ومع تطور الأحداث السياسية أيضا فى معظم الدول العربية لم يعد هناك سوق خارجية للفيلم المصرى يعتمد عليها فى تحقيق عائد أكبر من الإيرادات، واقتصرت الإيرادات فقط على التوزيع الداخلى للفيلم، وهو ما انعكس بشكل كبير على إجمالى ما تحققه السينما المصرية، إضافة إلى عدم شراء القنوات الفضائية حق عرض الأفلام، وهو ما أصبح يهدد صناعة السينما بشكل حقيقى، لأن الصناعة تعتمد فى إيراداتها على التوزيع الداخلى والخارجى وحق العرض على الفضائيات.
والأهم هو تجاهل الدولة غير المفهوم للصناعة وعدم التفكير فى دعمها بأى شكل فى ظل هذا التدهور الحاد الذى تعانيه وكأن الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة، أصبحت ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بتلك الصناعة والتى تشهد تراجعا حقيقيا، وتدهورا وحالة من الخوف باتت تسيطر على منتجى وموزعى السينما فكيف يتم ضخ أموال فى بلد لا يعرف الاستقرار وهو ما يتفق مع مقولة أن «رأس المال جبان»، وبالتأكيد ليس من مصلحة أحد حتى لو كانوا الإخوان المسلمين والنظام الحاكم حاليا أن يتم محاربة أو هدم صناعة السينما المصرية والتى تعد واحدة من أهم الصناعات التى تحقق عائدا كبيرا فى الدخل القومى. والخوف كل الخوف فى حالة استمرار تدهور الأوضاع بهذا الشكل، أن نشهد هجرة جماعية لفنانى ومبدعى مصر، مثلما حدث قبل ذلك وتحديدا بعد نكسة يونيو 1967 عندما اضطر عدد كبير من مبدعى مصر إلى الهجرة، نظرا لظروف التضييق على بعضهم من ناحية وعدم الاستقرار السياسى من ناحية أخرى، ورغم اختلاف التفاصيل والظرف السياسى، ولكن يظل هذا الاحتمال قائما، خصوصا مع تفكير الكثير من الفنانين فى البحث عن مكان إقامة آخر غير مصر بل إن منهم بالفعل من نقل محل إقامته. ومن لم يغادر حاليا يعمل على الأقل على أن يكون لديه الاختيار فى حالة ما إذا تم تضييق الخناق أكثر ليذهب بعيدا ولو فترة من الوقت وأعتقد أنه لو استقر ذلك فى قناعة المبدعين، فذلك يعنى ببساطة أن حصارهم قد أتى بنتائجه لذلك، فالرهان وسط كل هذه الصعوبات سيكون على روح المقاومة داخل كل فنان حقيقى يؤمن بأهمية ما يقدم وحقه فى أن يمارس مهنته.
◄◄للمرة الأولى.. عام سينمائى بدون مغامرات الزعيم ومفاجآت حلمى وافتكاسات مكى
كتب محمود التركى
غاب نجوم الكوميديا السوبر ستارز عادل إمام، وأحمد حلمى، وأحمد مكى، عن المشهد السينمائى فى العام الحالى وهو الأمر الذى يحدث للمرة الأولى منذ عدة سنوات، حيث كانوا دائما يصرون على الحضور ويتنافسون فيما بينهم على جذب أكبر عدد من الجماهير وتحقيق أكبر نسبة من الإيرادات.
ويبدو أن عدم استقرار سوق السينما أثر بشدة على تواجد النجوم الكبار، فالنجم عادل إمام فضل أن يقدم مسلسلا تليفزيونيا وهو «فرقة ناجى عطالله»، وابتعد عن السينما ويحضر حاليا لمسلسل جديد بما يوضح أنه قرر الابتعاد عن السينما مؤقتا والتفرغ لتقديم المسلسلات التليفزيونية الدرامية.
أما النجم أحمد حلمى فلم يقدم أى فيلم سينمائى فى العالم الحالى، وهو الأمر الذى يحدث للمرة الأولى بل إنه كان من قبل يقدم أحيانا فيلمين فى عام واحد، وكان آخر فيلم قدمه حلمى فى السينما هو «إكس لارج» عام 2011، بينما سيقدم فيلمه الجديد «على جثتى» فى مطلع العام المقبل ويشاركه بطولته النجمة غادة عادل.
ويبدو أن حلمى استشعر أنه غاب عن جمهوره كثيرا فبدأ منذ أسابيع عرض مسلسل تليفزيونى على الإنترنت بعنوان «حلمى أون لاين»، والمسلسل يعتبر تجربة جديدة، لا يستغرق سوى 5 أو 10 دقائق يقدم من خلالها بشكل كوميدى ساخر بعض المواقف التى حدثت له فى حياته اليومية.
كما غاب النجم أحمد مكى عن السينما فى عام 2012 رغم أنه كان متواجدا بقوة فى الوسط السينمائى على مدار 3 أعوام متتالية قدم فيها بطولات مطلقة حققت إيرادات مرتفعة وهى «إتش دبور» عام 2008 و«طير إنت» عام 2009 و«لا تراجع ولا استسلام» عام 2010، ولم يحالفه الحظ فى العام الماضى من خلال فيلم «سيما على بابا»، ووسط تلك الأفلام قدم جزءين من مسلسله «الكبير قوى» على مدار عامين متتالين كما كان يقدم تجارب غنائية ناجحة ومميزة، ولم يقدم مكى العام الحالى الذى يوشك على الانتهاء سوى ألبوم غنائى يحمل عنوان «أصله عربى».
ويتسم عام 2012 السينمائى بغياب المفاجأة السينمائية فلم نر عملا سينمائيا أو فيلما بارزا يستحق تركيز الضوء عليه أو أن نعتبره أيقونة سينمائية، وغاب عن المشهد السينمائى أبرز المخرجين الكبار ومنهم محمد خان الذى تعطلت مشاريعه السينمائية التى كان يسعى لتقديمها ومنها «فتاة المصنع» وأيضا داود عبدالسيد الذى أجل تصوير فيلمه «رسائل الحب» أكثر من مرة وحدد له موعدا مؤخرا لبدء تصويره يناير المقبل، ولم نر سوى فيلم للمخرج يسرى نصرالله وهو «بعد الموقعة» الذى مثل مصر فى مهرجان كان السينمائى الدولى ورغم ذلك فإنه عند عرضه فى مصر شهد انتقادات كثيرة.
كما غابت النجمة البطلة القادرة على جذب الجمهور إلى شباك التذاكر، ولم تنقذ ماء وجه النجمات سوى ياسمين عبدالعزيز التى قدمت العام الحالى فيلمها «الآنسة مامى»، بينما غابت هند صبرى التى قدمت آخر تجاربها السينمائية «أسماء» فى العام الماضى، وأيضا منى زكى التى لم تقدم منذ سنوات أى تجربة سينمائية، بينما لم يحالف الحظ منة شلبى فى فيلمها «بعد الموقعة» ولم يحقق إيرادات مرتفعة.
◄◄الإيرادات تتراجع 50 مليون جنيه عن 2010
كتب - العباس السكرى
185 مليون جنيه حصيلة إيرادات 30 فيلما سينمائيا تم عرضها بدور العرض السينمائية خلال عام 2012، عرضت معظمها فى موسمى الصيف السينمائى وعيد الأضحى، وهو ما يوضح تراجعا كبيرا فى إيرادات الأفلام، حيث كانت آخر إيرادات مرتفعة حققتها السينما المصرية عام 2010 هو 230 مليون جنيه.
وكانت بداية عام 2012 السينمائية مخيبة للآمال بشدة، ويتضح ذلك من خلال إيرادات الأفلام، بتحقيق فيلم «ركلام» بطولة غادة عبدالرازق، إيرادات بلغت 4 ملايين و750 ألف جنيه، وفيلم «حظ سعيد» بطولة أحمد عيد 2 مليون و500 ألف جنيه، وحقق فيلم «رد فعل» بطولة حورية فرغلى، مليون ونصف المليون جنيه فقط، وبلغت إيرادات فيلم «واحد صحيح» بطولة رانيا يوسف وهانى سلامة، 4 ملايين و700 ألف، ولم يحقق فيلم «جدو حبيبى» بطولة محمود ياسين، ولبنى عبدالعزيز، سوى مليون و260 ألف جنيه، وحقق فيلم «على واحدة ونص» بطولة سما المصرى 150 ألف جنيه، وتميز فيلم «عمر وسلمى3» بطولة مى عز الدين وتامر حسنى، عن بقية أفلام بداية الموسم بوصوله لرقم «16 مليونا» و600 ألف جنيه، كما حقق فيلم «بنات العم» بطولة الثلاثى هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمى إيرادات وصلت لـ «13 مليونا» و250 ألف جنيه.
