عبد الفتاح الزيادى يكتب: ذاكرة التاريخ

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012 01:02 م
عبد الفتاح الزيادى يكتب: ذاكرة التاريخ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوف يذكر التاريخ أن الشعب المصرى قام بثورة بيضاء على حاكم ظالم وطاغية فأسقطه وأسقط نظامه المستبد المتعجرف وترك فصيلا واحدا من الشعب هو من يجنى ثمار هذه الثورة.

ترك أفرادا كانوا يعيشون فى ظلام السجون يصبحوا من رموز الثورة وقيادات الدولة. وذلك ليس خطأ من الشعب أنه وثق فى هؤلاء الأفراد وترك لهم قيادة السفينة وحدهم أملا أن يصلوا بها إلى بر الأمان.

ومع تعاقب الأيام والشهور ومع تفاعل الأحداث ومع الاختلاف فى وجهات النظر لاتجاه سير السفينة ومع قراءة الخريطة لكل من يدعى أنه القبطان الوحيد الذى يستطيع أن يصل بهذه السفينة إلى بر الأمان لكى ينجو كل ركابها.

اكتشف الشعب أو ركاب هذه السفينة أنهم يسيرون فى عكس الاتجاه الصحيح الذى ينجيهم جميعا .

بل اكتشفوا أن المسافة إلى أقرب شاطئ أصبحت بعيدة جدا ويصعب الرجوع إلى هذا الشاطئ وهنا وفى هذه اللحظات الصعبة المريرة التى تمر كأنها شهور وسنين أصبح البعض يفقد عقله والبعض الآخر يرمى باللوم على الآخرين لعدم تركه للقيادة فى هذه الرحلة الطويلة فى المسافة القصيرة فى الزمن.

ومع ارتفاع الأصوات فى التناحر والتشاجر بين من يريدون القيادة أصبحوا لا يسمعون صوت باقى ركاب هذه السفينة الذين يبعثون إشارات استغاثة ويصيحون بأعلى صوت لكى يسمعهم احد ولكن مع الأسف لا مجيب لهذه الإشارات.

هنا سوف يتوقف الزمن ولكن لن تتوقف الأحداث المؤلمة لهؤلاء جميعا لأنه لن ينجو أحد من الغرق مهما كانت قدرته على السباحة ومهما كان معه من أدوات لأن البحر أصبح هائجا جدا والأمواج عاتية والظلام حالك ولن يغامر أحد من الذين ينتظرون على الشاطئ أن ينزل فى هذا البحر المخيف لينقذ أحدا فهو ينأى بنفسه من الهلاك ومن المصير المحتوم.

وهذا كله لن ينساه التاريخ ولن ينسى من كان هو السبب الحقيقى فى هذا الغرق السريع لهذه السفينة العملاقة الشامخة من آلاف السنين وهى (مصر) وسوف يذكر التاريخ أيضا أن الكل شركاء فيما جرى وسوف يقال ألم يكن من بينهم رجل رشيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة