بروكينجز: البلتاجى وحجازى استغلوا الدين بشكل طائفى خلال معركة الدستور.. والإخوان يستفيدون من دعاة الفتنة..وتوقعات بمزيد من الإساءة.. والأزهر والمجتمع المدنى والشعب يتحملون مسئولية مكافحة الظاهرة

السبت، 29 ديسمبر 2012 05:52 م
بروكينجز: البلتاجى وحجازى استغلوا الدين بشكل طائفى خلال معركة الدستور.. والإخوان يستفيدون من دعاة الفتنة..وتوقعات بمزيد من الإساءة.. والأزهر والمجتمع المدنى والشعب يتحملون مسئولية مكافحة الظاهرة صورة أرشيفية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث إتش إيه هيللر، المحلل السياسى وزميل مركز بروكينجز الدوحة، عن الجدل الذى شهدته مصر على مدار عام 2012، عن دور الدين فى القوانين والتشريعات أو ما وصفه بتسييس الدين وتأثيره على الأحداث فى عام 2013، فقال أن الدين حاضر بقوة فى عقول المصريين مع بداية عام 2013، لأنهم غاضبون وقلقون بشأن كيفية استخدامه وكيف يمكن إساءة استغلاله خلال العام الجديد، لافتا إلى أنه تم استغلال الدين فى الانتخابات البرلمانية من قبل الأحزاب الإسلامية، وفى استفتاء 2011 على التعديلات الدستورية بزعم أن التصويت بنعم يعد تصويت على الدستور.

ويشير المحلل الأمريكى إلى أن الانقسام السياسى الواقع فى مصر منذ أن أصدر الرئيس محمد مرسى الإعلان الدستور، و الاستقطاب السياسى هو أمر سيئ بما فيه الكفاية لأى بلد، ناهيك عن بلد خرجت لتوها من إنتفاضة ثورية كانت حقا ممثلة من قبل جميع المصريين. لكن هذا الاستقطاب مختلف، فلقد كان عميق الطائفية وعلى العديد من المستويات.

واعتبر الكاتب أن قادة جماعة الإخوان المسلمين لعبوا دورا كبيرا فى إذكاء الفتنة والانفسام بين المصريين، وأشار إلى تصريحات محمد البلتاجى، الذى قال إن معظم المحتجين على الدستور هم مسيحيين. كما لو أنه هناك فرق، فالمسيحيون المصريون هم مصريون مثلهم مثل المسلمين المصريون. وقال هيللر إن الرسالة الواضحة من وراء كلام البلتاجى أن يقول إن هناك معركة بين المسلمين والمسيحيين.

كما استغل صفوت حجازى، الداعية الموالى لمرسى، المسيرات المؤيدة لمرسى ليبعث رسالة للكنيسة نفسها مصدرا تحذيرات للمسيحيين. ولا يمكن افتراض أن رسالته روحية أو لغرض دينى.

ولم تقتصر هذه المواقف الطائفية على المهاترات بين المسيحيين والمسلمين، ولكن تجاوزت إلى ما هو أعمق. فأنصار الرئيس والذين صوتوا بنعم حولوا الأمر إلى الدين والخلاص. حيث تحول الأمر إلى نصرة الإسلام والشريعة متهمين المعارضين بأنهم ضد الإسلام.

حتى أن قتلى الاشتباكات التى وقعت يوم 5 ديسمبر أمام قصر الاتحادية عندما اعتدى الإسلاميون على المعتصمين المعارضين للدستور ومرسى تم تصنيفهم، فقتلى مؤيدى الرئيس تم وصفهم بالشهداء من قبل الإسلاميين بينما قتلى معارضيهم فى النار.

لكن فى خضم هذه الفتنة، كانت هناك علامات جيدة ودلائل وعى السلطات الدينية الأرفع بخطورة الوضع، وقد أصدر مفتى الجمهورية الشيخ على جمعة، بيانا يؤكد فيه على دور علماء الدين الحقيقيين الذين لا ينبغى أن يكونوا أداة سياسية، وأن يترفعوا فوق المكاسب السياسية ويضعوا مصلحة الناس العامة على رأس أولوياتهم.

كما أعرب شيوخ الأزهر عن استياءهم الكبير لاستخدام الإسلام على هذا النحو. وأعرب الداعية الدينى اليمنى المعروف الحبيب على الجعفرى، عن قلقه حيال الخطاب غير المسئول للدعاة المتشددين فى مصر.

ويخلص الكاتب بنظرة أكثر تشاؤما قائلا إن المصريين يمكنهم توقع استمرار المزيد من إساءة استخدام الدين خلال 2013. لذا فالأمر يحتاج إلى وعى أكبر من المصريين العاديين، إذ تقع المسئولية عليهم وعلى المجتمع المدنى بشكل أكبر للمشاركة فى مكافحة هذه الظاهرة، التى حتى الآن لم تحددها الحكومة على أنها مشكلة. وفى الواقع فإن جماعة الإخوان المسلمين تستفيد كثيرا من دعم مثل أولئك الدعاة.

وختم هيللر قائلا إن الدين جزء لا يمحى من مصر والعالم العربى، ولاتزال الثورة تتكشف. وسيكون على المصريين فى عام 2013 أن يختاروا بشكل أكثر وضوحا: فهل يرغبون فى مناخ دينى يستغل بشكل طائفى سام؟ أم يريدون مناخ المصريين الأصلى الذى يتحدث به الأزهر والتيار الواسع الأفق والذى يمثل الأكثرية فى تاريخ البلاد؟ ويشير إلى أنهم يرغبون فى الاختيار الأخير، لكنهم سيحتاجون لخوض معركة من أجله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة