انتشرت كلمة «الهولوكوست» فى الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا، والـ«هولوكوست» مصطلح استخدم لوصف حملات الإبادة الجماعية التى تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازى بقيادة «أدولف هتلر»، وهى كلمة مشتقة من اللغة اليونانية، والتى تعنى «الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون»، بما يعنى أن المسيحيين فى أوروبا قد قاموا بحرق اليهود قربانا لخالق الكون، وبالتالى لا يحمل المسلمون أى إحساس بالذنب تجاه اليهود الذين أحرقهم المسيحيون فى أوروبا، حيث كان أول ظهور لفكرة التطهير العرقى فى عام 1904 حيث قام الطبيب الألمانى «ألفريد بلويتز» بنشر أفكاره عن ما أسماه تحسين النسل البشرى عن طريق تغييرات اجتماعية بهدف خلق مجتمع أكثر ذكاء وإنتاجية لأجل الحد مما أسماه «المعاناة الإنسانية». بعد 16 سنة من هذه الكتابات نشر كتاب باسم «الرخصة للقضاء على الأحياء الذين لا يستحقون الحياة» للكاتب والقانونى «كارل بايندنك» الذى كتب الكتاب بالاشتراك مع الطبيب النفسى «ألفريد هوج» وكان الكتاب عن فكرة القيام بتعجيل القتل الرحيم للمصابين بالأمراض المستعصية التى لا يمكن علاجها، إلى أن جاء هتلر فوهرر ألمانيا أى «مرشد ألمانيا» فكلمة الفوهرر تعنى المرشد، ومن المعروف تاريخيا أن «هتلر» كان مسيحيا متعصبا يمتدح علانيةً التراث المسيحى والحضارة المسيحية الألمانية، وأعرب عن اعتقاده فى أن المسيح كان ينتمى للجنس الآرى لأنه كان يحارب اليهود، وفى خطبه وتصريحاته، تحدث «هتلر» عن نظرته للمسيحية باعتبارها دافعا محوريا لمعاداته للسامية، ومن المعروف أيضا أن هتلر قد أبدى إعجابه بالتقاليد العسكرية فى تاريخ المسلمين، وأصدر أوامره إلى «هيملر» بإنشاء فرقة عسكرية من المسلمين فقط فى وحدات النخبة النازية، وكان ذلك لخدمة أهدافه السياسية، وكانت فكرة ترحيل اليهود إلى مدغشقر قد تملكت من خيال القادة النازيين بقيادة «هتلر»، ووقع «هتلر» على خطة ترحيل اليهود إلى مدغشقر فى أفريقيا فى 1938، وفى مايو قال القائد الألمانى «هيملر» فى انعكاساته عن معاملة الناس ذوى أصول غريبة: «آمل أن مفهوم اليهود يتم القضاء عليه بالكامل من خلال إمكانية عملية هجرة كبيرة لكل اليهود لأفريقيا أو مستعمرة أخرى»، غير أن الخطة تم التخلى عنها فى عام 1940، ليقوم بعد ذلك القائد الألمانى «أدولف إيخمان» صاحب مصطلح «الحل النهائى» للمسألة اليهودية بالإشراف على عمليات «الهولوكوست» وبعد ذلك وفى 1 يونيو 1962 تمت محاكمته وإعدامه من قبل محكمة إسرائيلية فى سجن الرملة، وبناء على تعليمات من مرشد جماعة الإخوان المسلمين أصبحت كلمة «الهولوكوست» لبانة فى أفواه كل صبية ميليشيات الإخوان مقرونة باسم الدكتور «البرادعى» تندرا على الرجل، وأطلقوا عليه اسم «البرادعى بتاع الهولوكوست» ظنا منهم أنهم ينالون من الرجل، واجتر هذه اللبانة بشكل ممجوج محام وسطى عرف بمواقفه المتناقضة من إنكار وعداء للإخوان المسلمين قبل وصولهم إلى الحكم إلى تأييد مطلق لهم بعد وصولهم للحكم، وقال هذا المحامى إن البرادعى فى حواره مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية، اعترف بأنهم قرروا الانسحاب من الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، لأن من بين أعضائها من يحرم الموسيقى والبعض الآخر ينكر محارق اليهود على يد النازى «الهولوكوست» وتندر المحامى مستخفا بالأمر، كما لو أن إنكار الهولوكوست مسألة عادية وبديهية يؤمن بها الجميع ولا يستحق من يتهمهم بإنكار الهولوكوست غير السخرية منه لضآلة حجمه ولتفاهة ما يقوله، وبالطبع كان مثل هذه الافتراءات هى من دفع الميليشيات الإلكترونية للسخرية من «البرادعى بتاع الهولوكوست» غير مدركين أن مثل هذه السخرية تظهر جهلا وعنصرية، لاسيما وأن محرقة الهولوكوست تم إنكارها من سياسيين وكتاب غربيين مسيحيين بالطبع، حيث كان أول كتاب نشر حول إنكار حدوث الهولوكوست كان تحت اسم «الحكم المطلق» Imperium فى عام 1962 للمحامى الأمريكى «فرانسيز باركر يوكى» الذى كان من المحامين الذين أوكل إليهم فى عام 1946 مهمة إعادة النظر فى محاكم «نورمبرج» لمحاكمة النازيين الذين اشتركوا فى حرق اليهود فى ألمانيا النازية، وأظهر أثناء عمله امتعاضا كبيرا مما وصفه بانعدام النزاهة فى جلسات المحاكمات، ونتيجة لانتقاداته المستمرة تم طرده من منصبه بعد عدة أشهر فى نوفمبر 1946، ومن الجدير بالذكر أنه فى عام 1953 قابل «فرانسيز باركر يوكى» الرئيس «جمال عبدالناصر» وعمل لفترة فى وزارة الإعلام المصرية وكانت كتاباته معادية لدولة إسرائيل، كما أنه فى بعض الدول قوانين ضد إنكار الهولوكوست «Laws against Holocaust denial»، تقضى بعقوبات صارمة لمرتكبيها وهى «ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، النمسا، المجر، رومانيا، بلجيكا، سويسرا، سلوفاكيا، بولندا، لوكسمبورج»، كما أن هذه الدول تحظر أيضا استخدام عناصر أخرى مرتبطة بالهولوكوست، مثل استعمال الرموز النازية، بل إن دولا أخرى قد شرعت فى وضع قوانين تجرم إنكار الإبادة الجماعية، فعلى فرض أن «البرادعى» قد اتهمهم بذلك، فإن الأمر يكون فى حدود الاتهام السياسى الذى كان يجب على رأس القيادة فى جماعة الإخوان المسلمين، وهو مكتب الإرشاد، كان يجب عليه أن يتعامل مع هذا الاتهام السياسى بوسيلة سياسية منها مثلا بيان يصدره مكتب الإرشاد وموقعا من فضيلة مرشد الإخوان المسلمين إما برفض الاعتراف بالهولوكوست وإما بتأكيد الاعتراف بالهولوكوست، لاسيما وأن السيد رئيس الجمهورية الإخوانى لابد وأنه يعترف بالهولوكوست وإلا ما كان أرسل لـ«صديقه العزيز شيمون بيريز» فى رسالة المودة والسلام الشهيرة، كما أن حلفاءه فى قطر الذين يشنون حربا لا هوادة فيها على إسرائيل انطلاقا من قاعدة السيلية الأمريكية سوف يدعمون الرأى الذى ينكر الهولوكوست بفتوى من العلامة الإخوانى، الذى يدعو فى خطبة كل جمعة لسمو الأمير حامى حمى الإسلام والإخوان فى العصر الحديث، ونحن ننتظر الآن من فضيلة المرشد بيانا رسميا يبين للعالم كله موقف الجماعة من «الهولوكوست» إما بالاعتراف بها أو بإنكارها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. رمزي أحمد عسكر
يعني عايزين الراجل يشجع العنصرية!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
مكنش موضوع يناقش اصلا
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
كل هذا المقال للدفاع عن الهولوكوست
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد طارق
مقال رائع
الله ينور عليك بجد خلصت كل الكلام
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
لكى الله يامصر
لا اعترف بمثل هذه التراهات
عدد الردود 0
بواسطة:
هيثم عفيفى
ما اهميه الاعتراف او انكار الهولوكوست بكون الفرد عضو فى لجنه تأسيسية لدستور مصر؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
EHAB
ونريد ايضا أن نعرف رأى حمدين صباحى
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن عادل
وايه رايك يا كاتب الموضوع في مذبحه جانا والخليل؟
عدد الردود 0
بواسطة:
sayed
جاتكم نيله شوفوا بلدنا اهم
عدد الردود 0
بواسطة:
السيدعبدالموجود
أسئله للأستاذ براء