النوايا الطيبة لا تكفى لصنع وطن جميل، وكما أن التاريخ سيكتب ويسجل تاريخ الثورات وشهداءها توثيقاً للحقيقة، فهو أيضاً سيكتب إسقاط الأوطان بيد أبنائها توثيقا للغباء.
فى الوقت الذى دخل فيه الاقتصاد المصرى غرفة الإنعاش أملا فى إنقاذه درءاً لدخوله فى مرحلة موت سريرى على وسادة وطن يأكل بعضه بعضا.
وفى نفس الوقت الذى خرجت فيه أغلبية الشعب، طالبين الاستقرار بدعمهم للدستور من خلال اقتراع حر مباشر فى استفتاء نزيه شهد له القاصى والدانى.
يدهشنى كثيرا ذلك الجهاد الإلكترونى من أولئك المختبئين فى خنادقهم وحفرهم الإلكترونية على الفيس بوك وتويتر.
أولئك المتقوقعين خلف أسماء وهمية جل مهمتهم وجهادهم تشويه كل شىء بمصر مؤيدين ومعارضين وإشعال الفتن بين أبناء مصر، لإعطاء فرصة لطرف آخر لإسقاط مصر.
ويدهشنى أكثر وقوع الكثير من المثقفين والجُهال فى شباكهم والانحطاط الكبير فى لغتهم للتماشى معهم فرحين مهللين بخبطات الإعجاب الطائشة لتفاهتهم والتعليقات السخيفة لعبطهم، طامعين فى دعم وجهة نظرهم فى تشويه من يخالفهم الرأى، طامحين للعب دور البطولة فى تغيير آراء مجتمع من خنادقهم ومغاراتهم الإلكترونية. ألا تعسا للأغبياء؟!
لقد سقط علم البيوع وكتبه إذ لم يستطع مجاراة ما استجد من البيوع كبيع الضمير فى سوق المليونيات وبيع الأوطان فى أسواق المعارضة وبيع الفكر فى سوق الفضائيات.. ورغم نجاسة بعض الفضائيات إلا أن أحدا من العلماء لم يذكرها كنواقض للوضوء الإعلامى!
إن أفظع كابوس فى أعمق نوم.. أجمل بكثير مما سيراه الشعب حال سقوط مصر.
فارحموا مصر يا أبناء مصر.
