عبد الرحمن الزيادى يكتب: ياشعب مصر (اتحدوا)

يا شعب مصر العظيم يا شعب مصر القوى فى المحن، يا من ذكركم الرسول صلى الله عليه وسلم، إنكم فى رباط إلى يوم الدين، يا من قهرتم الهكسوس والتـتار والصليبيين والاستعمار على مدى العصور السابقة، يا من لقنتم اليهود درساً وقت العبور العظيم.

أما أَن نعبٌر بمصرنا الحبيبة إلى شاطئ الأمان، أما أَن ينسى كل واحدٌ منا نفسه وذاته ومصلحته، ويفكر فى مصلحة الوطن، الذى نعيش فيه جميعاً، الوطن الذى يحتوينا جميعاً الوطن الذى يئن من كثرة تمزيقنا وتخريبنا فيه، إما أن يتعافى هذا الوطن من حب الذات وحب الشهوات المتمثل فى حب السلطة والجاه وجمع الثروات، إما أن ننظر إلى الأمام لنرى المستقبل بدلا من أن ننظر إلى الماضى الكئيب وأيامه المؤلمة، إما أن نعبر بأحلامنا وأفكارنا وأفراحنا على جسر الشكوك والتخوين إلى بَر الصدق والأمان وتحمل المسئولية، فوالله أن هذا البلد العظيم (مصر) لا تستحق ما نفعله بها.. لأن من يعشق مصر لا يفعل بها هذا التشتت والانقسام والتناحر وسفك الدماء الزكية الطاهرة من أجل الاختلاف فى وجهات النظر.. فهذا مؤيد وهذا معارض هذا قاتل، وهذا مقتول والاثنان مصريان، فيا شعب مصر ألم تحن لحظة توحدنا لمواجهة المستقبل المجهول، ألم تأت اللحظة بعد لكى نعيش حياة آمنة مستقرة، ألم تجمعنا كلمة واحدة وفكرة واحدة لننهض بهذا البلد، الذى طال مرضه، ألم تحن الفرصة بعد لنلحق بركب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والتطور التكنولوجى، ألم يفكر أحد فى المستقبل كيف سيكون فى ظل هذه الانقسامات والتشتتات فيما نحن فيه الآن.. أود أن أقول كلمة واحدة لكل الشعب المصرى، ولكل من يعبث فى هذا البلد الأمين أقول له إن مصر باقية بإذن الله إلى يوم الدين، لأنها أرض الرسل والرسالات، لأنها البلد التى خصها الله سبحانه وتعالى بالذكر فى القرآن الكريم أكثر من مرة، لأنها بلد الفكر والعلم والحضارة، لأنها باقية من سبعة آلاف سنة، رغم الظلم والحقد والاستعمار والسرقة والنهب من مكتسباتها.