تنشر صحيفة "الشرق الأوسط" خلال الأيام المقبلة، ابتداء من اليوم الجمعة، سلسلة من الحلقات تستمد مادتها من وثائق بريطانية، أفرج عنها أمس بناء على قانون السرية المطبق على الملفات الرسمية التى مضى عليها 30 عاما. ففى نهاية كل عام فى شهر ديسمبر ترفع الحكومة البريطانية قيود السرية المفروضة على نقاشات رئاسة الوزراء ومحاضر جلساتها ومراسلات سفاراتها مع جهازها الإدارى فى وزارة الخارجية ولقاءات وزرائها مع نظرائهم فى الدول الأخرى وطواقم مباحثاتها الدولية ومفاوضاتها فى أمور الساعة والقضايا الدولية.
حصة الأسد هذا العام جاءت من نصيب حرب الفولكلاند عام 1982 التى جاءت على خلفية اقتحام الأرجنتين لمجموعة من الجزر تطلق عليها اسم "المالفيناس" والقريبة من شواطئها. لكن هذه الجزر يسكنها بريطانيون وسيادتها تخضع للتاج البريطانى حسب القانون الدولي. هذه الحرب خلقت أجواء سياسية ودبلوماسية جديدة على الصعيد الدولى بسبب تشابك العلاقات والمصالح الاستراتيجية بين بريطانيا ودول مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من جهة، وبين الأرجنتين ونفس هذه الدول من الجهة الثانية. الملفات المفرج عنها تبين الارتباك فى هذه العلاقات والاصطفاف الدبلوماسى وحتى العسكرى التى واجهته هذه الدول فى علاقاتها مع بعضها ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. لقد شهد مركز الأرشيف الوطنى تواجد كثيف وغير مسبق للصحافيين من الولايات المتحدة ودول أوروبية وأميركية جنوبية بسبب حساسية الموضوع والعلاقات فى تلك الفترة.
طبعا بعض الملفات يبقى قيد السرية لمدة أطول من ذلك، كما أن بعض الوثائق قد تحتوى على أسماء أشخاص ما زالوا فى مواقع حكومية رسمية وقد يتعرض أصحابها للإحراج أو الأذى الشخصي، فتجد أن بعض الأسماء حذفت عمدا من الوثيقة.
فى السنين الماضية استحوذت منطقة الشرق الأوسط، خصوصا الصراع العربى - الإسرائيلى، على حصة كبيرة من هذه الوثائق السرية، خصوصا أنها جاءت فى فترة حرجة من التطورات السياسية فى المنطقة، التى شهدت مفاوضات كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكن، وخلافا لملفات العام الماضى، فإن وثائق هذا العام تتضمن عوامل جديدة فى النزاع العربى الإسرائيلى مع وجود إدارة أميركية جديدة، إدارة الرئيس الأمريكى رونالد ريغان وطاقمه الدبلوماسى.
وثائق العام الماضى وما قبله تضمنت المفاوضات بين مصر وإسرائيل بوجود الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى خضم مفاوضات كامب ديفيد بينه وبين رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيغن وتحت رعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر.
وفى هذا العام تناولت الملفات المفرج عنها الاجتياح الإسرائيلى للبنان ومحاصرة وزير الدفاع آرييل شارون لبيروت. وتبين هذه الوثائق التباين فى المواقف بين الدول الأوروبية خصوصا فرنسا وبريطانيا ودورهما فى المفاوضات لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت والخوف من اقتحام القوات الإسرائيلية لبيروت الغربية، وكذلك الدور الأميركى الذى كان يرتكز على إخراج القوات الفلسطينية من لبنان. كما تظهر الوثائق الامتعاض البريطانى من هذا الموقف الأميركى الذى لا يبحث عن إيجاد حل للنزاع فى الشرق الأوسط. بريطانيا تريد، ليس فقط إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإنما التوازن فى موقفها لإرضاء حليفها الأساسي، أى الولايات المتحدة الأميركية من جهة وإرضاء العرب من جهة أخرى وعدم إعطاء فرنسا الفرصة لإظهار نفسها على أنها أكثر توازنا فى علاقاتها مع العرب، والذى يعنى ميزان تجارى يميل لصالحها. وواجهت بريطانيا معضلة الاتصالات المباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية التى كانت تعتبرها إرهابية. إذ أرادت بريطانيا من جهة أرضاء حلفائها العرب وعدم إثارة غضب الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. وفى نفس الوقت لا تريد فسح المجال أمام فرنسا، التى لم تشعر بإحراج دبلوماسى فى استقبال منظمة التحرير الفلسطينية، التمييز فى علاقاتها مع العرب وهذا ما تحاول الوثائق اللقاء عليه بعض الضوء فى حلقة الغد أيضا.
