صباح حسنى تكتب: مرايا الغياب

الأحد، 23 ديسمبر 2012 09:18 م
صباح حسنى تكتب: مرايا الغياب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وعِندَ اشتِياقى إليكَ
ألامِسُ طَيفاً يُعايِشُ وِدّى
يُناغى صِبايَ
وَيشدوعلى فَرعِِ نِِدّى
يُجارى القَوافى جُنوناً
يُسابِقُ رَجفى
فَألقاهُ بَعدَ السباقاتِ.. بَعدى
يُجيد فُنونَ الغِياب
فَيخطُفُ مِن عالِياتِ الغُيومِ
أقانيمُ سَعدى
وأبقى أُجيدُ التَشظّى
وًأحزانُ نَفسى.. وَوَجدى
وَشتّانَ بينَ النَقيضَينِ.!
كَيفَ أُدارى جُروحى
وَأُخفى.. وَأُبدى
فَيومَاً نُسافِرُ صَوبَ السَماءِ
عَصافيرُ سِحرٍ
وَيوماً نُزاوِرُ أرضاً يَباباًً
كَأرضى.!
تُفَتتُ بَعضى جَفافاً..
وَتَغتالُ فى مَوسِمِ الزَهرِ.. بَعضى
فَأدرِكَ سِرُّ انتِمائى إليكَ
وَمعنى بَقائى..
وأسرارُ نَبضى
يُطِلُّ صَباحى على راحَتيكَ
فَأعرِفُ أنَ العَصافيرَ جاءَت
تَزُفُّ إلى النَدى
فَأغرَقُ فى مُتعَةِ الوَجدِ
وَحدى..
أذوبُ بِهمسٍ حَميمٍ
وأعرفُ.. نارُكَ لَو تَكتَوينى
يَحلُّ على السَلام
وأعرِفُ حدَّ احتِمالى
وَصَبرى..
أُدارى ضَياعى
فَأهرُبُ عَمداً إلى مُستَقَرّى الحَزين.
وَحيَن تُفيضُ العَطاءَ عَلى
يُغَنى رَبيعى اشتِياقاً.
أَتدرى..؟
قَديماً
وَقد كُنتُ أَقوى..
أُصادِمُ كُلّ الجُنون
أُقاتِلُ كُلّ الحُصون
وَسَدّاً مَنيعاً عَصيّاً
أمامَ فَضول العُيون
وَلكن أَرانى أمام عينيك
وبين يديك
فَراشَةُ وَردٍ تُهامِسُ ضَعفاً
يَلفُّ كَيانى
فَلا هَمسَ عِندى
وَقَلبى سَجينٌ لَديكَ
لِيختالَ حِسّى
يَضيعُ صُمودى
وَتأبى القَوافى سُباتَ المَقام
فَأشدو
وَأصبِحُ نَسغاً رَهيفاً
قَصيدةَ عِشقٍ
أَرانى شَذاها
لأَنكَ أنتَ انتِمائى
وَأنتَ جُنونُ القَوافى
تُشكِّلُ كَيفَ تُشاءُ مَراياى فيكَ
أَراكَ.. تَرانى
وَترسُمُ كُلّ الخَلايا بِلونِ اشتِهائى
وَتصنَعُ مِن عالياتِ النُجومِ قَميصى
وَثَوبى
وَأوتارُ دِفءٍ
وَلَونَ رِدائى
وَتشعِلُ فِى الشَظايا
تُحرِكُ فِى البَقايا
فأستافُ ثَورَتِى الجامِحة
أَغارُ.!
وَمَن لا يَغار.!؟
أحارُ..
أَحقاً تُسَعِّرُ نيرانَ شَكّى.؟
أُكذِّبُ نَفسى
لأَنكَ تَأتى وَتَحملُ كَفّى بِرفقِ الحَبيبِ
وَتُقسِمُ أَنكَ طَوعُ اشتِهائى
وَأنكَ مِلكى.
وَتُقسمُ إنَكَ أنتَ الأسيرُ
وَأنى القَرارُ وَأنى المَصير
فَألمسُ رَعشَ الأنوثَةِ فِى
وَنبضَ النِداءِ على مُقلَتى
وَأغفو لأنسى حُطامى
وَأنسى فُصولَ الغِيابِ
وَأنسى بِأنَ كِيانى غَريب.
وأنَكَ أنتَ الحبيب
حَياتى لَديكَ
ولَيلى رَهينُ الوِصال
نُجومى سَتبقى نَديّة
لأبدَأَ مِنكَ الحِكاية
فَأَنتَ البِدايةُ
أنتَ النِهاية
وَلكن جُنونى يَفيض
فَأسأَل فى جَفوَةٍ مِن غِياب
أَحقَاً أنا مِن سَراب.؟
وَأنكَ تَختالُ فى حَضنِ غَيرى.؟
وَيملأُ أُفقى سُؤال..أَما مِن جَواب.!
تُهامِسُ روحى
بِأنَ الزَمانَ بِطى رِدائى
وَأن المَكانَ.. وأنتِ اشتِهائى
فَيُزهِرُ كَرمى
وَأرمى شُكوكى وَرائى
وَأدرِكُ أَنَّ المَرايا تَقولُ
وَأنتَ حَبيبى تَقول
وَهل مِن إِناثٍ كَمِثلُكِ أُنثى.؟
فَيَقفِزُ مِن مُقلَتى الرَبيع
أُكابِدُ..
أخشى..
أَخافُ..
أَكادُ.. أَكادُ.... أَضيع ..
ـ ـ ـ






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة