نسمع الكثير من اللوم هذه الأيام من العديد من القوى المدنية، مش انتوا اللى جبتوا مرسى ونجحتوه؟ مش انتوا اللى عصرتوا على نفسكم لمون وقولتوا انتخبوه؟ حلو اللمون دلوقتى؟
نعم، نحن من دعمنا مرسى وعصرنا الليمون، وإذا تكرر نفس الاختيار بين مرسى وشفيق فبالتأكيد سنسعى لإسقاط مرشح النظام القديم والعسكر ولو حتى بانتخاب مرسى مرة أخرى.
نعم، ساندنا مرسى بعد فوزه، وساندنا قراراته، وحاولنا تقديم كل جهود المساعدة من أجل مصر، فنحن لسنا حزبا سياسيا منافسا، بل نحن جماعة تسعى فى الأساس لأن تكون مصر دولة ديمقراطية متقدمة قائمة على الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة.
نعم، أعطينا مرسى فرصة واثنتين وثلاث، وقدمنا مقترحات كثيرة وعرضنا كل أشكال التعاون والمساندة.
نعم، صدقنا كل ما قالوه لنا وافترضنا حسن النوايا، وشاركنا فى الجمعية التأسيسية عندما وعدوا بدستور توافقى يمثل كل المصريين ولن يتم تمرير أى مادة إلا بالإجماع، وليس الأكثرية، دخلنا التأسيسية لعرض أفكارنا والدفاع عن أهداف الثورة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
وفى نفس الوقت، رفضنا الانضمام للفريق الرئاسى، واكتفينا بالتواصل مع المستشارين، فنحن لا نطلب مقابلا ولا نبغى سلطة، فقط هدفنا أن نساعد فى بناء مصر وتحقيق أهداف الثورة.
ولكن، كل الوعود تم نسيانها، وكل الجهود تم تجاهلها، والتوافق داخل التأسيسية لم يكن إلا مجرد وعود انتخابية، وكل المقترحات والأفكار البناءة والمشروعات التنموية والحلول لمشكلة المرور والنظافة والخبز والوقود والأمن... تم تجاهلها.
عادت ريما لعادتها القديمة، نفس السياسات، وربما نفس الأشخاص.
انسحبنا من التأسيسية لأنه اتضح أنهم سيمررون هذا الدستور المعيب بأى ثمن وتم إلقاء مبدأ التوافق فى البحر، انضممنا للمعارضة لرفض هذا الدستور ورفض أسلوب الإدارة السيئ، ورفض هذا الغرور والصلف، فعادت مرة أخرى عبارات «موتوا بغيظكم»، «نحن الأغلبية وأنتم لا شىء»، «اصمتوا واحترموا الصناديق أيها العملاء والخونة والكفار».
عاد نفس خطاب النظام القديم للمعارضة، تناسوا من ساعدهم، وكان له دور فى نجاحهم، تناسوا كل وعود الشراكة والتوافق، وتناسوا حقيقة أن مصر لا يستطيع فصيل واحد أن يديرها منفردا.
تتكرر نفس كوارث وأخطاء النظام المباركى، ولكن بشخصيات جديدة، وإن لم يتعظوا فسوف تتكرر نفس النتيجة، لن يحميكم الغرور ولا كثرتكم العددية، فالعدد فى الليمون.
أحمد ماهر
أحمد ماهر يكتب: أيوه إحنا اللى دعمنا مرسى وعصرنا ليمون .. كل الوعود تم نسيانها.. وكل الجهود تم تجاهلها و"عادت ريما لعادتها القديمة"
الجمعة، 28 ديسمبر 2012 02:44 ص