د. محمد أحمد عبد القوى يكتب: أين وطنى؟

السبت، 22 ديسمبر 2012 01:20 ص
د. محمد أحمد عبد القوى يكتب: أين وطنى؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن السؤال صادم، ولكن هى الحقيقة المرة فأنا أبحث عن وطنى لا أجده بين كل هذه الصراعات السياسية التى تعصف به وتجعل الوطن آخر شىء يتم التفكير فيه بين كل المتصارعين فهل تعنى الديمقراطية ما يحدث حاليا من عصف بكل قانون وبكل شرعية فأصبحت الأمور كلها تحل باحتجاجات وإضرابات واعتصامات، ونسى الجميع أن للوطن حقا علينا، وأن هناك أبسط طريق لحل المشاكل هى الحوار والاستماع للرأى والرأى الآخر، وبالتالى أصبح الكل لا يبحث عن حل بل يريد أن يفرض رأيه بأى وسيلة كانت حتى وصل الأمر إلى قتل بعضنا بعضا وأصبح الشهداء والمصابون يقاربون ما فقدناهم فى الحروب التى خضنها فهل هذا يعقل وأصبح الرئيس المنتخب عدوا ومستباحا فالبعض يقارنه بالمخلوع والبعض الآخر يطالب برحيله وكأننا نعيش فى زمن قبل الثورة فهل قامت الثورة إلا لأجل الحرية والديمقراطية واحترام بعضنا بعضا ولكن المحزن فى الأمر أن الثورة لم تصل إلى القابعين فى أعماق القرى والنجوع والعشوائيات من تطوير لحياتهم وتنميتهم اجتماعيا وثقافيا وعلميا، فما زالت الثورة مستمرة، ولكن وقفت على نخبة من المصريين تدعى أنها المثقفة وتدعى أنها الحامية، وتدعى أنها المنقذة ولم يهتم أحد بهم، فهم كما هم من أيام المخلوع، وكذلك أيضا النخبة هى كما هى لم تتغير كأن مصر قد أصابها العقم، فلم تنجب إلا هم فهم من يتصدرون المشهد رغم أن من أعاد لهم مكانتهم هم شباب الثورة، ولكن كيف ذلك فى وطن تربى على فرعونية القرار، ولا يعترف فى بعض الأحيان بموت الحاكم، ولا عزله أو حتى خلعه؟ وأبسط الأمثلة انظروا إلى رؤساء الأحزاب والحركات تجدهم يتخطون الستين من العمر وتوارى الشباب إلى الصفوف الخلفية، ولم يجدوا لهم وطنا تنازع عليه من استولو على ثورتهم وإلى جانب هذا تراخت كل مؤسسات الدولة تراخيا غريبا وعجيبا ابتداء بالشرطة وانتهاء بالقضاء المصرى، فأصبحت الشرطة لا تعرف كيف تحمى الوطن من الداخل وكيف تتعامل مع شعب مصر وأصبحت قضيتهم الوحيدة استرداد كرامتهم كأنها سلبت منهم أو اختطفت من قبل طير فى السماء، فبدلا من تطوير وتأهيل الأفراد أصبحوا كأنهم غير موجودين أصلا فى أداء أدوارهم الأساسية والأمثلة كثيرة ثم ننتقل إلى القضاة الذين نسوا أنهم مواطنون عليهم أمانة ومسئولية تختلف عن مسئولية الآخرين وسوف يحاسبون عن ذلك أمام الله حسابا شديدا، لذلك فلا دخل لهم بالسياسة وصراعتها الأبدية وذات المصالح المتشابكة، وعليهم أن يتفرغوا فقط للعدالة ولتطبيق القانون على الجميع مهما كان منصبه أو مكانته.. فإذا كان هذا سلوك من اتسموا بالسلوك الراقى فكيف يكون سلوك المواطن العادى إذا واجهته مشكلة وهم قدوة، ويجب عليهم أن يراعوا ذلك وليعرفوا أن هناك وطنا نبحث عنه فى ظل هذه الصراعات والانقسامات وأتمنى من الله أن أرى وطنى وقد التأمت جراحه وتطور فلسنا أقل من جيراننا ودول أخرى ونريد أن تستمر الثورة فى الصناعة والتجارة والسياسة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة