منة شلبى تكتب: إحنا شعبين

السبت، 29 ديسمبر 2012 02:57 م
منة شلبى تكتب:  إحنا شعبين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إحنا شعبين ..شعبين
شوف الأول فين والتانى فين
وآدى الخط ما بين الاتنين بيفوت

بهذه الكلمات يحدثنا الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى عن واقعنا الذى نعيشه الآن وكأنه عندما كتب هذه القصيدة كان يبصر ما سيحدث فنحن فعلاً أصبحنا شعبين، يقف كل شعب فى مواجهة الآخر ويتمنى كل منا الهزيمة للآخر وكأننا فى مباراة أو حلبة للمصارعة. يأبى كل شعب منا بأن يعترف أنه أخطأ، أصبحنا فريقين، انقسمنا، بعد أن شهد العالم كله ببراعة الوحدة التى أحاطت بنا فى أيام الثورة، أصبح لكل منا مجلسه ورفاقه، لا يرغب كل فريق بأن يلتقى الفريق الآخر وكأننا أعداء ولسنا أبناء أرض واحدة، أكلنا سويا عيش وملح وعشنا سنوات تحت سماء هذا الوطن، عانينا من نفس الظلم وتجرعنا نفس المرارة وقت النكسة وذقنا معاً طعم الفرحة يوم النصر. نسينا ذلك كله، انشغل كل منا بمكاسب وأطماع سياسية، أصبح الهدف الأول هو المنصب والكرسى، أصبح شعار كل فريق أنا ومن بعدى الطوفان.

إنها الحقيقة ودائماً الحقائق تكون مؤلمة لذلك نحن نفضل أن نعيش فى زيف وخداع على أن نصطدم بواقع مؤلم ولكنها الحياة، لا تريد لنا استقراراً أبدا، حتى بعد أن أتينا برئيس منتخب ظننا جميعاً أن الاستقرار آت لا محالة فقد انتهت المرحلة الانتقالية التى أتعبت وأرهقت الشعب المصرى كثيراً وها هو أول رئيس منتخب يحظى بتأييد جماعته وأيضا بعض المعارضين الذين توسموا فيه الصدق والإخلاص والحرص على مصلحة الوطن ولكن كل ذلك كان صرحاً من خيال فهوى، كنا نحلم وتعمقنا فى الحلم فلم نشهد استقرارا ولا ازدهاراً. ظلت الأيام تعصف بنا وتحول الرئيس المنتخب إلى ديكتاتور يحاول إيهامنا بأنه ديكتاتور مؤقت فيصدر إعلانه الدستورى وكأنه يقول لنا (أنا ربكم الأعلى) ويزداد انقسام الشعب بين مؤيد ومعارض ويقف كل فريق لمحاربة الآخر حتى وصل الأمر إلى أن تمتد يد المصرى ليقتل أخاه المصرى.

كل ذلك وسط تجاهل متعمد من رئاسة الجمهورية فلم يصدر بيان واحد للتعليق على الحادث ولا أمر بتحقيق فورى مع كل من طالته شبهة الاتهام بل ازداد الأمر سوءا عندما أخذ أنصار الرئيس يلقون الاتهامات على المعارضة دون تقديم دليل واحد لما يقولون إلى هذه الدرجة تشوه الحقائق؟ إلى هذه الدرجة أعميت أبصاركم عن رؤية الجانى الحقيقى؟!

إن مصر تشهد حالة من الاستقطاب السياسى والفرقة التى ستؤدى بنا جميعا إلى مصير لا نرغبه ومستقبل مظلم نحن فى غنى عنه ولا أعرف ماذا سيضير رئيس الجمهورية إن خرج واعترف بأخطائه للشعب، ماذا سيضيره إن أمر بتحقيق جاد مع المتهمين فى أحداث الاتحادية.

اعلم يا سيادة الرئيس أن هذا الشعب لا ينسى أبدا شهداءه ولا يفرط فى حقهم واعلم أيضا أن بالشعب وحده تستمد قوتك، فلا تستمد القوة أبدا من جماعة أو من فصيل سياسى واحد إنما القوة الحقيقية تكون فى التفاف المعارضين حولك قبل المؤيدين ليوجهوك إن أخطأت ولينيروا لك طريق الحق.

القوة يا سيادة الرئيس تكمن فى الوحدة وأظنك تعلم أن كثيراً من الدول فى العالم الخارجى سعيدة بما وصلنا إليه الآن،هناك دول عديدة لا تريد لمصر استقرارا ويسرها رؤية المصريين فى حالة انقسام فهل نتركهم ينجحون فى تنفيذ مخططهم؟

يجب علينا جميعا أن نعلى كلمة مصر عاليا ونترك المصالح السياسية جانبا فضياع الوطن هو ضياع للشعب المصرى بأكمله ولن يستطيع أحد وقتها أن ينجو بنفسه أو بجماعته.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

رفيدة محمد عبد المنعم

عندك حق

عدد الردود 0

بواسطة:

AHMED

مفيش فايدة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصريه

احنا مش شعبين احنا امام غزاه جدد

عدد الردود 0

بواسطة:

مي محمد

..

مقال رائع و اوافقك الراي فى كل كلمة قلتيها.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة