افتتاحية الجارديان: ولادة دستور مصر كانت متعثرة

الإثنين، 24 ديسمبر 2012 06:50 م
افتتاحية الجارديان: ولادة دستور مصر كانت متعثرة الدكتور محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها اليوم، الاثنين، على نتائج الاستفتاء على الدستور، والتى لم يتم الإعلان عنها رسميا بعد، لكنها أسفرت عن الموافقة عليه بنسبة 64% تقريبا. وقالت الصحيفة تحت عنوان "البناء على الرمال" إن مفارقة الفوز فى هذه المعركة الدستورية تحديدا هو أن مرسى خرج منها بصلاحيات أضعف.

وترى الصحيفة، أن دستور مصر كانت ولادته متعثرة. والنتيجة نفسها جاءت من نسبة ناخبين منخفضة وكانت هناك مزاعم بحدوث تزوير. وبدأت الأزمة عندما منح الرئيس محمد مرسى لنفسه صلاحية الضغط من خلال مسودة لم يتم الاتفاق عليها مما أدى إلى الكثير من الاستقالات. وقال الرئيس، إن إعلانه الدستورى فى 22 نوفمبر الماضى كان هدفه منع المحكمة الدستورية العليا من الإعلان أن العملية برمتها باطلة ولاغية، لكن القضاء ثار نتيجة لذلك، وتحطمت الوحدة الثورية التى كانت موجودة فى ميدان التحرير من قبل.

وتابعت الصحيفة قائلة، إن مرسى كانت يتصرف كديكتاتور عسكرى، لكن مفارقة الفوز فى هذه المعركة الدستورية على وجه التحديد هى أن الرئيس ظهر منها بصلاحيات أضعف. فوفقا لأحكام الدستور الجديد، لا يمكنه أن يتدخل فى أى تعيينات قضائية ولكن يوقع فقط على الأسماء التى تقدم له من جانب المجلس الأعلى للقضاء. وتعود الصلاحيات التشريعية بعد ذلك على مجلس الشورى لحين إجراء انتخابات مجلس النواب. ويصب هذا فى مصلحة الإسلاميين، ويتعين على مرسى أن يكافح من أجل جعل المجلس أكثر تمثيلا بتعيين مزيد من الأعضاء من المسيحيين بطوائفهم الثلاثة مثلما فعل أمس الأحد.

لكن الرئيس وعد بإدخال تعديلات على المواد المثيرة للجدل فى الدستور فى أول جلسة من جلسات البرلمان وذلك لو تم التوافق بين الأحزاب السياسية الرئيسية.

وتذهب الجارديان إلى القول بأن مرسى فى رغبته للإسراع بتأسيس نظام جديد، لكنه استهل الأمر فى بعض الأحيان بشكل خطير للغاية. فإعلانه الدستورى الذى حصن به نفسه من قرارات القضاء كان متجاوزا بشدة. والعنف اللفظى تحول إلى عنف جسدى فى اشتباكات قصر الاتحادية. وقالت عناصر من المعارضة إنهم تعرضوا للضرب والاعتقال والتعذيب، وأصر الإخوان على أنهم تعرضوا لإطلاق نار بعدها بساعات. وهذه المشاهد كانت كارثية لرئيس تعهد بتمثيل مصر كلها وليس إسلامييها فقط.

واستبعدت افتتاحية الصحيفة، أن تؤدى نتائج الانتخابات إلى تقليل حالة الاستقطاب، وقالت إنه على الرغم من تدنى نسبة المشاركة إلا أن الإخوان يدعون أن الموافقة بنسبة 64% تمثل انتصار حاسما.. لكن ضعف الإقبال جعل النص التأسيسى لمصر الجديدة يحظى بتأييد خمس الناخبين المؤهلين فقط.

واعتبرت الصحيفة أن قرار الكنيسة بالدعوة للتصويت بلا، فى الوقت الذى أحجم فيه الأئمة، يعبر عن توترات عميقة. وبعد هذا القرار أصبح أسهل وصف الاستقطاب أنه دينى. ويمكن أن يضيف هذا ثقل للرؤية التى تقول إن الصراع لا يتعلق بدستور إسلامى، ولكن برؤيتين مختلفتين تماما للمجتمع: مشروع محدد يستند على الهوية لمصر أكثر إسلامية، ورؤية أكثر تعددية للديمقراطية بهويات متعددة. لكن المشكلة أيضا عملية، فلم يتصرف أحد على أنه يريد أن يبنى مجتمعا تعدديا، ففن حلول الوسط لم يكن ظاهرا.

فقد بدأ مرسى بنية إنشاء خيمة واسعة تضم الأقليات، لكن هذا النهج يعتمد على القدرة على إبقاء الجميع داخل تلك الخيمة.. والأشهر القليلة الماضية جعلت هذا أكثر صعوبة. والأمل الوحيد الآن أن نتيجة الاستفتاء تشجع كلا الجانبين على خوض الانتخابات البرلمانية.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة، إن مهمة الرئيس مرسى الآن واضحة، وهى ليست تكريس الانقسام ولكن تخطيه للوصول إلى كل المصريين مسلمين ومسيحيين، علمانيين ومتدينين وليبراليين ومحافظين. وسيؤسس مرسى دستورا يستحق أن يطلق عليه ذلك فقط عندما يحدث هذا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة