استنكر قيادات حزب الحرية والعدالة فتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والتى حرمت التهنئة للأقباط فى أعيادهم ومناسباتهم، وأشاروا إلى أن هذه الفتاوى قد تثير الفتن، مشددين على أن المرجعية للأزهر، كما أكدوا على حرص الجماعة والحزب مشاركة الأقباط بالتهنئة فى عيدهم بذكرى ميلاد المسيح منذ زمن، وأن هذا الأمر لا يتعارض مع العقيدة الإسلامية.
قال المهندس أحمد العجيزى، أمين حزب الحرية والعدالة بالغربية لـ"اليوم السابع"، الجماعة حرصت دائما طوال سنواتها على مشاركة الإخوة الأقباط بالتهنئة فى أعيادهم كما نؤمن أنه يجب علينا أن نسعى إليهم وذلك ما نقوم به من زيارات للكنائس ونشاركهم فى أمور حياتهم فنحن لا نفرق بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف العجيزى إلى أن الرد على فتوى الهيئة الشرعية يجب أن يصدر من جهة معتبرة باعتبار أن التهنئة لا تتعارض مع أمور الشرع بل هى دعوة للاستقرار حتى لا تحدث فتنة فى وقت نحن أحوج إلى توحيد الصف وراب الصدع، ولفت العجيزى إلى أن الهيئة العليا للحزب تضم بين أعضائها ناجى ميخائيل ممثلاً عن الأقباط، كما يضم الحزب العديد من الأقباط على مستوى جميع المحافظات الذين من الممكن أن تاتى بهم آلية الحزب فى الاختيار بناء على الاستطلاعات على مستوى القاعدة كمرشحين عن الحزب لمجلس الشعب القادم.
وأشار مصطفى البردويل، أمين الحزب عن محافظة دمياط، إلى أن الوطن واحد وكلنا فيه شركاء لا فرق بين مسلم ومسيحى، وأن العلاقات بين المسلمين والأقباط موجودة من قديم الأزل والقول أن هناك فرق غير حقيقى فالإسلام يدعونا إلى عدم الفرقة، ولفت مصطفى إلى أن القران حث المسلمين فى محكم آياته بالبر بالمسيحيين، وأن الإقدام على تهنئتهم يعد نوع من الثواب.
وأوضح محمد شعبان، أمين الحزب ببور سعيد، أن ذكرى ميلاد المسيح لا تتعارض مع عقائدنا لكوننا نؤمن بكل الأنبياء ولا غضاضة فى تهنئة الأخوة المسيحيين، كما وصف دكتور أحمد عبد الرحمن، أمين الحزب بالفيوم، العلاقة بين المسلمين والأقباط بالنسيج الواحد، وقال لم نشعر فى فترة من الفترات أننا جزءان منفصلان، وقال طول عمرنا بنحتفل مع الأخوة الأقباط بأعياد الميلاد ونقوم بتهنئتهم ونحن نفعل ما نؤمن به.
وقال إبراهيم أبو عوف، أمين الحزب بالدقهلية، الإسلام سمح لنا بالزواج من المسيحيات فكيف لا نهنئ أخوال أولادنا ونمنع صلة الرحم، فنحن نسعى للم الشمل وأضاف لابد أن تكون مرجعيتنا للأزهر فقد تعلمنا منه ألا نتشدد أو نترخص، وأن نكون وسطيين فى أمور ديننا.
ومن ناحية أخرى، أكدت بعض المصادر لـ"اليوم السابع"، أن المهندس خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، لا علاقة له بفتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، معتبرين أن وجوده كعضو بالهيئة لا يعنى بالضرورة موافقته على كل ما يصدر عنها من فتاوى.
يأتى ذلك بعد أن أصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فتوى تحرم تهنئة أهل الملل الأخرى بأعيادهم، قائلة:" مشاركة وتهنئة النصارى وأهل الملل فى المناسبات الدينية التى هى من أخص ما تتمايز به الشرائع غير محللة باتفاق الأصـل"، وتابعت: "الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل قوم عيدًا".
ويشار إلى أن تلك الهيئة، التى عرفت نفسها بالهيئة العلمية الإسلامية الوسطية المستقلة، تتكون من مجموعة من العلماء والحكماء والخبراء، تضم فى عضويتها كثير من (العلماء والشيوخ ورموز التيار الإسلامى) ومن بينهم: خيرت الشاطر (نائب المرشد العام للإخوان المسلمون)، ياسر برهامى، حازم صلاح أبو إسماعيل، أحمد النقيب، صفوت حجازى، محمد حسين يعقوب، على ونيس، خالد سعيد محمد، ممدوح إسماعيل، راغب السرجانى، محمد إسماعيل المقدم، محمد عبد المقصود (النائب الثانى لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح)، محمد يسرى إبراهيم (أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح).
وفيما يلى نص الفتوى:
"الأصـل فى الأعيـاد الدينية أنها من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، وقال صلى الله عليه وسلم "إن لكل قوم عيدًا" متفق عليه، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل مشاركة ولا تهنئة فى هذه المناسبات الدينية التى هى من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق.
وليس فى ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض، فإن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها، فالمسلمون الذين لا يعتقدون فى صلب السيد المسيح عليه السلام لا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، وأما ما يتعلق بالمناسبات الدنيوية فلا حرج فى برهم والإقساط إليهم، ولا تهنئتهم – فى الجملة- بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية فى مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان فى هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه.
وقد عاد النبى صلى الله عليه وسلم غلامًا يهوديًا فى مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذى أنقذ بى نفسًا من النار" رواه البخارى وغيره، وبهذا الهدى النبوى الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفى والفتنة بين أبناء مصر.
حول تحريم تهنئة الأقباط فى أعيادهم.. الحرية والعدالة: المسيحيون ممثلون فى الحزب ونحن أحوج إلى توحيد الصف.. والإسلام أباح الزواج من المسيحيات فلماذا نقطع صلة الرحم؟.. مصادر: الشاطر لا علاقة له بالفتوى
الخميس، 27 ديسمبر 2012 09:13 ص