أشرف الزهوى يكتب: شهوة الحرية

التبجح والتطاول أصبح ظاهرة منتشرة فى معظم شوارعنا ومؤسساتنا ويظن البعض أن الثورة تعطيه هذا الحق ولم يفرق بين الحرية والخروج عن الأدب وحدود اللياقة، لقد شاهدنا بعض الموظفين يتطاولون على رئيسهم تحت مسمى الحرية ورأينا طلبة الجامعات يهدرون حرمة الحرم الجامعى ويفترشون الأرض للعب الكوتشينة والدومينو ويتبادلون الألفاظ السوقية ولاحظنا طريقة تعامل السائقين مع رجال المرور بتعال ولامبالاة واحتلال الباعة الجائلين لأرصفة الشوارع والتعدى بالضرب على من يحاول نهرهم وفى الأقاليم انتشرت التكاتيك والدراجات البخارية وعربات الكارو والتروسيكل دون رقيب أو حسيب.

وحتى الألفاظ التى تصل إلى أسماعنا عبر وسائل الإعلام من خلال برامج التوك شو كادت تصل إلى حد السب والقذف ولايريد أحد أن يدرك أن الحرية لا تعنى الفوضى والصياح والسباب والانتقام وقطع الطريق والاعتداء على المنشآت، ويرى البعض أننا يجب أن نلتمس العذر لهؤلاء العطشى الذين طال انتظارهم للماء ولما وجدوه جعلوا الماء ينزل إلى جوفهم وبدأ يغرق صدورهم من شدة العطش ولكن إلى متى ستظل حالة النشوة بالحرية تهدد أمن المجتمع وتقوض اقتصاده وتعتدى على عاداته وتقاليده؛ إلى متى سيستغل ضعاف النفوس الحالة السائدة فى المجتمع ويعربدون فى الأسواق بالغش التجارى وخداع الناس؛ إلى متى ستظل حالة التشبث بالرأى وعدم سماع وجه نظر الآخرين؛ إن هيبة الدولة تمثل صمام الأمان للمجتمع فلماذا يصر البعض على النيل منها والعمل على إضعافها، إن ما يحدث فى الشارع المصرى سوف يكون وبالا على الجميع ولن يفلت منه أحد حتى الأثرياء الذين تربحوا من الحرام لن يهنأوا بما جنته أيديهم عندما تقوم ثورة الجياع التى لن تبقى ولا تذر وعندئذ سيندم الجميع وسيدرك صناع الفهلوة ومحترفى البلطجة ومدمنى الفوضى أنه كل هالك لا محالة.