انتقد الشاعر تميم البرغوثى، استمرار النظام المصرى فى الخضوع لسياسات أمريكا وإسرائيل، قائلا "أوجه نقدى تحديدا لجماعة الإخوان المسلمين، التى خرج منها حاكم مصر الحالى من حزب الحرية والعدالة، مؤكدا أنهم بالفعل متحولون فلم يكن هذا موقفهم قبل 80 عاما، حيث اعتادوا الصراع مع الصهيونية وانتقاد سياستها القمعية، ورفض وجود دولة لهم فى فلسطين، مضيفا "ما كنت أتوقع أن الإخوان عندما يصلوا للحكم يتحولون كل هذا التحول".
جاء ذلك خلال الاحتفالية التى عقدت مساء أمس بساقية الصاوى، لإحياء ذكرى العدوان على غزة عام 2008 وحضرها عدد كبير من النشطاء السياسيين من بينهم الشاعر عبد الرحمن يوسف، وسلفيو كوستا وإبراهيم الهضيبى ومؤسسة "Euro Palestine".
وقال البرغوثى فى غضب "أعتذر عن إلقاء الشعر اليوم، ولن ألقى شعرا، لأن ما به من جماليات لا يتناسب مع الوضع الحالى"،
مضيفا إلى أن ما حدث فى غزة مؤخرا خلال عام 2012 جاء بعدما كانت فى مصر ثورة وحكومة ديمقراطية، وكنا نظن أن مصر ستخرج من حلفها الاستراتيجى مع واشنطن ولكن لم يحدث ذلك، ولم يفتح المعبر إلا أمام كاميرات الفضائيات فقط، ولكن لم يفتح أمام المعدات والمواد المساعدة، متمنيا من جماعة الإخوان المسلمين أن يعودوا ليحولوا صراعهم مع الصهيونية من جديد بدلا من الصراع الداخلى مع الفصائل السياسية، وأن يدلوا عن أولوياتهم التى قاموا بقلبها.
وقالت أوليفيا من مؤسسة "Euro Palestine" أن المصريين يمتلكون أهم مفاتيح فك الحصار عن غزة وهو معبر رفح، وعليهم أن يضغطون على حكومتهم للسماح بمرور المساعدات المادية والمعنوية لكسر الحصار عن غزة، وهتفت فى القاعة مع الجماهير الحرية لفلسطين، مؤكدة فخرها بوجودها بين الشعب المصرى، الذى استطاع أن يغير معايير وجود بعض الشخصيات بالسلطة، قائلة "أمام المصريين الكثير للحصول على الحرية والعدالة والمساواة وهذه القضية ليست قضيتكم فقط بل معركة موجودة بكل مكان بالعالم"، مشيرة إلى أنهم سيذهبون إلى غزة غدا لمساعدتهم فى إعادة إعمار مجتمعهم من جديد، وسوف نرتدى "تى-شيرت" كتبنا عليها من الأمام الحرية لفلسطين ومن الخلف مقاطعة إسرائيل، مطالبة بالحرية لجورج عبد الله إبراهيم، المحتجز بالسجون الفرنسية منذ أكثر من 20 عاما، مؤكدة أن هذا لم يحدث من قبل وحدث بفعل ضغط كل من أمريكا وإسرائيل، وهتفت القاعة وراءها الحرية لجورج عبد الله.
وقال الشاعر عبد الرحمن يوسف، إن هناك علامة استفهام كبرى حول علاقة النظام المصرى الحالى بإسرائيل، مشيرا إلى الأخبار التى تم تداولها مؤخرا عن وجود أجهزة تنصت على الحدود بين مصر وغزة، وكلها أخبار ومعلومات يكتنفها الغموض، مطالبا من الحكومة المصرية ومسئوليها الخروج علينا بتوضيح والتعامل بقدر أكبر من الصراحة والشفافية حتى نتخلص من كافة العقد القديمة التى خلقها النظام البائد وخاصة فيما يتعلق بصفقات تصدير الغاز لإسرائيل.
وتسأل يوسف عن طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية الأمريكية؟ وهل ستستمر فى التعامل معهم دون إظهار لأى مظاهر تطبيع؟، مؤكدا أن النظام الحالى سيكسب جزءا كبيرا من تعاطف الرأى العام لو أوضح لنا طبيعة العلاقة بين النظام وأمريكا وإسرائيل، متمنيا أن تتغير هذه الأوضاع من جذورها بالتدريج، مؤكدا أنه لم يطلب حربا لأن قرار الحرب ليس سهلا، ولكن يمكنها التخلص تدريجيا من البنود التى كتبت بالحبر السرى فى المعاهدات والاتفاقيات التى وقعت عليها مصر، والتى تقضى أن تكون مصر دولة فقيرة، ولا يوجد بها بحث علمى حتى تبقى إسرائيل دولة عظمى، وفى ختام كلمته ألقى قصيدة "كلنا تحت الحصار" التى كتبها عام 2008 عندما وقع القصف على غزة.
وقال الباحث السياسى إبراهيم الهضيبى، إن ما حدث فى غزة عام 2008 وضرب العراق عام 2003 والانتفاضة الفلسطينية عام 2000 كل هذا كان أحد أسباب انتفاض الشارع المصرى، وأحد محركات الثورة المصرية، وإن لم يكن يتغير الوضع كثيرا ولكن أصبح قرار الشعب أحد أهم مقومات التى تجبر الحكومة على الرضوخ له، مشيدا بمبادرة المؤسسة الأوربية الفلسطينية التى قررت أن تسافر غدا إلى غزة للمساهمة فى إعادة إعمارها.
وقال محمد طلبة أحد مؤسسى سلفيو كوستا، أنه لأول مرة يشارك فى فعالية خاصة بفلسطين، مشيرا إلى أنه كان دائما ما يخاف المشاركة فى المظاهرات التى كان يقوم بها طلبة الجامعة، وذلك خوفا من القبض عليه، خاصة انه من ذوى اللحى، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ارتداء شال والخروج فى مظاهرة مناهضة للنظام الصهيونى القامع، ولكن هى مشاركة وتضامن بشكل مادى ومعنوى.
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو بدوى
خليك فى نفسك انت
فاهم ولا فهمك بطىء
عدد الردود 0
بواسطة:
sherif
الان ظهرت حقيقتك