وتبين بعض الوثائق تخوف بريطانيا من أن الاجتياح الإسرائيلى للبنان الذى تزامن مع الحرب الإيرانية العراقية وهذا قد يعنى هزيمة العرب على جبهتين أساسيتين، وقد يعنى أكبر إذلال للعرب فى التاريخ الحديث، على أيدى الإسرائيليين والإيرانيين فى آن واحد، والذى قد يؤدى إلى مضاعفات غير حميدة فى المنطقة. هناك بعض الملفات المحلية البريطانية التى تلقى بعض الضوء على قضايا آنية مثل الفضائح الجنسية التى ما زال التحقيق فيها قائما والتى تخص مقدم برامج فى «هيئة البث البريطانى (بى بى سي)» جيمى سافيل. إذ تبين الوثائق العلاقات الحميمة والقوية التى كانت تجمعه فى السياسيين على أعلى المستويات مثل رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر والرسائل التى كتبها لها بخط يده، وهذا مما أعطاه نوعا من المصداقية ودرجة عالية من الاحترام الشعبى تغطى على ما كان يقوم به من ممارسة غرائزه الجنسية الشاذة ضد الأطفال. كما أن هناك وثائق تبين الشفافية والمسائلة البرلمانية التى تمارس فى الأنظمة الديمقراطية. إذ تبين هذه كيف كانت مارغريت ثاتشر تحسب لكل كبيرة صغيرة لتفادى إحراجها أمام البرلمان بخصوص تكاليف عملية إنقاذ ابنها مارك الذى اختفى فى الصحراء الجزائرية عام 1982 وتم إنقاذه من قبل سلاح الجو الجزائري، لكن ترتب على ذلك تكاليف مالية. وقالت ثاتشر للمسؤولين فى وزارة الخارجية إنها تتحمل كامل التكاليف مضيفة «باسم من أكتب الصك». خوف بريطانيا من الغضب العربي
* فى اجتماع الحكومة فى 15 يوليو (تموز) ناقشت الحكومة مسألة المفاوضات بين الأطراف المعنية، أى الحكومة اللبنانية والمبعوث الأميركى فيليب حبيب ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل خروج قواتها، والتى قالت الحكومة إنه لم يتم التوصل بعد إلى حلها بهذا الخصوص. «سوريا كانت مستعدة أن تستقبل قيادة منظمة التحرير وليس قواتها، وهذا الموقف عبرت عنه أيضا مصر». كما أن منظمة التحرير رفضت أن تلقى بسلاحها. بريطانيا أظهرت تخوفها من «حمام الدم» إذا اقتحمت إسرائيل بيروت الغربية. و«على الجبهة العراقية الإيرانية بدأ الإيرانيون بالتقدم ومحاصرة البصرة وربما كانوا ينوون التوجه إلى بغداد، وأنهم رفضوا وقف إطلاق النار ومصممون على إسقاط النظام العراقى المدعوم من قبل الدول العربية» هذا ما جاء فى محضر الاجتماع.
وعبرت الحكومة عن خوفها من التقدم الإيرانى نحو بغداد وهزيمة العراق، وأيضا تدمير بيروت على أيدى القوات الإسرائيلية التى تحاصر العاصمة اللبنانية، فى آن واحدة. «هذه ستكون أسوأ هزيمة للعرب فى التاريخ الحديث، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، وأى حل لنزاع الشرق الأوسط أصبح أبعد مما كان عليه منذ الحرب العالمية الثانية».
«طالبت رئيس الوزراء بالتأكد من الحقائق على الأرض على الجبهتين، أى فى لبنان وفى العراق. كما طالبت أن يتم إخبارها بما تتوصل إليه لجنة تقصى الحقائق التى أرسلتها الجالية اليهودية فى بريطانيا إلى بيروت. كما اقترحت مارغريت ثاتشر أن تلقى هى أو وزير الخارجية خطابا يشرح معاناة الشعب الفلسطينى مع التمييز بينه بين منظمة التحرير الفلسطينية، مع التأكيد بأن بريطانيا لم تقبل أبدا المنظمة هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطيني».
كما أن ثاتشر تريد أن تأخذ فى الحسبان فى أى موقف فى الشرق الأوسط «الجالية اليهودية التى لها ثقل برلماني». فى نهاية المطاف كان التقييم بأن «موقف الحكومة المتوازن بخصوص الشرق الأوسط يلاقى الدعم المناسب من الناخب البريطانى».
هم الولايات المتحدة الوحيد هو إخراج قوات منظمة التحرير من بيروت
* فى محضر جلسات الحكومة فى 29 يوليو (تموز) عبرت مارغريت ثاتشر عن عدم ارتياحها من الموقف الأميركي، وقالت إن «هم الإدارة الأميركية الوحيد هو إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وليس إيجاد حل للنزاع فى الشرق الأوسط. يبدو أن الولايات المتحدة ليس لديها أى أفق أو نظرة مستقبلية تتعدى المشكلة الآنية وهى إخراج منظمة التحرير من بيروت الغربية».
جاءت مداخلة ثاتشر بعد أن شرح وزير الخارجية فرانسيس بيم عدم الوضوح فى الوضع فى لبنان، بعد أن التقى فى لندن مع وزيرى خارجية سوريا ومصر والعاهل الأردنى الملك حسين والمفاوض الأميركى فيليب حبيب، الذى كان يعتقد أنه وجد حلا لقوات منظمة التحرير وهو توزيعها بين سوريا ومصر والأردن والعراق. لكن مصر كانت تصر على أن يكون هناك موقف واضح للولايات المتحدة بخصوص مستقبل الحل الشامل والدولة الفلسطينية.
الملك حسين كان متخوفا من الوجود الفلسطينى فى سوريا (وثائق الغد ستشرح بشكل مسهب هذه التخوف الأردنى وكذلك التعهدات والمساعدات الأميركية). وقال إن القوات الفلسطينية سوف تحاول أن تشن هجمات بدعم من سوريا على إسرائيل عبر الأراضى الأردنية وهذا يعنى أن الرد الإسرائيلى سيتوجه ضد الأردن.
إسرائيل كانت تخطط لاقتحام لبنان
* وزير الخارجية البريطانى اللورد كاريغتون، الذى استقال بعد اجتياح القوات الأرجنتينية لجزر الفوكلاند وحل محله فرانسيس بيم، يخبر الحكومة البريطانية خلال اجتماعها فى 18 فبراير (شباط) 1982 بأن معلوماته من خلال التقارير التى وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل تبين أن «الإسرائيليين يريدون اقتحام جنوب لبنان وتوجيه ضربة قاضية، وللمرة الأخيرة، لوجود منظمة التحرير الفلسطينية فى لبنان». وأضاف اللورد كارينغتون بأن بريطانيا «تحاول مع الدول العربية بإقناعهم بعدم اتخاذ أى خطوات تصعيدية حتى لا يعطون أى ذريعة للإسرائيليين».
وفى 21 أبريل (نيسان) 1982 الطيران الإسرائيلى بدأ فى توجيه ضربات جوية ضد عدد من الأهداف فى لبنان. وزير الخارجية الجديد فرنسيس بيم قال «إن بريطانيا تدعم مساعى الولايات المتحدة الدبلوماسية تهدئة الأوضاع والطلب من كل الجهات المعنية عدم التصعيد».
وزير الخارجية فرانسيس بيم قال إن التصعيد الإسرائيلى فى لبنان قد دخل مرحلة خطيرة أكبر من أى مرحلة سابقة منذ وقف إطلاق النار عام 1981. منظمة التحرير الفلسطينية لم ترد على الهجمات التى شنتها القوات الإسرائيلية ضد مواقعها فى لبنان. «التوقعات أن الإسرائيليون سيصعدون من هجومهم فى أى لحظة».
فى اجتماع الحكومة فى 9 يونيو (حزيران) قال وزير الخارجية فرنسيس بيم بأن الاجتياح الإسرائيلى سوف يكون له مضاعفات خطيرة فى المنطقة وأن «الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للاجتياح»، خصوصا أن «القوات الإسرائيلية بدأت تتقدم باتجاه بيروت. لحد الآن لم يسجل أن هناك أى اشتباكات كبيرة بين الإسرائيليين والسوريين». بريطانيا دعمت مشروع قرار مجلس الأمن الذى يدعو إلى وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلى واحترام وحدة الأراضى اللبنانية. أما الولايات المتحدة، القوة الوحيدة القادرة فى الضغط على الإسرائيليين، فلم تفعل ذلك. «لحد الآن ثمن الانسحاب الإسرائيلى غير معروف، وكذلك بالنسبة لأفضل طريقة لإيجاد استقرار فى المنطقة إذا حصل ذلك».
قال بيم (17 يونيو) بأن «الوضع فى لبنان خطير جدا فى ظل محاصرة القوات الإسرائيلية لبيروت، لكن الولايات المتحدة ما زالت مترددة فى الضغط على الإسرائيليين».
محاصرة بيروت فى اجتماع الحكومة فى (24 يونيو) قالت رئيسة الوزراء بعد مداخلة وزير الخارجية حول محاصرة بيروت وإمكانية دخول بيروت الغربية (هذا يعتمد على اجتماع الحكومة الإسرائيلية فى 24 يونيو)، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيغن لاقى استقبالا عدائيا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. «هذا مؤشر على أن دخول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مرحلة جديدة، وعلى الرغم من الحقائق على الأرض فإن الإدارة الأميركية ترى أن هناك إمكانية تحقيق تسوية بناءة فى لبنان. هناك رغبة عند جميع الأطراف بتشكيل حكومة قوية قادرة على بسط نفوذها على كامل التراب اللبناني، إلا أن إمكانية تحقيق ذلك ما زالت ضعيفة جدا».
«رئيسة الوزراء، حسب ما جاء فى محضر الاجتماع، كانت متشائمة بعد زيارتها إلى واشنطن، أكثر تشاؤما من قبل ذهابها إلى هناك، بسبب سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط».
استقالة وزير الخارجية الأميركي
* قالت الحكومة البريطانية إن استقالة وزير الخارجية الأميركى أليكساندر هيغ من منصبه واستبداله بجورج شولتز «كان مفاجئا للجميع وأسبابها غير معروفة». وتعتقد الحكومة أن هذا التغيير قد يكون له تأثير إيجابى على الوضع فى الشرق الأوسط لأن «شولتز سيميل إلى الجانب العربى فى النزاع وسيكون أقل انحيازا إلى جانب إسرائيل من سابقه».
شؤون محلية
* مارغريت ثاتشر تتغدى مع «مفترس جنسي»
* الفضيحة الجنسية التى انكشف أمرها قبل أسابيع وتحوم حول السير جيمى سافيل أحد أشهر مذيعى التلفزيون والإذاعة فى بريطانيا والذى عمل لعشرات السنين فى هيئة البث البريطانى (بى بى سي) قد تتصدر عناوين الصحف البريطانية مرة أخرى بسبب ما كشفته الوثائق الرسمية أمس.
وإذ تبين الوثائق أن جيمى سافيل تناول وجبة غداء مع رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر فى محاولة منه الحصول على معونات من الدولة لنشاطاته الخيرية. وجبة الغداء جمعت الاثنين فقط، وكتب لها رسالة بخط يده على أوراق تحمل صورته وينوه فيها أن الأشخاص المشلولين الذين كان يجمع الأموال من أجلهم من أجل بناء مستشفى خيرى لهم كانوا ينادونه بالسير جيمى (لقب ملكى برتبة فارس يمنح على خدماته الاجتماعية بترشيح من الحكومة) أى قبل أن يمنح اللقب، وبهذا كان ينوه بدعابة أنه يأمل أن يكرم من قبل الحكومة على خدماته. رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر خاطبته فى رسائلها باسمه الأول والذى يبين التقارب بينهما، أما هو فقد كتب لها بخط يده رسالة تأخذ الطابع الشخصي. وجاء فى الرسالة: «عزيزتى رئيسة الوزراء، لقد انتظرت أسبوعا قبل أن أكتب لك لأشكرك على دعوة الغداء، والسبب هو أنى أردت ألا أظهر أن قلبى كان مفتوحا كثيرا بعد أن قضيت وقتا ممتعا جدا معك. الفتيات المريضات أظهرن غيرتهن ويردن معرفة ما ارتديته وما تناولته من طعام. أما من كانوا يعانون من الشلل فكانوا ينادوننى خلال وجودى معهم خلال الأسبوع بالسير جيمي. أنهم يحبونك كثيرا».