بينما ارتفع مؤشر الإيرادات تدريجيا بدخول موسم الصيف السينمائى، مع عرض فيلم «المصلحة» بطولة أحمد السقا واحتل صدارة إيرادات العام بتحقيقه 22 مليون جنيه فى الموسم الصيفى، كما حقق فيلم «حلم عزيز» بطولة أحمد عز إيرادات بلغت 9 ملايين و350 ألف جنيه، ووصلت إيرادات فيلم «غش الزوجية» بطولة رامز جلال «8 ملايين» و700 ألف جنيه، وفيلم «حصل خير» بطولة سعد الصغير لـ«6 ملايين» و620 ألف جنيه، وفيلم «جيم أوفر» بطولة يسرا ومى عز الدين، لـ «6 ملايين» و843 ألف جنيه، وفيلم «الألمانى» لـ«مليون جنيه».
وبحلول موسم عيد الفطر السينمائى، احتل فيلم «تيتة رهيبة» بطولة محمد هنيدى صدارة الإيرادات، بتحقيقه 14 مليونا و800 ألف جنيه، وحقق فيلم «بابا» بطولة أحمد السقا إيرادات 12 مليون جنيه، وفيلم «مستر أند مسز عويس» بطولة حمادة هلال، 5 ملايين و100 ألف جنيه، وفيلم «البار» إخراج مازن الجبلى مليون جنيه، ولم يحقق فيلم «بعد الموقعة» بطولة منة شلبى سوى مليون جنيه فقط، خلال فترة عرضه بدور العرض السينمائية.
وجاءت إيرادات موسم عيد الأضحى، لتعيد الانتعاشة لإيرادات السينما من جديد، حيث شهد الموسم طفرة فى أرقام شباك التذاكر بتحقيق فيلم «عبده موتة» بطولة دينا وحورية فرغلى، إيرادات وصلت 21 مليون جنيه، وحقق فيلم «الآنسة مامى» بطولة ياسمين عبدالعزيز إيرادات 16 مليون جنيه، ووصلت إيرادات فيلم «30 فبراير» بطولة سامح حسين 3 ملايين، وفيلم «مهمة فى فيلم قديم» بطولة فيفى عبده 2 مليون ونصف المليون جنيه، وحقق فيلم «ساعة ونصف» بطولة سوسن بدر وسمية الخشاب 9 ملايين جنيه، وفيلم «برتيتا» بطولة كندة علوش مليون و200 ألف جنيه، و«جوة اللعبة» بطولة مصطفى قمر 500 ألف جنيه وفيلم «لمح البصر» بطولة حسين فهمى، 56 ألف جنيه فقط، وفيلم «مصور قتيل» بطولة درة، وإياد نصار 700 ألف جنيه.
◄◄ 30 فيلما سينمائيا بدور العرض المصرية خلال عام 2012
كتب - العباس السكرى
30 فيلما سينمائيا محصلة الأفلام التى تم عرضها خلال عام 2012، بمواسم السنة المختلفة، حيث شهد موسم رأس السنة خلال شهر يناير الماضى، عرض أفلام "عمر وسلمى 3" بطولة مى عز الدين، تامر حسنى، و"بنات العم" بطولة الثلاثى هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمى، و"واحد صحيح" بطولة رانيا يوسف، وتلاهم عرض فيلم "ركلام" بطولة غادة عبد الرازق، و"جدو حبيبي" لبشرى، خلال شهر فبراير، وشهدت دور العرض السينمائية خلال شهر مارس عرض ثلاثة أفلام هما "حظ سعيد" بطولة أحمد عيد، و"رد فعل" بطولة حورية فرغلى، و"على واحدة ونص" للراقصة سما المصرى، وتم عرض فيلم "بنطلون جوليت" بطولة طارق الابيارى، خلال شهر إبريل.
وتنافست الأفلام السابقة بدور العرض على مدار الأشهر الأولى من السنة، حيث بدأ موسم الصيف السينمائي، مع عرض فيلمى "المصلحة" بطولة أحمد السقا، و"حصل خير" لسعد الصغير، أواخر شهر مايو ماضى، وتلاهما عرض مجموعة من الأفلام فى شهر يونيه هما "حلم عزيز" بطولة أحمد عز، و"غش الزوجية" بطولة رامز جلال، و"جيم أوفر" ليسرا، و"الالمانى" لمحمد رمضان.
وعادت الأفلام تطرق أبواب دور العرض مع حلول موسم عيد الفطر السينمائى، أواخر شهر أغسطس، حيث شهدت شاشات السينما عرض أربعة أفلام، فيلم "تيتة رهيبة" بطولة محمد هنيدى، وفيلم "بابا" بطولة أحمد السقا، وفيلم "مستر أند مسز عويس" بطولة حمادة هلال، وفيلم "البار" إخراج مازن الجبلى، وتلاهم عرض فيلم "بعد الموقعة" بطولة منة شلبى، أواخر سبتمبر، وتم عرض فيلم "ساعة ونص" مطلع أكتوبر قبل بدء موسم عيد الأضحى مباشرة.
كما شهد موسم عيد الأضحى، أواخر شهر أكتوبر عرض 6 أفلام هما فيلم "عبده موته" بطولة دينا وحورية فرغلى، وفيلم "الآنسة مامى" بطولة ياسمين عبد العزيز، و فيلم "30 فبراير" بطولة سامح حسين، وفيلم "مهمة فى فيلم قديم" بطولة فيفى عبده وفيلم "برتيتا" بطولة كندة علوش، و"جوة اللعبة" بطولة مصطفى قمر.
وخلال شهر نوفمبر تم عرض فيلم "لمح البصر" بطولة حسين فهمى، ومطلع ديسمبر فيلم "مصور قتيل" بطولة درة، وإياد نصار.
◄◄المنتجون: الأزمة تتفاقم وتتوغل وتستمر.. وربنا يستر
كتب - العباس السكرى
أكد عدد من المنتجين السينمائيين أن هناك تخوفات كثيرة تحيط بمستقبل صناعة السينما المصرية، حيث أوضحوا أنها تعانى من حالة التعثر التى أحاطت بها خلال السنوات الأخيرة.
ويسرد المنتجون فى تصريحاتهم لـ«اليوم السابع» بعض المعوقات التى يتمنون زوالها، فى الفترة المقبلة، وعلى رأسها منع عرض الأفلام الأجنبية بدور العرض بموسمى عيد الفطر والأضحى بصفة خاصة، حيث أكد المنتج محمد السبكى تخلى دور الدولة عن السينما، بعدم تنفيذها للقانون ومنع عرض الأفلام الأجنبية بدور العرض المصرية خلال مواسم العيد. وحمل المنتج، وزارة الثقافة وغرفة صناعة السينما، مسؤولية تدهور الصناعة بتصميمهما على عرض الأفلام الأجنبية بدور العرض المصرية فى العيد، موضحا أن المنتجين المصريين طالبوا الغرفة والوزارة بعدم طرح النسخ الأجنبية بالعيد، ولم يفعلا شيئا، قائلا: «الوزارة والغرفة يريدان أن ينتقما من الصناعة بتشبثهما بعرض الأفلام الأجنبية».
ويرى المنتج محمد حفظى أن الأفلام المطروحة بمواسم السنة نجحت بعضها فى تحقيق مكاسب من ناحية الإيرادات فقط، وليست على المستوى الفنى المطلوب من إظهار إمكانيات وخلق روح درامية إبداعية ورؤى جديدة داخل العمل الفنى، لافتا إلى أن هناك مشاكل كثيرة تمثل عبئا كبيرا على صناعة السينما حاليا، لعل من أبرزها عدم شراء القنوات الفضائية للأفلام السينمائية، مما يسفر عن خسارة للمنتج السينمائى.
واتفق المنتج كريم السبكى مع محمد حفظى على أن صناعة السينما تحاصرها العديد من المخاوف، مشيراً إلى أن سوء التوزيع الخارجى، وعدم شراء القنوات الفضائية حق عرض الأفلام، بات يهدد الصناعة بشكل حقيقى، حيث إن الصناعة تعتمد على 3 أسس بشكل أساسى، هى التوزيع الداخلى والخارجى وحق العرض على الفضائيات المختلفة.
ويؤكد عبدالجليل حسن المستشار الإعلامى للشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى، أن صناعة السينما مازالت فى خطر بسبب قرصنة الأفلام السينمائية، محّملا الدولة ووزارة الثقافة المسؤولية.








