واشنطن بوست: تقليص البعثات الدبلوماسية الأمريكية يؤثر على دور الولايات المتحدة

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية، أن تخفيف عدد أفراد البعثات الأمريكية، حسب التوصيات الصادرة عن تقرير يتهم وزارة الخارجية الأمريكية بالتقصير فى حماية بعثتها الدبلوماسية خلال هجوم بنغازى، سيقوض الدور الأمريكى حول العالم وسيخلق بيئة خصبة لظهور جماعات متطرفة.

ورأت الصحيفة-خلال مقال افتتاحى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم السبت - أن "الإطاحة" بأربعة من كبار المسئولين فى الخارجية الامريكية عقب صدور هذا التقرير "مؤشرا سلبيا" يبرز انصياع الإدارة الامريكية إلى التوصيات الصادرة عنه وسلوك مسلك ربما يتمخض عنه عواقب وخيمة فى المستقبل القريب.

كما انتقدت الصحيفة الأمريكية ما وصفته ب"المبالغة والتضخيم" فى الإتهامات الموجهة للخارجية الأمريكية حول هذا الشأن..مرجعة هذا إلى ما أسمته بثقافة واشنطن فى التعامل مع كل خطأ يحدث بوصفه "فضيحة وكارثة غير مسبوقة"

وأشارت إلى أن "المبالغة" هذه المرة تزعمها أعضاء الحزب الجمهورى الذين رأوا فى هجوم بنغازى فرصة سانحة للتشهير وسحق إدارة أوباما وكإنها هى المسئول الرئيسى عن مقتل أفراد البعثة الدبلوماسية خلال الهجوم.

وأردفت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية قائلة:"ربما وقعت أخطاء جسيمة فى التعامل مع هجوم بنغازى على مختلف الأصعدة،لكن لا تتحملها الخارجية الأمريكية وحدها؛فالضباط لم يتمكنوا من ترك مواقعهم بسبب القوانين والقواعد المفروضة عليهم والتى تفرض عليهم ملازمة مواقعهم حتى تلقى التعليمات"

وقالت الصحيفة،من جانبها،أن الحفاظ على أعداد البعثات الدبلوماسية"ضرورة" تسمح لواشنطن التواصل مع مختلف المجموعات والفصائل والأطياف فى مناطق الأزمات والدول المعقدة من حيث التركيبة المجتمعية ويتدنى فيها دور القوات الأمنية والعسكرية.

ولفتت إلى أنه فى ليبيا،على سبيل المثال،يعتمد الأمريكيون بشكل كبير على التواصل مع المليشيات المسلحة والقبائل نظرا للوهن والضعف الذى أحل بقوات الجيش والأمن الليبى فى أعقاب الثورة الليبية كما كان هو الحال فى كل من لبنان وأفغانستان حيث ساهم زعماء القبائل والعشائر فى حماية أفراد البعثة الدبلوماسية الأمريكية.

وأشارت الصحيفة-فى ختام مقالها-إلى إنه بالنظر إلى أحداث هجمات الحادى عشر من سبتمبر،يتضح بأن المبالغة فى ردود الفعل حيال الأزمات يقوض مصالح وأهداف الولايات المتحدة على المدى البعيد وكذلك هو الحال بالنسبة لهجوم بنغازي.