أبدى الدكتور أحمد كمال أبو المجد وزير الإعلام الأسبق ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان السابق، حزنه الشديد على ما آلت إليه الأوضاع فى مصر، من مواجهات دموية بين المصريين، مرجعا سبب ذلك للغفلة الجماعية، مضيفا أننا أمام طريقين مثل الشمس، لا يغفل عنهما إلا أعمى البصر أو أعمى البصيرة.
وقال أبو المجد، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن برامج الأحزاب السياسية والجماعات والائتلافات مجمعة على أربعة أهداف، أولها المشاركة الشعبية فى صنع القرار، وهى مشاركة طوعية بعيدة عن الترهيب والترغيب، وثانيها أن مناخ الحرية يعدد الآراء، والثالث سيادة القانون، حيث تعلو كلمة القانون على 80 مليونا، وعلى الحكام والمحكومين بصرامة وشدة، والهدف الرابع هو العدالة الاجتماعية لإنقاذ البلد من ثورة الجياع وإقامة دولة العدل.
وأضاف أبو المجد، أن الوطن بالكامل منقسم الآن على نفسه، ولا توجد أسرة واحدة فى مصر إلا وبها انشقاق، مشيرا إلى أن الحل الحقيقى للخروج من حالة الانقسام المصرى هو الحوار، موجها رسالة إلى الشعب المصرى قائلا، اعلموا أن هذا الوطن ملك الجميع، والوطن بالكامل منقسم على نفسه، ولا يوجد أسرة واحدة فى مصر إلا وبها انشقاق، وأرجو أن تتوافقوا يرحمكم الله، مستشهدا بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ولا تنازعوا فتذهب ريحكم".
وأوضح أبو المجد، أن ثورة الجياع ظاهرة إنسانية، مشددا على أهمية سيناء التى أغفلناها جميعا مرة واحدة، وأنه يلوم فى ذلك النخبة المثقفة، التى وصفها بالطبقة "المنحوسة" التى تغلب مصالحها الشخصية وأجنداتها على مصلحة البلاد، وسط ترد فى الوضع الاقتصادى، مؤكدا على أننا واقعون فى مؤامرة ولعبة مصالح.
وأبدى أبو المجد استياؤه من تحول الأخلاق والسلوك لدى المصريين، مضيفا أن المصرى أصبح يقتل أخيه ويعذبه ويستمتع بمخالفة المرور، مشيرا إلى أن سقوط الهمة مرض مثل أى ارتخاء بعضلة فى حاجة إلى علاج.
وأشار أبو المجد، إلى أن حرب الألسنة تحولت إلى حرب بالسنج والخرطوش، والاعتداء على بعضنا البعض، للاختلاف فى الفكر، مضيفا أن المواطن ليس شيئًا بسيطا، وهذا دليل حضارة، وأن الحضارة ليست دعوة وإنما التزام خلق، مؤكدًا على ضرورة التنوير السياسى لـ85 مليون مصرى حتى يفهموا معنى الديمقراطية وسيادة القانون، مشيرًا إلى أن هناك أشياء يذكرها المصرى ويكذبها بأفعاله ويستمتع بهذا التكذيب.
وقال أبو المجد، إن الـ85 مليونًا من السكان لابد أن يتمتعوا خلال العشر سنوات القادمة بالذكاء وسرعة التصرف، والسياسة والقراءة حتى يستطيعوا عزل الحاكم الذى لا يعجبهم، مشيرا إلى أننا على شفا فوضى عامة لا يحمد عقباها.
ولفت أبو المجد إلى أن كل من سيصوت على مسودة الدستور بـ"لا" عنده فرصة كبيرة لإبطال الانتخابات، وعقب إبطالها سيتم انتخاب جمعية تأسيسية منتخبة من قبل الشعب مباشرة.
وقال أبو المجد، إن التيار الإسلامى فاز جزئيا لأن لديه خبرة فى التعامل مع "طوب الأرض"، بينما الأحزاب الأخرى ما هم إلا شباب يتمتعون بالطموح والآمال، ولكن ليس لديهم تنظيم، واضطرابهم بين رومانسية الشباب وغياب الزعماء جعلهم يخسرون الانتخابات، فشعروا أنهم أقلية.
وذكر أبو المجد أنه اعتذر عن عضوية مجلس الشورى لأنه لا يصلح للعمل فيه حاليا، لافتا إلى أن ما تبقى من عمره يريد أن ينفقه فى التبشير بثورة ثقافية سياسية، وثورة تنويرية ثقافية دينية، تصحح مفاهيم الإسلام، وأنه حاليا ترك العمل السياسى.
الدكتور أحمد كمال أبو المجد لـ"اليوم السابع":التيار الإسلامى تعامل مع "طوب الأرض".. والأحزاب المدنية مضطربة ما بين رومانسية الشباب وغياب الزعماء.. ويؤكد:هناك فرصة لمن سيصوت بـ"لا" لإبطال الاستفتاء
السبت، 22 ديسمبر 2012 10:57 ص