أصبح قطاع كبير من مشاهدى الوطن العربى متابعين جيدين للمسلسلات التركية، بل وصل الأمر إلى «إدمانهم» لها وما أتاح الفرصة لذلك هو عرض هذه النوعية من المسلسلات على عدد من القنوات الفضائية، وكان من أبرز هذه المسلسلات هو «حريم السلطان» بجزءيه الأول والثانى، ولاقى نجاحا كبيرا وتحديدا فى مصر، وقام فريق عمل المسلسل على عنصر إبهار المشاهدين، من حيث المناظر الطبيعية والأزياء الفخمة والمكياج، وشارك عدد من النجوم الأتراك فى بطولته، أبرزهم هاليت ارجينك وميريام يوزرلى وسيلما ايرجك، ويسلط المسلسل الضوء على علاقة الحب التى جمعت السلطان وإحدى جارياته، التى تصبح لاحقاً زوجته وذات نفوذ وتأثير كبير فى حياته والدولة العثمانية بأكملها.
كما نال مسلسل «سيدة المزرعة» للمخرج فاروف تيبير وتأليف زولكوف يوسيل ومن بطولة اوزجونامال وكانير سوندروك ومحمت اسلنتوج استحسانا لدى المشاهد العربى الناقد طارق الشناوى يرجع مدى الولع بالمسلسلات التركية كنوع من أنواع الاحتجاج على الأعمال المصرية، ففى الوطن العربى نفرط فى ثروتنا الدرامية والأعمال التليفزيونية فى شهر رمضان ونترك بقية السنة لذلك يهرب المشاهد للمسلسل التركى.
يضيف الشناوى: كما أن الحياة فى المجتمعات التركية تتشابه كثيراً مع المجتمعات العربية فى النواحى الاجتماعية والعاطفية والاقتصادية، ويرجع أيضا الشناوى أسباب إعجاب المشاهد العربى وإقباله على المسلسلات التركية لعدم تغيير النمط الإنتاجى منذ فترة طويلة فى المسلسلات المصرية، وتشابه ذلك النمط فى كل المسلسلات على عكس الأتراك الذين يتمتعون بـ "طزاجة" فى كل شىء، فى الأفكار والأحداث والمناظر الطبيعية حتى فى مستوى جمالهم، وبالرغم من كل هذا إذا انتهجت الأعمال المصرية طريقا صحيحا سيكون لها السبق فى المشاهدة والمتابعة، وأهم من ذلك توزيع الأعمال على مدار أشهر السنة.