ها هو طفل رضيع يلحق بعشرات آلاف السوريين من جرحى الحرب، بعدما سقط صاروخ أطلقته القوات الجوية التابعة لبشار الأسد على منزل عائلته، واخترقت الشظايا جمجمته.
وأصيب فهد درويش البالغ من العمر أربعة أشهر من العمر بتلف فى الدماغ، وشأنه شأن آلاف آخرين أصيبوا بجروح خطيرة فى القتال الدائر فى سوريا، سيكون فى حاجة على الأرجح للرعاية، بعدما تضع الحرب أوزارها، وهو الشىء الذى يقول الأطباء، إن سوريا بعد الصراع لن تكون قادرة على توفيره.
وما يزيد الأمور سوءا، أن هناك ارتفاعا حادا فى الإصابات الخطيرة منذ فصل الصيف، حيث بدأ النظام قصف المناطق التى يسيطر عليها الثوار من الجو، ويقول الأطباء إن غالبية الجرحى الذين يعالجونهم الآن هم من المدنيين.
وحسبما يفيد الأطباء، فمن المقرر أن يتعافى فهد هذا الأسبوع من جراحة بالدماغ فى وحدة للعناية المركزة، حيث إن رأسه ملفوف بالضمادات، وجسده تحت بطانية ثقيلة، تراقبه أمه المصدومة مريم البالغة من العمر اثنين وعشرين عاما.
وحتى بالنسبة لأولئك الذين نجوا من إصابة مباشرة، يمثل تصاعد القتال خطرا صحيا متزايدا، فنصف المستشفيات العامة الثمانية والثمانين ونحو 200 عيادة بالبلاد تضررت أو دمرت بالكامل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ما أدى إلى حرمان كثيرين من الرعاية الصحية. ولا يسع مرضى السكرى الحصول على الأنسولين، ولا يتمكن مرضى الكلى من بلوغ مراكز غسيل الكلى. ونفدت مطهرات المياه من بلدات كثيرة. وأصبح مئات الآلاف من نازحين بسبب القتال عرضة للبرد فى خيام أو مبان عامة لا تدفئة بها.
ولا أحد يعرف كم عدد من أصيبوا منذ بدأت الانتفاضة ضد الأسد فى مارس 2011 باحتجاجات سلمية، ثم ما لبثت أن تحولت إلى ثورة مسلحة فى مواجهة القمع الوحشى الذى مارسته قواته.
وقتل أكثر من 43 ألف شخص خلال الواحد والعشرين شهرا الماضية، حسبما قال رامى عبد الرحمن، رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا. مشيرا إلى أن عدد الجرحى كبير جدا، بحيث لم يتسن له سوى تقديم تقدير تقريبى فحسب، بأكثر من 150 ألفا.
وبدأت الخسائر البشرية فى الارتفاع بشكل كبير مع بداية فصل الصيف، حيث زاد النظام، بعد الإرهاق الذى منيت به قواته البرية، اعتماده على القصف الجوى، لمنع مقاتلى المعارضة من السيطرة على مزيد من الأراضى.
ارتفاع أعداد الجرحى ينذر بأزمة صحية فى سوريا بعد الحرب
السبت، 22 ديسمبر 2012 09:11 ص