وفى اليوم الثانى من تناول الغداء معها كتب لها أحد مساعديها يطالبها بأن توضح له ما دار بينهما. وطلب منها كما تبين إحدى الوثائق أن توضح له قضيتين الأولى «إذا وعدته بأن تقدم الحكومة له أموالا أو إعفاءات ضريبية للمستشفى الذى كان يريد بناءه للأطفال. والقضية الثانية إذا كانت قبلت دعوته للظهور فى برنامجه الشهير (جيم يرتبها لك) على بى بى سي». وكتبت فى خط يدها كلمة «لا» للسؤال الثانى أما الأول فقالت إنها ستشرح له التفاصيل مؤخرا. وكانت قد وصفت الشرطة سافيل بأنه «مفترس جنسي»، وبدأت تحقيقا جنائيا بشأن ادعاءات على أكثر من 200 ضحية، من بينهم أطفال فى «بى بى سي» ومؤسسات أخرى خلال مسيرته العملية فى الشبكة حيث بدأ فى منتصف ستينات القرن الماضي. وقال إن تحقيقين ستجريهما «بى بى سي» لاكتشاف حقيقة «مزاعم سافيل سوف يوضحان ما إذا كانت توجد ثقافة فى «بى بى سي» شجعت الأفراد على غض الطرف عن سوء تصرف «نجم» ملحوظ. ومنحت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا سافيل لقب «سير» خلال بروزه كنجم، أى خلال نشاطاته الجنسية الشاذة. ومن الواضح أن علاقاته مع كبار السياسيين قد أعطته غطاء مرموقا ومارس فعلا الاعتداءات على الأطفال كما تبين لاحقا.
وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عندما اندلعت الفضيحة إن «الأمة روعت بالادعاءات الخاصة بسافيل»، مشيرا إلى أنها تزداد سوءا يوما بعد يوم.
مارغريت ثاتشر: باسم من على أن اكتب الصك؟ تكلفة إنقاذ ابنها مارك فى الصحراء الغربية
* مارك ابن رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر اختفى فى الصحراء الغربية مع مساعدته شارلوت فيرنى وشخص ثالث يعمل ميكانيكى فى الصحراء الغربية فى يناير 1982 خلال اشتراكه فى سباق باريس - داكار للسيارات.
وزير الخارجية اللورد كارينغتون قال فى اجتماع الحكومة إن رئيسة الوزراء قلقة جدا بعد أن تبين أن جميع التقارير الواردة لم تتمخض عن أى معلومات دقيقة بعد ثلاثة أيام من اختفائه. وغادر والده دنيس ثاتشر إلى الجزائر للوقوف على عملية الإنقاذ الذى اشتركت فيها ثلاث دول، هى فرنسا ومالى والجزائر، وترتب عليه تكاليف مالية على الخزانة البريطانية. الملف يحتوى على نص المكالمة الهاتفية بين ثاتشر والرئيس الأميركى رونالد ريغان والتى تزامنت مع أخبار اكتشاف مكان ابنها ومساعديه من قبل سلاح الجو الجزائري. وبعد إنقاذه ومن معه أثيرت أسئلة فى البرلمان حول تكلفة العملية على خزينة الدولة، أى من أموال دافعى الضرائب. لكن تبين الوثائق أن رئيسة الوزراء كتبت وبخط يدها لتفادى أى اتهامات وإحراج لها من قبل المعارضة «يجب أن ادفع المبلغ كاملا (1191 جنيها استرلينيا). بهذا يمكننا القول إن العملية لم تكلف دافعى الضرائب أى مبالغ إضافية»، مضيفة «باسم من على أن أكتب الصك».
الملف المعنون تحت اسم «اختفاء مارك ثاتشر فى الصحراء الجزائرية» يتضمن مراسلات بين المساعد الشخصى لمارغريت ثاتشر ووزارة الخارجية مع ملاحظات بخط يد رئيسة الوزراء. ومع أن الحادث كان فى يناير عام 1982، إلا أن المراسلات بين مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية تستمر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) من نفس العام. السبب هو مطالبة رئيسة الوزراء بدفع مبالغ إضافية لاحقا ترتبت على عملية الإنقاذ، خصوصا أن ثاتشر تعهدت بأن تدفع فاتورة الإنقاذ حتى فى أصغر بنودها مثل ثمن المكالمات الهاتفية. إحدى الوثائق تضمن فاتورة بمبلغ 119.95 تبين أصغر التفاصيل والتكاليف. بعضها يحمل ملاحظات بخط يد مارغريت ثاتشر مثل تعهدها بدفع كامل المبلغ حتى لا تكون عبئا على خزينة الدولة ووثيقة أخرى تطالب وزارة الخارجية بأن تزودها بوصل بالمبلغ (15 جنيها و16 بنسا). بعض الوثائق تبين أن الأرقام الأولى لم تكن دقيقة ولهذا فقط طلب من رئيسة الوزراء أن تبعث بمبالغ إضافية.
