ولم يكن الرد عليهم سريعًا من قبل المسئولين، فقام الأهالى بقطع الطريق مرة أخرى، اعتراضا على عدم تسليمهم الوحدات السكنية، وعززت قوات الأمن من تواجدها أمام المحافظة لعدم حدوث اشتباكات بين الأهالى والأمن الخاص بحراسة ديوان المحافظة، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات بين المسئولين والأهالى لإعادة فتح الطريق مرة أخرى.
وقال أشرف عبد الله، أحد أهالى النهضة لـ"اليوم السابع"، "إن ما يقرب من أربعة آلاف أسرة لم يتم التعاقد معها حتى الآن، وهم حالياً يسكنون فى المخيمات ويريدون الإقامة فى الوحدات السكنية خوفًا على أولادهم من قسوة الشتاء، لافتا إلى أن هناك 2000 أسرة من أهالى النهضة لم يتعاقدوا أيضًا".
بينما أكدت نيرمين، أحد أهالى منطقة السلام، وإحدى المتضررات لـ"اليوم السابع"، أنهم سيفضون تظاهرهم اليوم، مضيفة، ولكن يوم الأحد القادم سنجمع الأهالى ونعتصم ولن نفض الاعتصام مهما طالت مدته إلا بعد الحصول على شقق بديلة عن مساكنهم، التى تمت إزالتها فى فبراير الماضى"، مشيرة إلى أنهم يعيشون فى خيام بالشوارع منذ ما يقرب من عام ولا يسأل عنهم أحد، موضحة أن هناك بعض موظفى الحى قاموا بالتسهيل لبعض الأهالى للحصول على مساكن بديلة بإسكان سوزان مبارك مقابل رشاوٍ مالية، رغم أنهم لا يستحقون هذا السكن.
وأضاف الأهالى، أنهم فى انتظار مسئولى الحى لتوزيع العقود على 50 أسرة لإثبات أحقيتهم، مؤكدين أنه فى حال عدم استجابة محافظة القاهرة لقرار لجنة التظلمات بأحقية 430 أسرة وتسليمها على مراحل، سيتم الدخول فى اعتصام مفتوح أمام محافظة القاهرة، موضحين أنهم أعدوا الخيام لنصبها أمام المبنى للمبيت لحين الاستجابة لمطالبهم.
فيما عززت قوات الأمن انتشارها أمام ديوان المحافظة، بعدد غفير من قوات الأمن المركزى، والأمن العام، لتأمين ديوان محافظة القاهرة، فى محاولة لإنهاء تظاهر أهالى الدويقة والنهضة والسلام، للمطالبة بوحدات سكنية، والعمل على فتح الطريق مرة أخرى لعدم تعطيل مرور السيارات.
وأكد اللواء على الدمرداش، نائب مدير أمن القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن مدير أمن القاهرة قام بالاتصال بالدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة، وتوعد بعمل لجنة مشكلة لفحص الأسر المتضررة بوجود قيادات أمنية لدراسة حالة كل أسرة لتسليمها وحدات سكنية فى أقرب وقت، ودخل الأهالى فى مفاوضات بين قوات الأمن المكلفة بتأمين الأهالى وموظفى محافظة القاهرة، لإنهاء إجراء فحص حالات الدراسة بجميع المناطق المتضررة، والتى لم يحصلوا فيها على وحدات سكنية.
وكان قد هدد مجموعة من أهالى الدويقة والهناجر والنهضة باقتحام مبنى ديوان محافظة القاهرة، بعد أن كانوا قد اقتحموها خلال الثورة فى ظل الانفلات الأمنى، وقام الأهالى بغلق أبواب ديوان محافظة القاهرة الأمامية والخلفية، ومنعوا الموظفين من الدخول والخروج لحين الاستجابة لمطالبهم فى الحصول على وحدات سكنية من المحافظة، مؤكدين أنهم سيعودون تظاهرهم يوم الأحد القادم أمام المحافظة فى حالة عدم الاستجابة لمطالبه.
وأكد عصام حسين، أحد أهالى الدويقة، لـ"اليوم السابع"، أنهم اتخذوا كل السبل القانونية للحصول على شقق تؤويهم خلال فصل الشتاء، وأنهم اعتصموا أمام ديوان محافظة القاهرة مرات عديدة، وافترشوا الحديقة المواجهة لها ونصبوا عفشهم بالحديقة لعل يشعر بهم المسئولون، مشيرا إلى أنهم تقدموا بالأوراق، التى تثبت حالتهم وأعلنت اللجنة المعاينة بأحقية بعض الأسر استلام الوحدات السكنية، إلا أنهم حتى الآن لم يستلموا ويأخذوا الشارع مأوى لهم، مشيرا إلى أن هناك سيارات "ميكروباص" قادمة من منطقة الدويقة للانضمام للأهالى فى تظاهراتهم، للحصول على وحدات سكنية.
وقال أيمن الشريف، المتحدث باسم أهالى النهضة، بالتجمع الثالث بالقطامية لـ"اليوم السابع"، إن الأهالى منذ شهر أغسطس الماضى، وهم يعيشون حياة غير آدمية فى الشارع، ومع دخول فصل الشتاء زادت الحياة قسوة معهم، موضحا أن الوحدات الذى طردوا منها حتى الآن لم يقطنها أحد، وأن المحافظة أثبتت حقهم فى استلام شقة لعدم امتلاكهم أى وحدات أخرى، وأن الشارع هو المأوى الوحيد لهم، مشيرا إلى أنهم سيقتحمون الشقق مرة أخرى، ولكن هذه المرة لن يخرجوا منها إلا، وهم فى عداد الموتى، بعد أن ذاقوا مرارة الحياة فى الشارع.






