بعد مرور أشهر قليلة من نظام الحكم الجديد، استطاع الحكام الجُدد أن يغوصوا بكل براعة فى الصندوق الأسود لعهود الديكتاتورية، ويتحفوا الشعب بهدايا كريسماس من نوع خاص جداً!
إهانة الذات الملكية- على سبيل المثال- كانت التهمة الأشهر فى عهد الملك فاروق، وبسببها تم قمع أصوات المعارضة وحرمان رموزها من أن يمتد نقدهم إلى شخص مولانا الملك، أى أن «يفشوا خلقهم» فى الحكومة والسياسات العامة للوزراء، أما الاقتراب من الذات الملكية المقدسة فيفتح أبواب السجن على مصراعيها فى وجهك، ويفرش الزنازين الباردة بالورد والرمال لاستقبال معاليك.
بهذه التهمة تم اقتياد المفكر العبقرى عباس محمود العقاد إلى السجن، بتهمة «إهانة الرئيس» التى لا تعرفها سوى حفنة من الدول البدائية المتخلفة، تم جرجرة سبعة من الصحفيين إلى النيابة، علماً بأن 500 بلاغ فى نفس الاتجاه قادمة فى الطريق.. ولنحتسِ جميعاً القهوة السادة فى سرادق المرحوم الثورة.
الدكتور محمد مرسى أصبح يضيق صدره بالنقد، ورموز الجماعة التى كانت تثنى على تحول المعارضة إلى صقور تحمل كلمة الحق فى مواجهة الحكم تريد لهذه الصقور أن تكون حمائم طيبة، تُسبح بحمد الحاكم الجديد وتُقبل الأيادى.
ما يهمنى أن تعيه جيداً صديقى القارئ أن الصحفيين والإعلاميين ليس على رأسهم ريشة، ومن يتجاوز يوجد من القوانين العادية ما يردعه، لكن أن يحافظ النظام الحاكم الجديد على ترسانة قوانين فتحى سرور وحبيب العادلى المقيدة للحريات، فهذا لا يمثل اعتداء على الإعلام، بل على حقك المباشر فى المعرفة!، الجرائد والبرامج التليفزيونية هى أُذنك وعينك.. هى مندوبك لكشف الفساد.. هى أداتك لمحاسبة المسؤولين.. فلماذا يريدون الآن، قطع أُذنك وفقء عينيك؟
المدهش حقاً أن هذا القانون الاستبدادى المسمى بـ «إهانة الرئيس» لم يستخدمه جمال عبدالناصر، ولا السادات، ولا مبارك فى قمع معارضيهم، إنما استخدمه مرسى، وتحديداً مؤسسة الرئاسة !
الثورة مستمرة..
الثورة وشيكة..
عدد الردود 0
بواسطة:
abdo
هو كان فيه حد يقدر يتطاول على عبدالناصر او السادات