معاق كفر الشيخ الذى حاول الانتحار حرقا احتجاجا على البطالة لـ"اليوم السابع": أين العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى يتحدثون عنها؟.. طالبت بوظيفة حتى لا أتسول فوجدت الاستهزاء

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012 04:23 م
معاق كفر الشيخ الذى حاول الانتحار حرقا احتجاجا على البطالة  لـ"اليوم السابع": أين العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى يتحدثون عنها؟.. طالبت بوظيفة حتى لا أتسول فوجدت الاستهزاء المعاق محمود إبراهيم سامى
كفر الشيخ - محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن محاولة محمود إبراهيم سامى، إشعال النار فى نفسه، أمس أمام ديوان محافظة كفر الشيخ، "تهويش"، أو من باب لفت الانتباه، وإنما كانت محاولة جادة تماما لوضع كلمة النهائية فى رحلة حياة استمرت 32 عاما، ظهرت فيها ثورة يناير مثل الأمل بشعارها "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، لكن سرعان ما اكتشف أن هذا الشعار مجرد "سراب بقيعة" لا وجود له على أرض الواقع.

محمود إبراهيم، مثله مثل كثيرين غيره من المعاقين، عندما تذكرتهم الدولة قبل ثورة يناير أطلقت عليه من الإحسان، "ذوى الاحتياجات الخاصة" وبعد الثورة أنشأت لهم مجلسا واكتفت بهذا، على الرغم من وجود العديد من المؤتمرات والندوات عن توفير سبل الحياة الكريمة لهم، أين هذا المجلس من محمود؟
محمود قال لـ"اليوم السابع" حصلت على دبلوم التجارة عام 1999م ولى 6 أشقاء 4 من الذكور وشقيقتان إحداهما ممرضة وهما متزوجتان وحمدت الله أن شقيقتى تزوجتا فى حياة والدتى لصعوبة توفير نفقات الزواج لهما وشقيقاى الأصغران أحمد ومحمود لم يكملا تعليمهما لعدم وجود النفقات لأنفق عليهما.

وتابع محمود قائلا: والدى سامحه الله تركنا وتوجه للإسكندرية ليعمل ويكفى نفسه وتركنا لا عائل لنا، وقال إنه حصل على جهاز تعويضى لأطراف صناعية بالطرف السفلى الأيسر من الأورمان منذ عدة سنوات ولم أستطع تجديده أو الحصول على جهاز آخر، وعندما يحدث عطل فى الجهاز أذهب لورش الحدادة لإصلاحه وأضع له الآن ملعقة لتثبيته
وقال إنه تقدم 6 مرات فى مسابقات تم الإعلان عنها وكل مرة كنت أنتظر الكثير، ولكن فقدت الأمل تماماً فى الحصول على فرصة عمل.

وعندما قامت الثورة وجدت فيها الأمل خاصة أنها تنادى "بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، ولكن للأسف لم أجد العيش لأحيا حياة كريمة ولم أجد حرية ولا عدالة فأين العدالة عندما لا أجد قوت يومى رحم الله أمى كانت تكفينا عن السؤال، عودتنا على العزة والكرامة رفضت أى مساعدات تُقدم لى بل إننى رفضت المساعدة الشهرية من الشئون الاجتماعية وقدرها 60 جنيهاً لأتنازل عن وظيفتى التى ما زال الأمل يراودنى، بعد أن هانت على حياتى أمس الأول وقررت التخلص منها لأننى وجدت الإهانة من المسئولين، كل ما أريده أن آكل من عمل يدى هل هذا مستحيل بعد ثورة؟ أم أحلام الغلابة أصبحت محظورة حتى بعد الثورة؟

وأضاف: وتوجهت أمس الأول للتنظيم والإدارة بكفر الشيخ بعد تأكيدات من المسئولين ووعود أنهم سيجدون لى حلاً وبالفعل توجهت وكان أملى أن أجد الوظيفة التى أحلم بها ولكن المسئولين هناك لم أجد منهم الجديد فما يقال كل مرة قيل لى، بل إن أحد الموظفين هناك قال لى "لا توجد وظائف وعليك بتلميع الأحذية على ناصية شارعكم"، فشعرت بالاستهانة بى، خاصة أن أحد الموظفين كتب لى ورقة لأحد الأغنياء ليساعدنى بمبلغ من المال، فرفضت رفضاً شديداً لأننى لست طالب مساعدة بل طالب وظيفة تزيدنى كرامة ومكانة بين الناس لا مساعدة تزيدنى إذلالا واحتقاراً.

وأضاف، طلبت مقابلة المسئولين فوجدت أحد الموظفين يسمى "أحمد" وقال لى الدور عليك فى المسابقة القادمة وبمجرد نطقه بهذه الكلمات شعرت باليأس لأنى تقدمت فى عدد من المسابقات قبل ذلك وكان يُقال لى هذا الكلام عقب كل مسابقة فطلبت مقابلة وكيل وزارة التنظيم والإدارة "محمد النجار" فأفهمنى أن آخر دفعة تم تعيينها 1998م والدور على فى المسابقة القادمة، ثم قال سوف أرسلك للقوى العاملة لتجد لك وظيفة على أن أكتب استمارة فرفضت لأننى جربت تحرير الاستمارات فوجدتها عملية روتينية ولا أمل فى إيجاد عمل عن طريق القوى العاملة، فأمهلنى بعض الوقت فخرجت، ولكننى قلت له سأنتظر ولكن ستجد منى نتيجة تجاهلكم لى.

وقال محمود: انتظرت لمدة عشرة دقائق خارج مكتب وكيل الوزارة وطلبت ورقة من سكرتيرته فظنت أننى سأتقدم بطلب، ولكننى كتبت ما حدث لى فى هذا اليوم من إهانة، وما سأفعله وسألت عن مكتب لحقوق الإنسان فلم أجد فدلونى لمكتب السكرتير العام لأقدم شكواى، وتوجهت له وقال لى مدير مكتبه لا حل لك عندنا بعد أن أفهموك فى التنظيم والإدارة، فعرفت أن اتصالاً حدث بين الجانبين فقلت له أريد أن أتقدم بشكوى لحقوق الإنسان فقال لى اتجه لمركز الشرطة.

وأضاف محمود، عندما لم أجد أملا توجهت لشراء زجاجة مياه معدنية وأفرغتها وتوجهت لمحطة وقود لتعبئتها بالبنزين أو السولار، وبعد محاولات عدة تم ملؤها بالسولار، وتوجهت لمبنى التنظيم والإدارة وناديت بكل صوتى يا "محمد بيه" يا "أحمد بيه" سوف ترون نتيجة أعمالكم فسكبت على جسدى السولار وأخرجت الولاعة لإشعال النيران وفوجئت بأحد الموظفين يندفع نحوى، ويخطف الولاعة بعد إشعالها وضمنى له وتجمع عدد كبير من المارة، فشعرت بآلام فى ظهرى شديدة وجذبونى داخل ديوان عام المحافظة.

وقال: أنا مؤمن بالله وأعرف أن الموت حرقا حرام، ولكن ماذا أفعل أنا لا أريد أن أمد يدى لأحد كان فى إمكانى التسول وسأجد من يساعدنى ولكن أين الكرامة فى ذلك؟

وأطالب رئيس الجمهورية بتحقيق العدالة الاجتماعية، ماذا أفعل وأنا لا أجد أطراف صناعية ماذا أفعل ولا أجد من ينفق على وأختى المتزوجة تساعدنى؟ وما ذنبها أن تتحملنى وأنا رجل أريد تكوين أسرة أريد العيش مطمئنا وأنا أعيش حياة الأموات فكم من حياة لا قيمة لها فالموت أشرف من إحيائها؟

ومن جانبه أكد محمد محمد مختار، وكيل وزارة التنظيم والإدارة، أن آخر من تم توظيفهم من ذوى الاحتياجات الخاصة خريجو 1998م وتم تشغيل 2000 من المعاقين حسب أقدميه المؤهل لمن يحملون المؤهلات والأكبر سناً من لا يحملون مؤهلات، وهناك 1866 وظيفة سيتم الإعلان عنها خلال أيام، وعندما قابلت محمود أفهمته وحاولت تهدئته، لأنه كان ثائراً، وحاولت مساعدته من خلال القوى العاملة لحين ورود دوره حسب القواعد ولكنه رفض التوجه للقوى العاملة، وبعدها خرج وفوجئت أنه ينادى على من أسفل المبنى ويسكب على نفسه السولار وقام أحد العاملين بخطف الولاعة منه، ونحن لا نميز أحد على أحد أعلم أن ظروفه التى يمر بها سيئة، ولكن ماذا أفعل فنحن لا نصدر قرارات التعيين نحن نقوم بالتوزيع فقط.




















مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى مغترب..

اللى يجاوبك على سؤالك هم اصحاب المظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ولماذا لم يفعلها ايام الهالك مبارك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري اصلي

اصدقك في كل حرف

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى أبو مريم

هذا نموذج من معاناة كثيييييرا مننا

عدد الردود 0

بواسطة:

اين دور الصندوق الاجتماعى للتنمية التى تقودة احد اشقاء سوزان مبارك المدللين

برجاء تغيير قيادة الصندوق وجعلة تحت قبادة رجل وطنى

عدد الردود 0

بواسطة:

حماده سعد

احنا مستعجلين

عدد الردود 0

بواسطة:

حمادة صدقي

لا اله الا الله

لا اله الا الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة