هناك عادات تلازم الإنسان أينما ذهب، فهى تبدأ بشىء صغير ثم يزداد ذلك الشىء داخل النفس بشكل ملح فيصبح شيئا قويا، صعب التخلص منه، لأنه يربطنا بأفكار وتصرفات أصبحت شبه طقوس يوميه يفعلها الإنسان قد يكون بوعى وقد يكون بدون وعى، فقد تجد العادة شريكا دائما للإنسان، إما أن تدفعه إلى صنع أشياء مبهرة ورائعة فى حياته، بل قد يكون من العظماء فى تاريخ الإنسانية، وإما أن تقيده وتقهره وتشل تفكيره وبل وتدمره كلياً لأنه أصبح أسير لعادات تمكنت منه يفعلها بدون أن يشعر قد لا تكون سيئة، ولكنها تعطل تفكيره عن الشىء الضرورى والأنفع.
يقول أوريسون سوت ماردن: "تشبه العادة فى بدايتها، الخيط الخفي، فكلما كررنا فعل هذا السلوك المؤسس للعادة، أضفنا قوة لهذا الخيط حتى يصير حبلاً، ومع التكرار يصبح الحبل متيناً ويربطنا أكثر بأفكار وتصرفات لا نستطيع أن الفكاك منها".
لذلك العادة هى بالفعل من أفضل الخدم إذا كنت حازماً معها وتدرك ما تقوم به تجاهها من تدريب وترويض ومن تطوير وإدراك منفعتها للذات، وهى كذلك من أسوأ الخدم إذا تساهلت معها فسوف تدمرك كلياً. يقول ناثانيال امونس: العادات إما أن تكون من أفضل الخدم أو أن تكون من أسوأ الأسياد!
لذلك فالإنسان الناجح فى الحياة استطاع القيام بأعمال لا يريد الفاشل القيام بها وأصبحت عادة لديه من تنظيم وقته والتزامه بما يقوم به، وحتى وإن كان لا يحب ما يقوم به من عمل، فهو يدرك جيداً ناجحة فى تلك الأعمال، لذلك يتوقف أى فعل فى حياتك على ما تعتقده وما تفكر فيه وما تتخذه من فعل ايجابى أو سلبى تجاهه، يقول جون درايدين: "نصنع عاداتنا أولاً ثم يحكمنا بعد ذلك ما صنعناه من عادات".
لذلك لابد من أن يكون لك عمل تستطيع أن تنجزه بعزيمة الفرسان وسوف ترى نتائج مبهرة أمامك، من أن يكون لك أهداف عظيمة ولا تستطيع تنفيذها، لذلك يجب أن يكون لديك وضوح ورؤية ثابتة فيما تقوم به من عمل وإلا أصبحت الأشياء الملحة بداخلك هى التى تكون قريبة إلى التحقيق وليست المهمة والضرورية وهنا تحدث الفوضى والارتباك فى يومياتك وهنا تكمن خطورة العادة مما قد يؤدى إلى استنزاف طاقاتك وبعد فترة من الزمن يشعر الإنسان بالحسرة لأنه اكتشف أنه أسير العادة وفضل الأشياء الملحة عن المهمة.
صورة أرشيفية