بعد رحلة من العمل السياسى توفى المفكر الليبرالى الكبير منصور حسن السياسى عن عمر يناهز 75 عاما، وكان آخر مناصبه رئيس المجلس الاستشارى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال توليه مقاليد الحكم بالبلاد بعد ثورة 25 يناير، حيث تقلد عدة مناصب منها وزيرا للإعلام والثقافة منذ عام 1979 حتى 1981، ووزير الرئاسة عام 1981.
ولد منصور حسن بمدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية لأسرة ريفية متوسطة كان هو أكبر الأبناء فيها، وتلقى الدراسة فى كلية فيكتوريا بالإسكندرية، وسافر بعد ذلك إلى لندن وبقى فيها لمدة عام حصل خلالها على شهادة أهلته لدخول الجامعة، وعاد بعدها ليدرس العلوم السياسية فى كلية التجارة بجامعة القاهرة، كما حصل الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة ميتشيجان بالولايات المتحدة.
واشتهر الراحل الكبير بنزاهته ورفضه للنهج الغير ديمقراطى فى نظام الحكم، وكانت أبرز محطات حياته أنه طلب إعفائه من منصب وزير الرئاسة والإعلام بعد اعتقالات سبتمبر التى حدثت قبل اغتيال الرئيس محمد أنور السادات بفترة وجيزة لاعتراضه على هذه السياسة، وترددت أنباء عن أن السادات كان سيعينه نائبا له بتدخل من جيهان زوجته، مما سبب تدهورا للعلاقة بينه وبين الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
وفى يوم 8 ديسمبر 2011 ترأس منصور حسن المجلس الاستشارى المعاون للمجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية التى حكمت مصر بعد 25 يناير، كما أعلن فى 7 مارس 2012 نيته خوض الانتخابات الرئاسية، مؤكدا على استقالته من المجلس الاستشارى الذى كان يتولى رئاسته، وذلك حفاظًا على حيادية المجلس وعدم تحيزه لأحد من المرشحين.
وتداول فى الوسط الإعلامى إن ترشحه للانتخابات أتى نتيجة صفقة سياسية بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم وجماعة الإخوان المسلمون، بينما اعتبره البعض مرشحا توافقيا بين المجلس العسكرى وحزب الحرية والعدالة إلا أنه بعد ذلك وفى 25 مارس أعلن عن انسحابه من سباق الرئاسة معلقا فى ذلك عن أسباب انسحابه أن الدكتور عصام العريان زاره فى منزله وطلب منه الترشح، وأكد له مساندة الإخوان له، ولكن فجأة انقلبوا عليه رغم التأكيدات السابقة بدعمهم، لذلك قرر الانسحاب حفاظًا على اسمه وتاريخه، وذكر أنه يرفض أن يكون «طرطورًا» بوظيفة رئيس جمهورية، لأنه فى حال نجاحه بمساندة الإخوان سيصبح الأمر كذلك، كما أن إعلانه للترشح متأخرًا قلل من فرص فوزه، كما إنه رأى أن قربه من المجلس العسكرى من العوامل التى أثرت على فرص فوزه بالسلب.
منصور حسن..تاريخ من المواقف الصلبة فى مواجهة الاستبداد..الراحل الكبير لم يرهبه القرب من دوائر صناعة القرار ولم تبدله المناصب الرفيعة .. وظل حريصا على مبادئ الليبرالية والحكم الرشيد
السبت، 22 ديسمبر 2012 05:20 م