردد فى المشاركة للتعبير عن هويتهم الدينية المحافظة، وممارسة السلطة السياسية، ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الجماعة التى شعارها "الإسلام هو الحل، ظلت محظورة لعقود طويلة لكونها تمثل تهديدا للدولة، وفقا للحكومات السابقة".
ووفقا لعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وأحد قيادى الجماعة، فإن بديع رجل هادئ يتلو آيات القرآن عن ظهر قلب، ويقول: "إذا ما رأيته فى الشارع، لا يمكن تمييزه عن الرجل العادى".
وبالنسبة لكثير من المسلمين المعتدلين والليبراليين والمسيحيين، فإن بديع هو أمير الظلام للطغيان الإسلامى المقبل، ورمزا لأسوأ مخاوف لديهم، وينقل عن رضوى بدوى 59 عاما متظاهرة مصرية، أن بديع هو الحاكم الحقيقى لمصر وهو المدبر لنقل الميليشيات من غزة ولتأسيس دولة الخلافة عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتقول واشنطن بوست: إن واقع تأثير بديع هو أكثر تعقيدا ويصعب معرفته، ووفقا لمحللين، فإن المرشد الحالى شخصية غير كارزمية وأنه اختير لمنصبه عام 2010، لأنه على مدار سنوات انتماءه للجماعة لم يكن من بين أقوى قيادتها.
وتنقل عن أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة قوله: "إن بديع سهل السيطرة عليه ومن الناحية الأيديولوجية والفكرية، فإنه فى وئام مع أعضاء مكتب الإرشاد"، وأضاف إلى أن بديع اختير لمنصبه لأنهم يثقون فيه كواحد منهم، مشيرا إلى أن أعضاء مكتب الإرشاد الـ19 الذين يضعون السياسية واختاروا كبار المسئولين فى حكومة مرسى.
ويشير ناثان براون أستاذ السياسية الدولية بجامعة جورج واشنطن والخبير بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، إلى أن بديع بين الشخصيات المعروفة خارج الجماعة، وأوضح أن هناك بعض الشخصيات داخل الإخوان الذين لا يشعروا بالارتياح تجاه تقلد دور سياسى بارز ويريد من الجماعة أن تركز على الوحدة فيما بينها، وبديع من هذا المعسكر.
ويضيف مصطفى كمال السيد أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية، أنه التقى بديع من قبل وبدا أنه ليس ضد الحقوق المدنية للمسيحيين أو المرأة، لكنه يرى حتمية أن يتقلد رجل مسلم رئاسة الدولة، وأشار السيد إلى أن بديع بدا مطيعا لأيديولوجية الجماعة أكثر من كونه عالم دين.
ويقول خبراء: إنه مع صعود الجماعة إلى السلطة، غطت الشخصيات القوية داخل مكتب الإرشاد على بديع، هؤلاء من بينهم خيرت الشاطر، الممول الرئيس للجماعة والمفكر الإستراتيجى لها، ومحمود عزت صاحب الدور الإدارى الحازم ومنفذ الانضباط.
وتشير الصحيفة، إلى أنه بصفته المرشد الأعلى، فإن بديع يلقى الخطب والخطابات التى تعكس توافق داخل مكتب الإرشاد وليس أفكاره المستقلة وتوجهاته.
واشنطن بوست: بديع محور قلق ليبرالى مصر.. شخصية ضعيفة يسيطر عليه الشاطر وعزت.. أصبح رمزا لاستقطاب مصر بعد الثورة.. خطبه تعبر عن توافق مكتب الإرشاد وليس أفكاره.. والعريان:رجل هادئ يتلو القرآن عن ظهر قلب
السبت، 29 ديسمبر 2012 11:54 ص