عندما أبدت شركة يونيفرسال الأمريكية للإنتاج السينمائى، عزوفا عن إنتاج فيلم لزياد الدويرى حول تفجير انتحارى فلسطينى استهدف إسرائيليين ظن المخرج اللبنانى أن مستقبله الفنى انتهى، لكن بعد ست سنوات يستقطب فيلم "الصدمة" اهتماماً فى الأوساط الفنية إذ نال إشادة فى تورونتو وحصل على جائزة فى مراكش وحظى بإعجاب الحاضرين فى مهرجان دبى السينمائى الدولى هذا الأسبوع.
وعن موقف شركة الإنتاج الأمريكية قال الدويرى،" عندما تلقوا النص رفضوه، لم يرفضوه وحسب بل أسقطوا المشروع واحتفظوا بالنص، ودخلنا فى معركة قانونية لثلاث سنوات لمحاولة استعادة النص".
وأضاف "أدركت حساسية الفيلم وكنت أعرف من البداية أن الطريق أمامه ملىء بالألغام، كنا نعلم أنه سيكون هناك من يعارضونه من الجانب العربى ومن الجانب اليهودى".
والآن تم توزيع الفيلم فى 40 بلداً منها الولايات المتحدة، يتناول الفيلم قصة جراح عربى إسرائيلى يدعى أمين الجعفرى كان مثالاً لنجاح التعايش العربى الإسرائيلى فى المجتمع اليهودى، واكتشف أمين أن زوجته سهام التى أحبها كانت منفذة هجوم انتحارى أودى بحياة 17 طفلاً فى حفل عيد ميلاد.
يبدأ الفيلم بمشهد يجرى فيه تكريم أمين فى عمله فى احتفال يلقى فيه بكلمة عن التعايش العربى اليهودى ليجد نفسه فى اليوم التالى محتجزا للاشتباه فى أنه زوج إرهابية.
وتفرج الشرطة عنه فى النهاية بعد أن تتأكد من أنه لم يكن يعلم شيئا عن الهجوم ويتساءل الجراح عن السبب الذى دفع سهام -زوجته على مدى 15 عاما- لفعل هذا.
يتتبع أمين الخيوط التى يمكن أن تقوده إلى فهم ما حدث ويذهب إلى نابلس، حيث يجد ملصقات على الجدران تمجد سهام بوصفها شهيدة ويعامله سكان المدينة على أنه انتهازى سياسى.
ويتوجه أمين إلى جنين، حيث نفذت إسرائيل عملية عام 2002 خلفت عشرات القتلى الفلسطينيين ويقدم الدويرى مشهدا قال إنه يرمى لإظهار أن أمين أدرك الدافع الذى دفع زوجته لتنفيذ هجومها.
ويدرك أمين أيضا أنه بينما كان يشعر أنه جزء من المجتمع الإسرائيلى كانت زوجته تشعر أنها غريبة عنه.
وقال المخرج "يدور الفيلم حول هذا الرجل المرتبط بقوة بزوجته والذى كان يظن فى بداية الفيلم أن بإمكانه الاندماج بشكل جيد جدا فى المجتمع الإسرائيلى.. وفى النهاية فقط تظهر الحقيقة وهى أن لنا حياتنا ولهم حياتهم".
وأثار الفيلم بالفعل ردود فعل حادة فى العالم العربى واتهمت بعض وسائل الإعلام الجزائرية الدويرى بتحريف الرواية الأصلية التى كتبها الجزائرى يا سمينة خضرا كما اتهمه إسلاميون مغاربة بأنه موال لإسرائيل.
وكان معظم الحوار فى الفيلم بالعبرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة