محمد عزت يكتب: ادخلوها آمنين

الجمعة، 28 ديسمبر 2012 09:21 م
محمد عزت يكتب: ادخلوها آمنين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقطاب.. تخوين.. انقسام.. تكفير.. كما شئت قُلْ ولا تتعجب، فهذا هو حال مصر لن أرمى التهم جزافاً، وحاشى للهِ ان أفعل على أى تيار ولا أى مسئول بدايةً من السيد رئيس الجمهورية، وحتى عامل مزلقان أسيوط الملوثةٌ يده بدماء أطهر 70 نفساً زهقت على أرض مصر، لكن ما أتمناه هو لحظة تأمل تقودنا إلى لحظة "أمل"، ولحظة تفهم تقودنا إلى لحظة "تفاهم"، وقليل من التدبر فى الأمر يقودنا إلى حسن "التدبير"، إذا نظرت عزيزى القارئ إلى أى من دول العالم سوف تجد أنّ الاختلاف فى العالم كله ليس عيباً، لكن العيب هو أن يتحول ذاك الاختلاف إلى "خلاف" غير موضوعى فى كل دول العالم هناك مختلف التيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، الليبرالية والاشتراكية والمحافظة والثورية, هناك القوى الدينية والعلمانية والوسطية، وهناك قوى للعمال وللمرأة، وللشباب ولكل أطياف المجتمع، وفيها يقبل الاشتراكى الليبرالى، ويقبل المتدين العلمانى، ويقبل الشباب مطالبة العمال بحقوقهم، ويتضامن الاشتراكى مع الليبرالى مع المحافظ والوسطى والعلمانى، إذا أوذى أحدٌ منهم من السلطة الحاكمة بطريقةٍ قد تهدد "المجتمع" هذه هى الدولة الحديثة القائمة فى دول العالم المتحضرة، والقائمة فى "مخيلة" ثورتنا الباعثة على الأمل، ولن نقول النهضة حتى لا يسىء أحد الفهم العقبة الأكبر أمام هذا الإبداع المجتمعى عندنا هو التطرف الفكرى، سواء من قِبل القوى التى أسميها "سياسية" والتيار الآخر الذى هو القوى "الدعوية" أو "الدينية" إن جاز التعبير، وإن صح المنطق، وكما قلت لن أرمى التهم جُزافاً لكن سأعود قليلاً إلى الوراء على طريقة أفلام هوليوود إلى يوم 25 يناير 2011، وسأقوم بمد يدى على "مؤشر" الصوت لأسحبه لأعلى قليلاً، هل تسمع شيئا؟ أنا أسمع حشود تقول "عيش حرية عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية" فقط ولا غير، هذا ما كانت ميادين مصر تتزلزل به، وما كانت قلوب الأمهات والآباء تنفطر على أبنائهم وبناتهم الذين نزلوا إلى الميادين حتى يصرخوا به، وهذا الذى زلزل عرش من ظنّ أنه ورث عرش مصر عن الملك مرنبتاح التاسع والخمسين! هذا ما حدث بمنتهى الحياد، ثم وجدنا من يغير فى تلك الهتافات ويقول الشعب يريد تطبيق شرع الله، لن أسمّى الأمر واضح وآخر يعارض، ويقول لم يكن هذا الذى عرضّنا حياتنا للخطر من أجله، فيلتهمه الآخر بشتائم "بما لا يخالف شرع الله" وتكفير وإقصاء وإخراج من الدين القيّم فينعته الآخر بسمات الجاهلية.

أظن أنّه واضحٌ من خرج عن مضمار ثورتنا، وواضحٌ من تفاوض مع نائب الرئيس قبل أن يرحل ثم نعت من يتظاهرون ضده الآن بأنهم فلول، وأظن أنهم يعلمون ذلك جيداً، تلك هى العقبة أمام إقامة الإبداع المجتعمى، فلابد أن نعيد ضبط توجهاتنا السياسية صوب الميادين مرة أخرى، وأن نتحسس آثار دماء شهداءنا، وعيون مُصابينا، وبكاء جرحانا، علّنا نتحسس ثورة تائهة ما بينَ أبناء النيل.. الأرض.. الوطن.
اللهم اغفر للمواطنين!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة