علا عرفة تكتب: حبوب أخلاق.. للبيع

كم نحن فى أمس الحاجة الآن إلى الأخلاق التى أشعر وكأنها أصبحت عملة نادرة، لا يجود بها زماننا إلا قليلا، وبالرغم من ثورتنا من أجل التطهير والأفضل إلا أن كل ما حولنا يشع بالفساد والبلطجة والهمجية والأنا التى أصبح صوتها يعلو فوق كل صوت.

حبوب الأخلاق تلك الفانتازيا التى شاهدناها فى فيلم شهير للعظيم الراحل فؤاد المهندس، والذى بث من خلاله لوحة فنية فى فن الأخلاق، حين تتقمصنا فنتحول إلى شخص يملك من الصفات الحميدة ما يستطيع أن يغير بها نفسه ومن حوله، ومرت السنون لنرى الفكرة حقيقة على أرض الواقع والأخلاق يمكن بالفعل أن تُعرض للبيع بمقابل مادى.

"أخلاق للبيع" هو اسم برنامج جديد أطلقته صاحبة الفكرة الحاصلة على ماجيستير فى فنون التعليم من جامعة سان فرانسيسكو، وقررت أن تستفيد بهذه الخبرة عندما عادت إلى مصر لتنشئ أول مخيم من نوعه لتعليم الأطفال الأخلاق بمقابل مادى ويؤمن البرنامج أن الصح صح فى جميع الأديان ويتبنى معادلة (أخلاق+مهارات+فكر= طفل كامل) ومع رصدنا لهذا البرنامج وكونه مبادرة إيجابية، ولكنها مخصصة لطبقة معينة الذين يستطيعون دفع المقابل، والتى تقدمها صاحبتها بـ120 ج فى اليوم.

دعوة نبثها لوزارة التربية والتعليم أن تستفيد من مثل هذه الأفكار الإيجابية وتطلقها كجزء أساسى فى مراحل التعليم المختلفة، خاصة التعليم الأساسى، حيث زرع البذرة الأولى فعندنا التربية الوطنية والتربية الدينية ولكننا بالفعل فى أمس الحاجة إلى التربية الأخلاقية التى ستضفى ملامح جديدة بأطفال اليوم وشباب الغد ولا نحتاج فيها لمدرس بل لمتخصص، فهل يستجيب الوزير من أجل أطفالنا ومن أجل مجتمعنا.

ياناس يا هووووه حد عنده حبوب أخلاق للبيع، محتاجين حد يكون عنده مخزون جامد من كوكتيل أخلاق ويرميه وإحنا نايمين فى النيل يمكن نصحى ونلاقى الناس حالها بقى غير الحال وبجد إحنا محتاجين حباية واحدة وبس السر كله فيها هى "الحب المجرد" ويا رييييييييييييت نقدر على ثمنها لأنها متناقضة جدا، بالرغم من أنها فى متناول الجميع لكنها غالية أوى أوى أوى.