رسالة وزارة الخارجية لمكتب رئيس الوزراء تشرح الاختلاف فى الأرقام المقدمة بسبب مكالمات تلفونية إضافية. الرسالة الموجهة لمساعدها تقول: أكون ممنونا جدا أن تسدد رئيسة الوزراء 1784.80 جنيه إسترلينى وتكتب صكا باسم وزارة الخارجية.
وفى أعلى الرسالة كتب مساعدها بخط يده «رئيسة الوزراء، الرجاء قراءة الفقرة الأخيرة: إذا كنت تتفقين مع ذلك أرجو أن تزودينى بصك بالمبلغ». وعلقت هى بخط يدها تطالب «الوصل لو سمحت».
العلاقات البريطانية الأميركية ونانسى ريغان قرينة الرئيس الأميركي
* تحت بند العلاقات البريطانية الأميركية والتى جاءت فى فترة حرجة، ليس فقط بسبب الاختلاف فى الآراء بخصوص السياسات الأميركية فى الشرق الأوسط، وإنما أيضا بسبب حرب الفولكلاند. وعلى الرغم من العلاقات القوة بين الولايات المتحدة الأميركية والأنظمة المحافظة فى أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين التى كانت تحكم من قبل طغمة عسكرية حليفة للولايات المتحدة فى ظل ظروف الحرب الباردة، فإن حرب الفولكلاند فرضت على الولايات المتحدة أن تنحاز إلى جانب حليفتها الأساسية بريطانيا.
وتحت ملف خاص بالعلاقات البريطانية الأميركية هناك عدد من الرسائل تبين عمق العلاقة بين الرئيس الأميركى الجديد رونالد ريغان ومارغريت ثاتشر. الفترة اتسمت بصعود اليمين فى أقوى دولتين على الصعيد الدولى والدبلوماسي. إحدى هذه الوثائق جاءت على شكل محادثة تليفونية بين رئيسة الوزراء ورونالد ريغان بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ليخلف الرئيس جيمى كارتر. وهنأت ثاتشر الرئيس الجديد وقالت له إن الصحافة تقول «على الرئيس الأميركى الجديد أن يتفادى الأخطاء التى اقترفتها مارغريت ثاتشر»، وأضافت فى محادثتها «سوف أقدم لك النصائح حول أخطائي».
وكانت الصحافة البريطانية قد انتقدت أيضا الرئيس الجديد ووصفته بأنه مجرد ممثل لا يعرف كيف يدير سدة الحكم فى البلاد. وهناك ملاحظة بخط اليد تقول إن الرئيس ريغان «يعرف أقل مما يبدو» من أحد مساعديها.
وفى رسالة شخصية موجهة للرئيس بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها الرئيس الأميركى قالت مارغريت ثاتشر «لقد صعقت من محاولة الاغتيال التى تعرضت لها ومن الجروح التى تسببت لك من جرائها».
وهناك رسالة أخرى تتناول زيارة قرينته نانسى إلى بريطانيا لحضور الزفاف الملكي، زواج ولى عهد بريطانيا الأمير تشارلز من الأميرة ديانا. وكانت قد قضت نانسى ريغان فترة أسبوع كامل فى بريطانيا، وتقول الرسالة «كانت فترة ممتعة لنا جميعا أن نلتقى ونقضى وقتا جميلا مع نانسى ولمدة أسبوع كامل»، مضيفة «أينما ذهبت كانت نجمة الحضور.. جميعنا أحببناها».
"الحلقة الأولى"من الوثائق السرية البريطانية تكشف مخاوف لندن من هزيمة العرب على يد إسرائيل فى لبنان وعلى يد إيران فى العراق.. وتؤكد:هدف أمريكا فى مفاوضات السلام إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان
الجمعة، 28 ديسمبر 2012 09:19 ص
مارجريت تاتشر رئيس الوزراء البريطانى الأسبق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ولــيد مـن الـقاهـره
وثـائق للتـاريخ ومن اجل المعرفه والثقافه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اقاهره-مدنته-نصر-شارع-خليفه-الظافر
شكرن-على-تعونكم-مغسى-بوكوا