محمود النواصره

الفيلم.. الذى انتهى

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012 09:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتعدت عن الكتابة أياماً معدودة كنت أتابع فيها الفيلم الهندى "الدستور" بالقراءة تارة وعن طريق شاشات التليفزيون تارة أخرى، حتى وصلنا للنهاية المعلومة سلفاً ولكنى كنت شغوفاً بمعرفة سيناريوهات هذا التيار الجديد فى الحكم وكذلك طرق الإخراج وقلت لنفسى لعلهم يتبعون طرقاً جديدة نتعلم منها فن الخروقات فإذا بها نفس السيناريوهات وطرق الإخراج للنظام السابق الفاسد بكل المعايير..ثم تضاربت الأقوال على صحة النتيجة ورأيى فى هذا الموضوع كما يلى:
(1) أن النجاح بمعنى نعم كان هو الأقرب لواقع الصناديق.
( 2 ) أنه مهما تحدثنا عن الخروقات والقول عن تزوير لم يكن ليؤثر على النتيجة من ناحية النجاح أو الرسوب.
( 3 ) أن محاولات التيارات الإسلامية وجهودها الجبارة لم تكن للنجاح أو الفشل فهم متأكدون من النجاح وإنما كانت لرفع نسبة النجاح لاعتبارات عديدة عندهم:
أولاً: الإثبات القطعى لأمريكا أنهم مسيطرون على الشعب بنسبة كبيرة وهذا الأمر سيعطيهم قوة وهم على مائدة المفاوضات ولأنهم يعلمون تمام العلم بأن صورتهم اهتزت لدى متخذى القرار بأمريكا.
ثانياً: يريدون إقناع أنفسهم بأن شعبيتهم مازالت مسيطرة وأنها فى تزايد ولقد سمعت بنفسى من الدكتور عصام العريان "نائب رئيس حزب الحرية والعدالة" الذراع السياسية للإخوان المسلمين أن كراسيهم فى مجلس النواب القادم سوف تزيد ولن تنقص.

ثالثاً: هناك صراعات داخل فصائل التيار الإسلامى وهى واضحة فمثلاً قرأت اليوم أن الشيخ حازم أبو إسماعيل لم يذهب للاستفتاء ولم يدل بصوته كما جاء بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 24/12/2.12م لذلك يريدون أن يظهروا للشعب أنهم مازالوا عصبة واحدة.

وبالعربى الفصيح أن موقف أمريكا يهمهم فى المقام الأول والأخير ولكنى فوجئت بتصريح للسيدة رئيسة لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب بالكونجرس (إيلينا) تقول بأن نتيجة الاستفتاء هى هزيمة للشعب المصرى كما أنه لا يمكننا الاحتفال باستبدال نظام سلطوى سابق بنظام ديكتاتورى إسلامى، لأن دستور مرسى يفتقد إلى المبادئ الديمقراطية الأساسية وهنا انتهى كلام السيدة إيلينا. فما رأى الرئيس ومساعديه وبطانته فى قول هذه السيدة؟ وما هى نظرة أمريكا لسيادتك الآن؟!! ألم يكن من الأفضل التنازل على رغبة الشعب وتطبيق إعلانك الدستورى بمد فترة الدستور شهرين؟ ولم يكن ذلك تقليلاً من قدرك لأنك أيضاً أيها الرئيس صاحب قرار المد بل لو تمسكت بذلك لتحسنت الصورة كثيراً.

لن نتكلم عن الأخطاء الكثيرة فليس هذا مجالها لأن التاريخ دونها بالفعل. ولكنى أطالبك بأن تدع كل ما فات وراء ظهرك فأنت رئيسنا الشرعى ولتبدأ فى الإصلاح الاقتصادى وأنصح سيادتك:
(1) أول ما تبدأ به هو إقالة الحكومة بأكملها ويكفيك أن وزير الأعلام وقد رأيته بأم عينى يدخل لجنة الاستفتاء من الباب الخلفى ثم يكذب ويقول إنه دخل من الباب الرئيسى والصورة لا تكذب هذا والله العظيم يسيئ إليك شخصياً.
(2) أن تعيد الأمن بإحدى طريقتين أو بالطريقتين معاً والطريقة الأولى أن تعيد دورى كرة القدم بأسرع ما يمكن حتى لو توقعت بعض الخسائر وأعتقد أنها ستكون مجرد مناوشات لو حدثت، لأن ذلك خطوة رئيسية فى ظهور عودة الأمن ولا يخفى على سيادتكم أهمية هذا المؤشر للسياح القادمين من الخارج وكذلك لطمأنة الشعب بأن عجلة الأمن بدأت فى الدوران وأرجوك ألا تستهين بهذا الموضوع. صدقنى سيكون التأثير إيجابيا جداً. أما الطريقة الثانية فهى منع المظاهرات حتى لو سلمية وأعتقد أن هذا صعب.
(3) وأن تعمل قدر استطاعتك للتصالح مع القضاء.
(4) تشجع السياحة وتطمئن السياح بأنهم فى بلد آمن وتركز على مناطق الغردقة وشرم الشيخ وكذلك الأقصر وأسوان فهذا هو الموسم السياحى الشتوى، لأن السياحة فى هبوط شديد والمتزمتون من أنصارك سعداء بذلك غير ناظرين إلى حقل مهم من حقول الاقتصاد.

فالسياحة يا سيادة الرئيس هى رأس المثلث الثالثة بعد الصناعة والزراعة، اللتين خصصت لهما مادتان مستقلتان فى الدستور وقتلت السياحة مع سبق الإصرار والترصد بحجة أنها تندرج تحت مادة الصناعة وهذا على رأى المثل ضحك على الدقون وإن كان المثل هنا مقلوباً فهذا ضحك على غير أصحاب الدقون.

سيادة الرئيس القرار بيدك والفرصة سانحة أمامك ولتبدأ بخطوات جادة تعيد ثقة شعبك فيك فمما لا شك فيه وطنيتك وجذورك الطيبة هى التى سوف ترأب الصدع وتحقن الدماء.

وأختم مقالى برجاء بل نداء إلى سيادتك ونحن قادمون على انتخاب مجلس للنواب بألا يكون لك أى دور فأنت رئيس لكل المصريين.

"وأستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه"





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة