د. هانى أبو الفتوح يكتب: وليحفظ الله مصر!

أقول للجميع، أخى المنتشى الفرح بنتيجة الاستفتاء بنعم لا تشمت فى الآخرين فربما كان فى بيتك من قال لا وأعلم أن من قال لا يحملون أيضا الجنسية المصرية ولم نكن فى حرب انتصر فيها مصرى على مصرى ولا يمكن أن نقول انتصر وطنى على خائن فلا نقبل تخوين أحدنا ولا نقبل التشكيك لأن الوطن للجميع.
وأقول لمن صوت بلا بارك لمن يفرح الآن فربما كان أخاك داخل بيتك ولا يعيبك أنك قلت رأيك والسياسة جولات وصولات وتلك الأيام نداولها بين الناس هكذا قال رب العرش العظيم فدوام الحال من المحال، ارفع رأسك عاليا فلم تخفق فى حرب مع عدو ولكنها اختلاف وجهات نظر فى حب وطن ولا تحزن كثيرا واترك مساحة من الأمل فى قلبك إن كان هدفك وطن فالوطن يحتاج الجميع شئنا أم أبينا.
وللمسئولين عن دفة الوطن أقول اتقوا الله فى شعب مصر بأكمله وكفانا تشتتا وفرقة وتقسيما فالاستفتاء على الدستور لم يكن معركة التحرير الكبرى ولن يكون نصر للحاكم على قطاع من الشعب فلا تخرجوا علينا بما يظهر فرحة فى غير موضعها فالحاكم يجب أن يكون عادلا بين الجميع بين من عارض فكره قبل من أيده ولا تتسرعوا فتجعلوا من انتخابات مجلس النواب القادمة ساحة للوغى نتفرغ فيها لقتل بعضنا البعض لأن من يزرع الأحقاد يحصدها والعاقل من جمع الشمل ونشر العدل وحبب الرعية فيه حتى لو خالفوه يقينا فى عدله وورعه وتقواه .
ولكل اللاعبين فى الساحة السياسة من الطرفين نخب التيار الإسلامى وجماعة الإخوان ونخب الليبراليين والتيار المدنى أقول بكل أسف أنتم نخب النفس والهوى ونخب المناصب والحرص على المقاعد والسلطة وبئس النخب التى لا تعى قيمة الوطن ولا تستطيع أن تجلس مع بعضها البعض على مائدة واحدة، اتقوا الله فى الوطن فمصر الآن كالذبيحة تحتاج من يسعفها فمن استطاع أن يفعل شيئا فليشمر عن ساعديه لا أن يكون معول هدم سواء كنت فى فريق مقعد الحكم أو فريق المعارضة واعلموا أن الحياة لن تتوقف عليكم والتاريخ وحده سيذكر مواقفكم فإن قام للوطن قائمة شكر الناس لكم وإن تعاونتم على هدمه استحققتم لعناته إلى يوم الدين.
كلمة أخيرة للصحافة والإعلام ونافخى الأبواق ومشايخنا الأجلاء اتقوا الله جميعا فلا تجعلوا من مقاعدكم أمام الشاشات وعلى الصفحات أو فوق المنابر أبواقا للنفير وإشعال نار الفتنة والحرب بين أطراف شعب واحد فليس فيكم من هو أحرص على مصر من عامل يزرع فى أرضه لتأكلوا من زرع يديه أو عامل فى مصنع يبنى بسواعده أوصال وطن مزقته فتنتكم بينما أنتم جميعا تتاجرون به وتنتفخ أوداجكم وتنتعش خزائنكم وأرقام حساباتكم وتمتلئ بطونكم بينما من ينجذبون لكم بين ضائع وتائه ومغيب أو لا يجد قوت يومه بل منهم من يفقد حياته نتيجة فتنتكم والإنصات لكم فالكلمة أمانة اتقوا الله فيها ولا تتناسوا أن ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد واذكروا قول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" فاللهم اجعلنا من المتمسكين بكتابك المعتصمين بحبلك الناجين من شر الفرقة وفتنتها واجعل لنا نصيبا من أمرك لنا "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، "فاللهم لا تذهب لنا ريحا ولا تترك بيننا نزاعا ولا تجعل مصيرنا الفشل واجعل لنا من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا ومن كل حزن سعادة واجعل الدائرة على من ظلمنا ولا تسلط علينا حاكما عنيدا ولا شيطانا مريدا ورد كيد من كاد لهذا الوطن فى نحره وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون وليحفظ الله مصر.