لعبة الطفل تكون بمثابة المتعة له وأيضا التسلية وأحيانا يزهد منها ويتركها ومن الممكن أن يكسرها...ليس لأنه طفل بل لأنها لعبة. لعبة فى يده.. يقلبها كيف شاء، وكيفما شاء هواه، وعلى أية حال الحياة مثلها مثل لعبة الطفل، ونحن نعلم ذلك جيدا.
اللعبة التى أود الحديث عنها هنا هى لعبة الحياة والأيام، اللعبة هنا تختلف قليلا عن لعبة الطفل، لأن لعبة الأيام هنا تكون أنت وأنا، الإنسان نفسه يكون لعبة فى يد الأيام تقلبه كيفما تشاء.
الأيام التى تأتى أحيانا كريح شديد وعاصفة شديدة لتقتلع كل جذور الإنسانية ونجد الغنى بين عشية وضحاها صار فقيرا والقوى أصبح ضعيفا والصحيح الذى لا يعانى من علة أو مرض يذهب إلى الطبيب لأنه أحس بغثيان ليجد نفسه مصابا بتليف الكبد مصابا بفيروس c الكبدى أو يذهب ليسأل الطبيب عن صداع أصابه فجأة يكتشف أنه مريض بمرض خبيث سرطان فى المخ لتلعب الأيام لعبتها التى لا أستطيع أن أقول لعبتها الدنيئة أو لعبتها الانتقامية من شخص لا يشعر بالفقير أو من شخص لا يصل رحمه فجاءه المرض لتنقيته مرة أخرى.
والغنى الذى لم يتصدق ولم يزكِ تأتى الريح من حيث لا يحتسب - ويُسلب من حياة الترف – وأسهمه تنخفض فى البورصة والمبيعات تقل فى الشركة ويسقط فى براثن الفقر محاطا بأعماله فقط، والفنانة المشهورة التى يتمنى الجميع أن يتحدث معها أو يأخذ صورة فوتوغرافيه معها .. تنفصل عن زوجها وتفشل فى حياتها الخاصة، وتبتسم فى وجه الكاميرا وتنزف دما فى داخلها لأنها لا تستطيع ممارسة حياتها مثل باقى البشر.
والشاب يتباهى بجسمه ويفتح أزرار القميص ليُظهر شعر صدره دون أن يدرك أن الأيام سوف تفاجئه بأنه سيصبح كهلا مهشم العظام ويديه ترتعد ولا يستطيع أن يمسك بكوب قهوة، وسوف تدور عجلة الزمن عليه ويقف عاجزا عن مد قدميه ليسير فى الطريق ويأخذ بيده الصغير ليعبر الطريق.
وامتلأت الصحف بالأخبار المزعجة والمقلقة، من منا لا يقرأ كل يوم عن خبر ابن يقتل أبيه أو زوجة تقتل زوجها أو أب يقتل أولاده هكذا تفعل بنا الدنيا... واختلت موازين الناس الظاهرية ولا نعلم بما فى صدورهم وموازينهم الباطنية والثقة أصبحت منعدمة والكل فى نظر الآخر خائن وعميل ونصبنا أنفسنا على عرش النزاهة والطهارة ورَمينا الناس بالباطل فالكل يرى نفسه محقا، ويرى الطرف الثانى هو المخطأ..يرتكب الرذيلة فى الخفى ظنا منه أن العنكبوت سوف يستره لكن عنكبوت سيدنا محمد "ص" كان يعلم بما فى قلبه... كان يعلم بأنه رسول.
وتُخرِج لنا الحياة ما فى بطنها كأنها بركان تفجر.. زلزال جاء بلا موعد محدد ليكسر ويدمر، ويحرق الأشجار، وتتهدم المبانى، وتحل لعنة الطبيعة لتأتى بإعصارها... وبعد الهدوء والسكينة للبحر يأتى الموج ليفتك بسفن ويحطم كل ما حوله لتجعلنا- نبحث عن رحم لنُخلق من جديد.
إنها الحياة والدنيا التى عمرها الآن آلاف السنين كم طوت فى بطنها...ملايين من البشر. الإنسان مخلوق ضعيف لمجرد لفحة هواء يمرض ويضعف ولا يستطيع أن يقاوم، والدنيا طوت عظماء فى بطنها.
إنها الحياة التى تجعل من الإنسان ركام عظم يتحلل ليصير تراباً. فمن أراد أن يفعل شيئا يخلد له الماء موجود.. ارسم شيئا يعبر عنك، والصخر موجود..انحت شيئاً.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر عياد
والدى العزيز
عدد الردود 0
بواسطة:
islam shafik
الدنيا صعبة
عدد الردود 0
بواسطة:
سونسن
الحياة عظة