محمد فهيم

حوار مع ملحد

الجمعة، 28 ديسمبر 2012 11:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعجب من سيرة ذلك المخلوق الضعيف العجيب منذ أن وُجد على سطح الأرض، وأعجب من جبروته وكبره وغطرسته، رغم أنه قزم صغير فى هذا الكون الرحب الواسع الكبير، وأعجب أكثر من عقله الضيق الذى يعتقد أنه يسع الدنيا ووصل إلى خباياها واخترق الأرض وصعد إلى السماء كى يعرف أسرارها، وأعجب أكثر من تطاول بعض البشر على خالقهم، رغم علمهم اليقينى بأنه سبحانه صاحب ذلك الملكوت الواسع، الذى لا تتمكن عيوننا القاصرة ولا عقولنا الضئيلة ولا علومنا الدنيوية القليلة أن تصل إلى حدوده ولا أسراره، ورغم ذلك ينكر بعض الملحدين قدرته ويغمطونه حقه فى الاعتراف بوحدانيته وربوبيته.

وعجبت أكثر من زيادة أعداد أولئك الملاحدة، وهالنى إعلانهم عن هوياتهم دون خوف من خالق أو حياء من مخلوق، حتى وصل بعض المصريين والعرب والمسلمين لأبعد ما يمكن تخيله، وأفرطوا فى عدائهم لله، وبالغوا فى الأفعال المشينة والمسيئة اعتراضاً على كل ما فطرة وطبيعة ودين.
وكنت قد التقيت أحد هؤلاء واكتشف قلبى أنه شخص غير سوى، وذات مرة قلت له تعال كى نصلى الجمعة، فكان رده قاسياً فظيعاً مهيناً، لا أستطيع ذكره من فظاعته وسفالته، فقررت نقاشه بشىء من الهدوء، وقلت له إن كنت لا تصدق بوجود الله ولا تؤمن برسله ولا أنبيائه ولا توقن بيوم القيامة ولا تعتقد فى الجنة ولا النار، فهل تعتقد أنك ستموت؟ فقال نعم، فقلت له فماذا بعد الموت، فقال لا شىء، فقلت له نحن بعد الموت ننتظر الجائزة أو العقاب، فماذا تنتظر أنت؟ فقال لا شىء بعد الدنيا، فقلت له فما يضيرك وأنت لا تنتظر جائزة ولا عقابا فى الآخرة أن تؤمن بالله فقد يكون رأيك خاطئاً ونحن على صواب، وهنا سوف تنال الجائزة وهى الجنة وتعيش الحياة الآخرة ونعيمها الذى لا تؤمن به اليوم.

فرد قائلاً روح أنت خد الجنة بتاعتك هى ما تلزمنيش، وكفايا عليا الدنيا أعمل فيها كل ما أريد، آكل أشرب أطوف على الستات بتاعة غيرى من الرجال، وعلى كل شكل ولون، وأحس أنى حر محدش مقيدنى، فقلت له أنا زيك آكل وأشرب، وفى إمكانى أن أتزوج من كل النساء على كل شكل ولون ومفيش حاجة مقيدة
حريتى.
فما كان منه إلا أن رد علىّ بكل صفاقة ووقاحة وقلة أدب مع الله، وعندها وجدت حواره ينزلق إلى سب الله، عز وجل، فتركته مسرعا وانتهى الحوار بيننا حتى اللحظة.

وما أريد أن أقوله هو رسالة ليست لهؤلاء الملاحدة، فإننى أراهم مرضى يحتاجون العلاج، ولكنهم لم يجدوا من يغسل ما فعلته الشياطين بهم، ولكن رسالتى هى لعلماء الإسلام ودعاته ورجال الأزهر الشريف ودعاة الفضائيات والقنوات الدينية وغير الدينية، وأقول لهم، لقد فشلتم فشلاً ذريعاً وضيعتم دعوة ربكم التى تحملونها فوق أعناقكم وستحاسبون عليها يوم القيامة، وتركتم الشباب الصغير للإنترنت ومفسديه وجماعات الفساد البشرى يغترف منه بيديه وينهل منه بعقله القاصر وهو لا يعرف الحقيقة، وأنتم مشغولون بالسبوبة فى القنوات أو المهاترات حول الفنانات أو الخناقات على الشاشات، ونسيتم الدعوة الأصلية وهى "هداية العباد إلى عبادة رب العباد، وإخراج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، كما قال ربعى بن عامر لهرقل ملك الروم، فهذه هى حقيقة دعوة الإسلام إنكنتم لا تعلمون.

فهلا عاد علماؤنا للشاب وخاطبوهم على الفيس بوك وتويتر وكل قنواتهم الجديدة، وتواصلوا معهم وتحدثوا إليهم وبينوا لهم وأفاضوا فى شرح الحق والدين، وتوضيح الباطل والخروج عن الفطرة وطبية الخلق، وهلا قاد الأزهر حملته ضد الإلحاد فى بلد يقال عنه إنه بلد الأديان ومهد الرسالات، وهلا قاد الأزهر حملته ضد كل ما هو عرى وفساد وإباحى وشاذ صدره لنا الغرب، وأضل به بعض شبابنا الذى لا يعرف باب المسجد ولا طريق كتاب الله، وليس له صلة بالعالم، إلا من خلال الإنترنت الذى يسيطر عليه شياطين الإنس وأحمق البشر.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

renadro

مش كل الملحدين منحرفين ومش كل المؤمنيين محترمين

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

الملحدون أبناء بررة للخطاب الديني المحلي

عدد الردود 0

بواسطة:

إبراهيم أبو زهرة

مقال جيد + إضافة بسيطة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

الى رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

الرد علي الملحدين

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر

لماذا العناد مع الله

عدد الردود 0

بواسطة:

م / محمد طاحون

أسباب ظهور الإلحاد في بعض الشباب من وجهة نظري

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

"وتركتم الشباب الصغير للإنترنت" .. و ماله

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن رشدي

الدعوة لتحطيم الأزهر

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد

لو ذاقوا حلاوة القرب من الله لما بعدوا عنه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة