توقفت الحياة فى هيئة الطرق والكبارى.. المشروعات الموكل إليها تنفيذها تجمدت.. رئيسها المهندس إبراهيم عامر ينتظر إحالته للمعاش الشهر المقبل مع وصوله لسن الـ60 عام فى 31 يناير القادم ويحرص على عدم إثارة العاملين ضده خلال الفترة المتبقية له.. لا يوجد رقابة على أداء الهيئة منذ استقالة الدكتور محمد رشاد المتينى من وزارة النقل عقب حادث تصادم قطار أسيوط مع أتوبيس الأطفال الذى راح ضحيته 51 طفلا و17 مصابا، فى ظل الزيارات الخاطفة للدكتور طارق وفيق القائم بأعمال وزير النقل لديوان عام الوزارة لمتابعة مشروعات قطاعاتها نتيجة انشغاله بكونه وزيرا للإسكان.
المشروعات التى تجمدت على مستوى المحافظات فى قبلى وبحرى كثيرة، أبرزها مشروع طريق (القاهرة/ الإسكندرية) الصحراوى الذى يأتى رأس قائمة المشروعات التى تجمدت.. فأعمال تنفيذ المشروع توقفت تماما بعد إنفاق نحو 3 مليارات على أعماله الإنشائية رغم كل ما تم إعلان عن سرعة الانتهاء من تنفيذه، وهو ما يهدد بانهيار الأجزاء التى تم إنشاءها نتيجة عدم اكتمال الطريق مع فتحه للجمهور، وذلك وفقا لتأكيدات المهندس صبرى عامر رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب المنحل لـ"اليوم السابع"، معتبرا توقف أعمال تنفيذ هذا المشروع إهدارا للمال العام.
وكشفت مصادر بالهيئة لـ"اليوم السابع" عن تأجيل مشروع طريق (شبرا/ بنها) الحر الذى أعلنت وزارة النقل أيام جلال سعيد وزير النقل الأسبق اعتزامها إنشائه بتكلفة 2 مليار جنيه، بهدف تخفيف الضغط المرورى على طريق القاهرة/ الإسكندرية الزراعى، ورغم كل الاجتماعات التى تم الإعلان عنها بشأن هذا المشروع والاتفاقية التى تم توقيعها مع البنك الأهلى المصرى من أجل تمويل التنفيذ، إلا أن المشروع تجمد عقب استقالة الدكتور المتينى بعد حادث قطار أسيوط.
وقالت المصادر، إن هذا الطريق كان مخططا أن يكون بطول 40 كم، وتم تصميمه ليكون بعرض 5 حارات بكل اتجاه، ويتضمن مسار الطريق عدد 2 تقاطع حر مع طريق قليوب/ شبين القناطر وطوخ/ شبين القناطر، علاوة على تنفيذ مجموعة من الكبارى والأنفاق ليصبح الطريق حراً وبسرعة 120 كيلو متر/ ساعة.
الارتباك فى هيئة الطرق الكبارى وصل إلى تلاشى فكرة الشركة التى أعلنت عن تأسيسها تحت مسمى "الشركة المصرية للمشروعات الاستثمارية" بحيث تكون مملوكة لها بنسبة 98%، بهدف إسناد المشروعات إليها بالأمر المباشر سواء إدارة الطرق أو حقوق الإعلانات عليها أو إنشائها، بغرض تسريع عمليات تنفيذ المشروعات واستغلال الأوقات التى كان يتم استغلالها فى طرح مشروعات الهيئة وكذلك زيادة موارد الهيئة.
وأوضحت المصادر أنه تم تحديد أكثر من ميعاد للجمعية العمومية لهذه الشركة من أجل اختيار رئيس ومجلس إدارتها، دون أن يحدث شئ حتى تلاشت فكرة إنشاء هذه الشركة التى كان الغرض من إنشائها أن تتولى تنفيذ المشروعات الموكلة إلى الهيئة بدلا من إسنادها إلى شركات أخرى وتوفيرا للوقت، لافتا أن هذه الشركة كانت ستتولى تنفيذ وإنشاء طريق (شبرا/ بنها) الزراعى الجديد، والذى كان مخططا تنفيذه على غرار طريق (القاهرة/ الإسكندرية) الصحراوى الذى توقف هو الآخر.
أما رئيس الهيئة فهو منذ توليه منصبه فى منتصف يوليو الماضى فقد حرص على كسب ود العاملين وعدم إثارتهم ضده والبعد عن الأضواء، تجنبا من أن يثير أحد الوضع المتردى الذى وصلت إليه الهيئة أو المشروعات التى توقفت، وحرص على ألا يثير المشروعات التى توقفت نتيجة عجز التمويل أو مشاكل نزع الأراضى التى يخترق مسارها الطريق، خوفا من أن يحدث له كما حدث مع رئيس الهيئة الأسبق المهندس محمود عز الدين الذى اصطدم مع وزير النقل وانتهى الأمر بإقالته.
وحاولت "اليوم السابع" الحصول على رد عامر من خلال الاتصال به هاتفيا أكثر من مرة، إلا أن مدير مكتبه كان يرد على هاتفه ويؤكد أن رئيس الهيئة مشغول.
مشروعات الطرق والكبارى تتجمد.. توقف أعمال (القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوى.. وتأجيل تنفيذ (شبرا ـ بنها) الجديد.. تلاشى فكرة إنشاء شركة متخصصة لتنفيذ المشروعات الاستثمارية.. ورئيس الهيئة ينتظر المعاش
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012 02:09 ص